/ابواب الجزائر الخمسة عنوان ل"جزيرة النورس" على الرغم من مرور قرون /
غير بعيد عن ميناء الجزائر أول ما يشد انتباه الزائر للعاصمة الجزائرية الأحياء القديمة التي مازالت تحافظ على بنيانها الذي يعود الى قرون مضت وحملت تسميات مرتبطة بخمسة أبواب.
ومن يرد زيارة الجزائر القديمة لاسيما في الجهة الغربية منها فعليه أن يتمتع برؤية الأبواب الخمسة التي مازالت عبارة عن أماكن حملت أسماء تلك الأبواب في ظل اندثارها مع تطوير البناء داخل مدينة الجزائر القديمة لاسيما أحياء (القصبة العتيقة) و(ساحة الشهداء) ومنطقة (عين البنيان).
والشيء اللافت أن سكان العاصمة يحتفظون باسم الجزائر القديمة وهو (ايكوسيوم) الذي يعني (جزيرة النورس) مثلما سماها الرومان ايام احتلالهم لتلك المنطقة التي تطل على البحر المتوسط في سنة 202 قبل الميلاد لتتوالى عليها الهجمات من قبائل (الوندال) و(البربر) وأصبحت مقرا لقبيلة بربرية تدعى (بني مزغنة).
وفي القرن العاشر أسس بلكين بن زيري بن مناد الصنهاجي مدينة لقبها (بجزائر بني مزغنة) ولكنها الى يومنا هذا مازالت تحتفظ بالتسمية الأخيرة كما تحتفظ بأبوابها الخمسة.
ان الغوص في قلب مدينة الجزائر القديمة يدفع الزائر الى الذهاب الى أقصى غرب العاصمة وتحديدا الى (باب الواد) وهو أحد أحياء العاصمة الجزائرية القديمة.
وفي لقاء أجرته وكالة الأنباء الكويتية (كونا) مع أحد سكان الحي العتيق السيد جمال بومدين (79 عاما) اكد أن "باب الواد هو أعرق أبواب مدينة الجزائر".
وقال ان الجهة الشمالية لباب الواد كانت عبارة عن مرسى يشهد اقبالا كبيرا من التجار والصيادين والسفن التي تقل البضائع.
- وأضاف ان تسمية باب الواد جاءت نسبة الى الوادي الذي يقع بالقرب من المدينة حيث كان مصب الوادي في البحر ولكن في يومنا هذا تم بناء طريق وساحة كبرى غطى الوادي الذي لا أثر له اليوم ولكن الباب مازال موجودا.
أما الباب الثاني فهو (باب عزون) الذي سمي كذلك نسبة الى أحد الثوار من أهالي منطقة (القصبة) الذي ثار ضد الحاكم العثماني وحاصر المدينة بجيشه ولكنه قتل من قبل الأتراك أمام مكان أصبح يطلق عليه اليوم (باب عزون).
كما يوجد في الجهة الجنوبية لمدينة الجزائر القديمة باب ثالث يسمى (باب الجديد) وهو الباب الذي أنجز تسهيلا لسكان المناطق الغربية للعاصمة ليدخلوها من دون عناء وسمي بالباب الجديد آنذاك وبقي يحمل التسمية نفسها الى يومنا هذا.
أما في المناطق الشمالية لمدينة الجزائر القديمة فتم تشييد باب حديدي ضخم سمي ب(باب الجزيرة) وهو باب يسهل دخول البحارة من عرض البحر وكان مخصصا لهم في القرن ال18 كما كانت تقع بجانبه ثكنات عسكرية للجيوش الانكشارية اقوى فرق الجيش العثماني.
كما خصص للصيادين في مرسى العاصمة الجزائرية باب يطلق عليه (باب البحر) ويسمى أيضا (باب الديوانة) حيث خصص للتجارة البحرية وعلقت به خمسة أجراس كان الصيادون يدقون بها ايذانا بوفرة المنتوج البحري من السمك والسردين.
وأكد المتحدث ل(كونا) أن هذه الأبواب كانت كبيرة الحجم ومصنوعة من الخشب ومزخرفة بزخارف جميلة تفتح عند طلوع الشمس وتغلق عند غروبها.
والمثير أيضا للانتباه أن أبواب الجزائر القديمة الخمسة مازالت موجودة سواء في أبواب ضخمة أو عبارة عن أماكن تحمل تسميات تلك الأبواب التي مرت عليها مئات السنين ولكنها لم تمح من ذاكرة سكان العاصمة الجزائرية والتي توارثوها أبا عن جد وتبقى تحافظ على تاريخ المدينة العريقة.
بـاب الواد
باب عزون
باب الجديـد
باب الجزيرة
بـاب البحر