تؤكد الأبحاث العلمية يوما بعد يوم، العلاقة بين الحركة و التعلم، و في هذا الإطار، يرى ديفيد سوزا David Sousa الباحث في علوم الدماغ و المستشار الدولي في علم الأعصاب التربوي أن النشاط البدني يزيد من كمية الأكسجين في الدم، و هو ما يؤدي إلى تعزيز التعلم و تقوية الذاكرة. و في السياق ذاته، تربط مقالة منشورة في جريدة واشنطن بوست للكاتبة فاليري شتراوس Valerie Strauss العديد من السلوكيات الطلابية ذات الصلة باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه بنقص عام في الحركة البدنية، سواء داخل المدرسة أو خارجها. كما تطرقت التدوينة الواسعة الانتشار المنسوبة للباحثة ألكسيس ويغينز Alexis Wiggins إلى ظاهرة إقتران التعلم بالجلوس طيلة اليوم في الفصول الدراسية، وكيف تؤثر هذه الظاهرة على مستويات الطاقة والتعلم.
هناك إذن علاقة بين نقص الحركة في الفصول الدراسية و طريقة التعلم التي تعتمد الجلوس لساعات طوال، و بين صعوبة التركيز و التعلم، بل و التمرد و الشغب لدى المتعلمين، فالحركة و النشاط البدني في سن التمدرس ظاهرة طبيعية و صحية لدى الأطفال، و من غير الطبيعي إجبارهم على الجلوس طيلة الحصص الدراسية، و مطالبتهم بالتزام الصمت و عدم التحرك أو الالتفات. لكن في مقابل هذه الحاجة الطبيعية لدى الأطفال، المدرسون أيضا يحتاجون بعض الهدوء لخلق الجو المناسب للتعلم، و تفادي الإرهاق. فكيف إذن يمكن الموازنة بين حاجة الأطفال للحركة و حاجة المدرس للهدوء؟
في المقال التالي، سنعرفكم على 5 استراتيجيات فعالة ستمكنكم من خلق دينامية داخل الفصل الدراسي، و مراعاة الطبيعة الحركية للأطفال، دون أن يؤدي ذلك إلى الفوضى و تحويل الفصل الدراسي إلى جحيم لا يطاق بالنسبة للمدرس.
1. استراتيجية المعرض
كمدرس، قد تحتاج من حين لآخر لتحليل نصوص متعددة في إطار مجموعات، و في العادة تكون هذه المجموعات جالسة و توزع عليها النصوص و يطلب منها تحليلها، لكن في هذه الاستراتيجية المقترحة، سيتم قلب طريقة العمل، فالنصوص سيتم تعليقها على الجدران الأربعة للفصل، و سيطلب من الطلاب أن ينتقلوا إليها و يقوموا بقراءتها في إطار مجموعات.
يمكن أيضا استخدام هذه الطريقة في الرياضيات على سبيل المثال، شريطة توفر سبورات متعددة، يتم توزيعها على أركان الفصل، و يطلب من كل مجموعة حل تمرين أو مسألة رياضية على السبورة الخاصة بها، مما سيخلق دينامية داخل الفصل، و سيحفز المتعلمين على التعامل مع النصوص و الوثائق و المسائل الرياضية دون ملل.
2. استراتيجية السبورة البيضاء
هذه الاستراتيجية صالحة للاستخدام بشكل خاص من طرف مدرسي العلوم، و تستدعي توفر سبورات بيضاء متعددة. بداية، يطلب من المتعلمين إجراء بحوث حول ظاهرة معينة، أو استثمار وضعية تعليمية محددة مسبقا، تتطلب تحليل بيانات و استثمار الوثائق المتوفرة، و إنجاز تقرير مفصل على مستوى كل مجموعة، و من تم عرضه على السبورة المخصصة لها، و استخدام الرسوم البيانية و الصور و وسائل الإيضاح الأخرى المتوفرة لإقناع زملائهم بالنتائج المتحصل عليها، و يمكن للطلاب بعد ذلك تلقي الملاحظات والإجابة عن الأسئلة المتعلقة بالتقرير المعروض.
