“رغم إنجابها العديد من العباقرة إلا أن ولاية الوادي تعاني من تدنٍّ كبير في المستوى”
في اطار الحملة التحسيسة “نجح ابنك02 تحت شعار “أبناؤنا أمانة في أعماقنا” التي نظمتها مديرية التربية لولاية الوادي ارتأت جريدة التحرير بهذه المناسبة تنظيم فوروما خاص حول أهمية ودور الحملات التحسيسة في توعية الاولياء لمراقبة ومتابعة أبنائهم من اجل النهوض بقطاع التربية وتنمية المستوى التعليمي لدى الطفل السوفي… حضر الفروم مجموعة من الاساتذة والمدراء منهم أسماء لشهب مستشارة توجيه وارشاد مدرسي ومهني والاستاذ بلابل عبد المجيد عضو في فيديرالية أولياء التلاميذ وميدة أحمد أمين عام في فيديرالية أولياء التلاميذ ،زكور فرحات عبد الرؤوف مدير مركز التوجيه المدرسي والمهني ،حداد سليمة مديرة متوسطة 08ماي الجديدة ،بلعروسي سهام عضو المجلس الولائي لجنة التربية ،عطاء الله يوسف مدير متقن عبد القادر اليباجوري بقمار والاستاذ قدودة مبارك مراسل صحفي بجريدة التحرير
التحرير:من خلال الحملة التحسيسية نجح ابنك 02فيما يتمثل دور الجمعيات المدنية والمؤسسات الاعلامية؟
“تدني مستوى النتائج سببه الأول غياب الاولياء“
وفي هذا السياق صرح زكور فرحات أن تدني النتائج على مستوى ولاية الوادي في الامتحانات الرسمية في جميع الاطوار لمدة تطول 10سنوات أو أكثر رغم المقدرات والمؤهلات التي من المفروض أن تكون الولاية في مصاف الولايات الاولى على مستوى النتائج بالاضافة الى تفشي بعض السلوكات السلبية داخل المؤسسات التربوية ومحاربتها من خلال التوعية والتحسيس للحد من تفشيها قبل فوات الاوان من خلال التحاور أو التلاقي أوالتواصل مع الاولياء من أجل اعطائهم الآليات والنماذج الصحيحة, لمرافقة الابناء حيث توجد مجموعة من الفئات لو تم تصنيفها لوجدنا أن الولي غائب تماما و الصفة الغالبة عن الاولياء هو انتهاج آليات ووسائل بيداغوجية فيما يتعلق بالمرافقة الخاطئة والتي كانت واحدة من أهداف الحملة الأولى و الثانية هو تحسين النتائج المدرسية الكمي والنوعي.
وولاية الوادي وجب عليها أن تكون الاولى في النتائج نظرا للتجهيزات التي تعتمدها مؤسسات الولاية التي تعتبر من المقومات الاساسية و التغطية البيداغوجية خاصة الجانب الاجتماعي للولاية كنشاط بعض الجمعيات المدنية وتميزها فيما يتعلق بالمنظومة التربوية التي تساعدنا في تحسيس الاولياء.
وغياب بعض الاولياء وعدم انتهاجهم للآليات البيداغوجية الصحيحة لمرافقة الابناء وهذا ما يتجلى بمعنى عدم حضور الكثير من الاولياء إلى الجلسات الاعلامية على مستوى المؤسسات التربوية وعدم تلبية الكثير منهم لدعوات مستشاري التوجيه والاساتذة, إذا تعلق الامر بالابن أيضا ظهور بعض السلوكات السلبية داخل المؤسسات التربوية.أضف إلى ذلك تهافت الابناء والاولياء على الدعم الذي أضراره أكثر من منافعه في الكثير من الاحيان من هذه الاشياء , بالاضافة الى أن كل الابواب و كل المبادرات الممكنة مفتوحة و نحن مستعدون ماديا وبشريا وكل وسائلنا وما مساهمتنا و مجهودنابكل قوة من أجل أن نكون معكم في هذاته الحملة
“المجلس الولائي يمول حملة نجح ابنك بملغ مالي قدر ب100مليونسنتيم “
هذا وأضاف الاستاذ أحمد ميدة أن ولاية الوادي تتميز مؤخرا بتدني مستوى النتائج في الامتحانات الرسمية حيث كانت بعيدة عن النسبة الوطنية ما أثار فينا كأعضاء الاسرة التربوية وكأولياء وكمنتخبين الشيء الذي طرح عدة تساؤلات وراء هذه الكارثة من خلال المبادرة في اشراك الجميع، أين تم عقد جلسة على مستوى المجلس الولائي خاصة بقطاع التربية في الولاية حيث استنجدت فيها كل الاطراف التي تمت السنة الماضية حيث تم تزويد القطاع بكافة الوسائل وفيما يخص حملة نجح ابنك قمنا بتمويلها بتخصيص مبلغ مالي من طرف المجلس الشعبي الولائي قدر ب100مليون سنتيم والذي تمثل في المطويات والمعلقات والمطبوعات ، كما خصصت هذه السنة دورتان على مستوى مجلس الولاية من خلال دورة الامتحانات الرسمية في حين لا تزال دورة أخرى وهي الدخول المدرسي ونحن كمجلس ولائي نعمل على توفير كل الامكانيات لأبنائنا .
