منذ قيام دولة إسرائيل على أشلاء الجيوش العربية التي انهزمت عام 1948م، أعلن رئيس وزرائها بن جوريون أن الوضع في فلسطين سيسوى بالقوة العسكرية. هكذا بكل تبجح وتجاهل لمقدرات المسلمين والعرب في فلسطين والدول الإسلامية، ومن حينها، بل وقبل ذلك بسنوات، بدأت المجازر المنظمة من قبل العصابات الصهيونية والجيش الإسرائيلي ضد أهالي القرى الفلسطينية لحملهم على الرحيل، للترويج لمقولة: "أرض بلا شعب لشعب بلا أرض"، وقد تشكلت بعد اصطدامات وقعت في العام 1921م بين العرب واليهود عصابة يهودية سرية تدعي الهاجانا، وفي السنوات اللاحقة أصبحت هذه العصابة جيشًا عدائيًا أكثر وأكثر، كما تم إعطاؤها بعض الاعتراف الرسمي من قبل الإدارة البريطانية وتشكل منها شرطة تحت قيادة بريطانية.
وفي العام 1937م تشكلت ميليشيا أكثر سرية تمثل حزب الإحياء ضمن المنظمة الصهيونية العالمية وهي الآرجون (المنظمة العسكرية القومية) التي تعاونت مع الهاجانا، وشكلتا مع عصابة ثالثة فيما بعد تسمى شتيرن جيش الدفاع الإسرائيلي، فجيش هذه الدولة المحتلة المتغطرسة هو في الأصل عصابات صهيونية كانت تتغذى على دماء المسلمين من العرب والفلسطينيين.
وفيما يلي استعراض لأهم المجازر التي ارتكبتها إسرائيل خلال هذه الفترة:
- مذبحة كفر حسينية في 13 مارس 1948، حيث قامت الهاجاناة بالهجوم على القرية وتدميرها، ما أسفر عن استشهاد ثلاثين شخصًا، كما اقترفت في السابع والعشرين من الشهر نفسه مذبحتين في الموضع ذاته أسفرتا عن استشهاد أربعة وستين شخصًا وجرح أكثر من مائة وعشرين آخرين.
- مذبحة دير ياسين في التاسع من أبريل سنة 1948م، ارتكبتها عصابتا الآرجون وشتيرن، وقد راح ضحيتها زهاء 260 شخصًا من أهالي القرية العزل، وبعد الاستيلاء على القرية قامت باقتراف شتى أنواع التنكيل ضد الشعب الفلسطيني، حيث أوقفوا العشرات من أهالي القرية صوب الحائط وأطلقوا النار عليهم، كما قامت القوات الصهيونية بعمليات تشويه ضد بعض الأشخاص، وألقت بنحو 53 من الأطفال الأحياء وراء سور المدينة القديمة.
- مذبحة ناصر الدين في 14 أبريل 1948 حينما فتحت قوات من الوحدات العسكرية الصهيونية السرية أو ما يسمى بـ"المستعربين" نيران أسلحتها على أهالي القرية المدمرة بالكامل، حيث لم ينجُ منهم سوى 40 شخصًا استطاعوا الفرار إلى القرية المجاورة. وفي أوائل يوليو اقترفت قوات البالماخ مذبحة أخرى في اللد وأسفرت عن استشهاد 250 فلسطينيًا.
ْ
________*التــَّـوْقـْـيـعُ*_________
لا أحد يظن أن العظماء تعساء إلا العظماء أنفسهم. إدوارد ينج: شاعر إنجليزي