كما أضاف ذات المتحدث ان تشخيص مرض تدني مستوى النتائج في الامتحانات لا يمكن أن يشخصه المجلس الولائي لوحده بل بالاستعانة بخبراء التربية من الاسرة التربوية ومن خلال العمل الذي تقوم به مديرية التربية من خلال لجان بيداغوجية متعددة التي زارات كل المدارس خاصة المتوسطات والثانويات التي حققت نتائج متأخرةرغم ان هذه الولاية التي أنجبت العديد من العباقرة ، كا أنه ليس لدينا ثقافة متابعة الابناء والمشكلة ان معظم الاولياء يعتقدون ان توفير الجانب المادي لهم هو أصل العملية فالابناء اليوم سبقوا الاولياء من خلال التكنلوجيا التي طرأت على المجتمع أين اختلف تفكير الابن عن الولي .
اهم الانتقادات التي قدمت لقطاع التربية ان هناك ميزانية خاصة بتجهيز المؤسسات التربوية التي تفوق 77مليار سنتيم والتي كانت مجمدة لعدة سنوات من بينها تجهيز الاقسام التحضيرية والتي رُصدت لها أموال خاصة من طرف وزارة التربية حيث قدم المدير السابق مبررات غير مقنعة أين بادر المجلس الولائي بالانسحاب من القاعة احتجاجا وتعبيرا على عدم قبول ردود المدير ومنذ مجيء المدير الجديد أصبحت كل الاغلفة المالية الخاصة بالتجهيزات التربوية من طرف وزارة التربية لسنة 2015 والتي تم استهلاكها في ظل تقشف سياسة الدولة بالاضافة الى تسريع تجهيزات المؤسسات التربوية حيث نفتخر بولاية الوادي ، والاحصائيات هي التي تقر بتدني مستوى النتائج حيث تسأل الوزارة ماذا جرى في الوادي .
“الوصول إلى مشروع بيداغوجي يدرس نقائص القطاع التربوي”
كما عبر ز-ف أنه من خلال عملية التشخيص تم الوصول الى مشروع بيداغوجي الذي يشخص نقائص الولاية كلها والذي يتضمن عمليات وصفية والتي تبدا بمحاربة الغيابات داخل المؤسسات التربوية وغياب الاولياء ومتابعة أبنائهم بالاضافة الى رقمنة القطاع والاهتمام بالجانب النوعي للنتائج فيما يتعلق بالاقسام النهائية وكل هذه النقائص تعالج من طرف مجلس مديرية التربية .
“ضرورة تكوين مؤطرين في علم النفس”
حيث أشارأحمد ميدة ان ضعف المؤطرين الذين يفتقدون الي تكوين في علم النفس أين أصبح الطفل اليوم يؤمن بالديمقراطية وحرية الرأي والفكر حيث أصبح الابن اليوم ينحرف جراء السلطة الاستبدادية للاب الذي لا يمتلك الاسلوب الحواري حيث نجد هذه السلطة الاستبدادية لدى معظم الاساتذة والمؤطرين وهذا السلوك يمتاز به المواطن السوفي بالاخص فتجد الاولياء داخل المؤسسة التربوية مهم جدا وهذا الامر الذي يرفضه بعض المدراء لذا وجب على مديرية التربية صقل مواهب المدراء
“غياب دور خلية المراقبة والمتابعة في المؤسسة التربوية” .
وحسب ما صرح به بلابل عبد الحميد أن الولي عندما يتوجه الى المدرسة ويتم طرح بعض الاقتراحات على الاولياء يقع خلط لدى الولي فكل أستاذ يطرح فكرة معينة بالاضافة الى خلية المرافقة والمتابعة التي وجب اتباعها قبل أن يمر التلميذ الى بالمجلس التأديبي في حالة ارتكاب مخالفة في المدرسة وهذ االدور غائب نوع ما في مؤسساتنا .
حضورالولي فعالية كبرى للمؤسسة
وأضافت سليمة حداء انه من خلال خبرتها المهنية كمؤطرة ومديرة لمؤسسة تربوية ان وجود الشريك الاجتماعي امر ضروري وفعال وهو الولي ودوره في عملية تشجيع ابنه على نتائج التحصيل الدراسي الايجابية وتؤكد الملاحظة عن عزوف الاولياء عن المدارس، فالنتائج الدراسية متدنية بالرغم من توفر كل الهياكل والتجهيزات داخل المؤسسة ورأت انه يجب تشخيص الداء للارتقاء بالتلميذ والمؤسسة وعند التشخيص والفحص يتضح غياب الشريك الاجتماعي في هذه النقطة اتصلت بمستشارة التوجيه حيث وضحت انها استفادت من حملة نجح ابنك الاولى لإنقاذ المأزق واول خطوة قامت بها بعدها هو الاجتماع مع الاولياء من خلال تنصيب هيئة اولياء التلاميذ في اطار قانوني والمشروع البيداغوجي للمؤسسة خصص لتحسين النتائج وقسم المشروع الى جزئين الاول تأطير المؤطرين و الثاني هو الشريك الاجتماعي بحضور الاولياء في اللقاء الاول و اللقاء الثاني مع الامهات بسبب الغفلة الكبيرة عن المؤسسة وبالتالي تفعيل الجانب العاطفي بالنسبة للمرأة ومحاورتها عن ابنها بتخصيص وقت للأمهات وبالتالي حصلت على نتائج ايجابية وعلى الاولياء تفهم المراهقين بسبب الصراعات والتغيرات التي تحدث في هذا السن سواء عاطفية او نفسية او جسدية مركزة على التعامل مع التلاميذ بطريقة ديبلوماسية ومتابعتهم كما عرجت على متابعة المؤطر والانضباط بالإضافة الى الدعم البيداغوجي كما ركزت على ضرورة مراعاة فترة الامتحانات وعلى الاباء اتخاذ كل الاحتياطات اللازمة ومساعدة أبنائهم على الانشغال بفترة الامتحانات بتنظيم خطة عمل محكمة خلال هذه الفترة المهمة وتأجيل كل ما يستدعي التأجيل والتركيز على فترة الامتحانات
بما أن المجتمع يعيش مرحلة إنتقالية, على الاولياء مرافقة التلميذ بتوضيح ما هو أصيل وما هو تجديدي من أجل ايجاد التوازن
واشار زكورفرحات عبد الرؤوف انه قبل اقامة المشروع البيداغوجي توضح ان ولاية الوادي لم تتغير بعد بل هي في مرحلة انتقالية ما بين الوضع الابيسي الاجتماعي ومابين الوضع النووي للعائلة حيث نوه ان مرة كل سنة مستشارو التوجيه يبرمجون حصة اعلامية للأولياء حول التوجيه ونسبة الحضور ضئيلة جدا ومنعدمة في اغلب المؤسسات ولهذا اصبح الوضع يستدعي حملات اعلامية فلا يمكن للتلميذ ان يقدس العلم اذا كان المجتمع عموما لا يراعي الاستاذ المتقاعد ،الدكتور، والاستاذ المحاضر خصوصا ان المجتمع يعيش مراحل انتقالية وهناك صراع بين ما هو اصيل وما بين ماهو متجدد وفي هذه المرحلة الحل الوحيد هو مرافقة التلميذ بتوضيح ما هو اصيل والتمسك به وماهو تجديدي من أجل ايجاد التوازن
وشددت اسماء لشهب على ضرورة الاستثمار في الابناء وبهذا الصدد ركزت في الحوار مع الاولياء على نقطتين هو وضع تساؤل في ذهن الولي بطرحه سؤال على نفسه ب”هل ترى نفسك وليا ناجحا؟” وتكون الاجابة مرة عليه اكثر من أي شخص آخر وثانيا ربط تربية وتنشئة الابناء بالمبدإ الديني لان الدراسات النفسية تؤكد ان اكثر دافع للإنسان هو الدافع الديني فالمفروض التكلم في خطابات الجمعة على هذه النقطة الجوهرية في تحسيس الآباء بدورهم في نجاح ابنائهم يرتبط بالعقيدة وبواجبات دينية ويكون له نتيجة ايجابية اكبر لأنه ارتبط بوجود الانسان في الحياة وهذا الشأن لا يحتاج مستويات ثقافية عليا ففي فترة المراهقة اذا اختلف السلم القيمي للمراهق ويصبح الجانب المادي في حياته قبل العلم يصبح دوافعه بعيدة كل البعد عن المدرسة ولهذا على الاولياء الانتباه الى هذه النقطة وعلى الاولياء مرافقة ابنائهم لتحسين مستوى نتائجهم وتوجيههم فالتلاميذ اليوم لديهم ازدواجية في المعايير فلما يطلب منه تحسين مستواه الدراسي داخل المؤسسة ليست الافكار نفسها في الاسرة او المجتمع فالتأثير الدراسي من الناحية العلمية تؤثر فيه شخصية التلميذ من قدرات ودافعية وعناصر متعلقة بالبيئة المدرسية من أستاذ ومناهج وتأطير والعناصر الاخرى مرتبطة بالبيئة الاسرية والمجتمع الذي يعيش فيه واذا تعرض التلميذ لخطاب متناقض اكيد ستكون النتيجة سلبية
التلميذ أصبح يدرس وفق المقاربة بالكفاءات ومن الضروري أن تخلق تلميذا متكاملا من حيث الجانب المعرفي أو الحركي أو الوجداني
واشارعبد القادر الياجوري أن الحملة عادة تضم عدة جهود لان الحملة لا يقوم بها شخص واحد وبالتالي الحملة جاءت من أجل مكافحة واقع تمردي داخل الحياة التعليمية والتمرد حاصل من ثلاث أطراف وهم الولي التلميذ والاستاذ وهي مشاركة بصفة غير مباشرة في هذا التمرد الذي كانت نتائجه تدني مستوى التحصيل الدراسي لدى التلميذ فالوادي ترتبتبذيل النتائج وعلى هذه الحملة يجب ان تستمر وتتواصل حتى الوصول الى النتائج المرجوة فالولي فيه نوع من التمرد ويرى التلميذ اثناء خروجه من البيت ويلقي المسؤولية على المؤسسة التربوية فلا يقوم بمراقبته ولا بمرافقته وحتى بإعطاء توجيهات وتمرد الاستاذ ناتج عن الظروف التي يعيشها وأصبح يرى أن وظيفة التعليم اصبحت لا تلبي المطالب وبالتالي تجده يبحث عن البدائل ولا يلقي اهتماما بالوظيفة التي اسندت اليه ويمكن معالجة التمرد بالقيام بندوات داخل المؤسسة على ان تؤدي هذه الوضعية بالرغم من كل الظروف لأنه يحمل رسالة تعليمية قبل رسالة توظيفية ويستطيع الاستاذ ان يتغلب على ظروفه
واضاف قدودة مبارك أن التلميذ أصبح يدرس وفق المقاربة بالكفاءات ومن الضروري أن تخلق تلميذا متكاملا من حيث الجانب المعرفي او الحركي او الوجداني وهذا ما يفتقر له التلميذ حاليا المقاربة بالكفاءات لم توفر لها الارضية المناسبة بتحضير الامكانيات المناسبة واللازمة لكي تكون مراقبة الكفاءات ناجحة ويقتضي ان يكون داخل الحجرة التعليمية عدد لا يتجاوز 25 تلميذا ويكون الاستاذ مستمع اكثر منه متكلم
ومن جهتها أضافت سهام بالعروسي أن سمعة الاستاذ مهمة جدا في التفاف التلاميذ حوله والاخلاق مهمة جدا في هذا الشان وعلى الاستاذ ان يلعب الدور لجعل التلميذ يحب المادة ويهتم بها.
كلمات ختامية
أسماء لشهب: يجب ان نقدم استراتيجية تنفيذ, فالتلميذ بحاجة الى مساعدة لحل مشاكله ويكمن دور الاعلام في اعادة السلم القيمي للمجتمع ككل لان التلميذ يتقمص قيم مجتمعه فالتلميذ ابن المجتمع سواء كان مدرسة او اسرة والمدرسة انشئت لمساعدة الاسرة في التربية. واجبات الاسرة موجودة لكن التقدم التقني فرض ان المدرسة تساعد الاسرة يجب اخراج التلميذ من صراعاته ولا يجب ان نحمله مالا يستطيع.
قدودة مبارك: كل مؤسسة لها مشروعها السنوي واهمها هو نجاح التلميذ فالطاقم الموجود في المدرسة هو المسؤول على نجاح التلميذ والكل شركاء في العملية التربوية.
عبد القادر الياجوري :اتمنى ان تبقى هذه التفاعلية الديناميكية بين الولي والتلميذ والمسؤول على العملية التربوية الى تحقيق نتائج افضل وهناك تحسن من خلال هذه الثلاثيات رغم عثرة الاضراب التي اوقعت ارتياب لدى التلميذ.
بلابل عبد المجيد:يجب التلاحم بين كافة الاطراف لتحقيق نجاح ابنائنا.
احمد المدرسة يجب ان ترجع دورها وهي قاطرة المجتمع لان اليوم بكل اسف تتاثر بالمحيط الخارجي اكثر مما تؤثر فيه ولتنجح العملية التربوية هو ان ترجع المدرسة لدورها الطبيعي.
زكورفرحات عبد الرؤوف: الهدف من الحملة هو اخراج المشكل من طابعه الاداري الى القطاع العام ليتحمل الجميع المسؤولية.
جراد عتيقة /بختة بلرامضة
ْ
________*التــَّـوْقـْـيـعُ*_________
لا أحد يظن أن العظماء تعساء إلا العظماء أنفسهم. إدوارد ينج: شاعر إنجليزي