3. استراتيجية الأقطاب
تناسب هذه الاستراتيجية بشكل خاص كلا من عملية التقويم التكويني الذي يتم في آخر كل حصة دراسية، أو خلال الوحدات الدراسية، و التقويم التشخيصي الذي يتم في بداية السنة الدراسية. و تتمثل فكرة استراتيجية الأقطاب في تقسيم الفصل إلى قطبين، يمثل كل قطب منهما فكرة معينة أوجوابا معينا، فيما يمثل القطب الآخر نقيضهما.
على سبيل المثال، و مباشرة بعد إنجاز حصة لدرس معين، يقسم الفصل الدراسي إلى قطبين، قطب لمن فهم الدرس، و قطب لمن لازالت لديه صعوبات في فهم الدرس، و يطلب من المتعلمين الاصطفاف في أحد القطبين، مما يسهل عملية التقويم التكويني للدرس، و يمكن من التعرف على مدى تحقق الأهداف المسطرة، و يساعد كذلك في تخطيط حصص الدرعم، و كل ذلك بطريقة دينامية و محفزة على التعلم.
4. استراتيجية الكراسي
تعمل هذه الإستراتيجية بنفس مبدأ لعبة الكراسي الشهيرة، و التي يطلب خلالها من الأطفال الدوران حول الكراسي و الجلوس بمجرد ما يتم إيقاف الموسيقى.
لتطبيق هذه الاستراتيجية في الفصل الدراسي، ينبغي على المدرس تحضير سلسلة من الأسئلة القبلية التي تهدف للتعرف على تمثلات المتعلمين حول موضوع الدرس، أو الأسئلة البعدية التي تهدف لتقييم تعلمات الطلاب في آخر الحصة.
تؤكد الأبحاث العلمية يوما بعد يوم، العلاقة بين الحركة و التعلم، و في هذا الإطار، يرى ديفيد سوزا David Sousa الباحث في علوم الدماغ و المستشار الدولي في علم الأعصاب التربوي أن النشاط البدني يزيد من كمية الأكسجين في الدم، و هو ما يؤدي إلى تعزيز التعلم و تقوية الذاكرة. و في السياق ذاته، تربط مقالة منشورة في جريدة واشنطن بوست للكاتبة فاليري شتراوس Valerie Strauss العديد من السلوكيات الطلابية ذات الصلة باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه بنقص عام في الحركة البدنية، سواء داخل المدرسة أو خارجها. كما تطرقت التدوينة الواسعة الانتشار المنسوبة للباحثة ألكسيس ويغينز Alexis Wiggins إلى ظاهرة إقتران التعلم بالجلوس طيلة اليوم في الفصول الدراسية، وكيف تؤثر هذه الظاهرة على مستويات الطاقة والتعلم.
هناك إذن علاقة بين نقص الحركة في الفصول الدراسية و طريقة التعلم التي تعتمد الجلوس لساعات طوال، و بين صعوبة التركيز و التعلم، بل و التمرد و الشغب لدى المتعلمين، فالحركة و النشاط البدني في سن التمدرس ظاهرة طبيعية و صحية لدى الأطفال، و من غير الطبيعي إجبارهم على الجلوس طيلة الحصص الدراسية، و مطالبتهم بالتزام الصمت و عدم التحرك أو الالتفات. لكن في مقابل هذه الحاجة الطبيعية لدى الأطفال، المدرسون أيضا يحتاجون بعض الهدوء لخلق الجو المناسب للتعلم، و تفادي الإرهاق. فكيف إذن يمكن الموازنة بين حاجة الأطفال للحركة و حاجة المدرس للهدوء؟
في المقال التالي، سنعرفكم على 5 استراتيجيات فعالة ستمكنكم من خلق دينامية داخل الفصل الدراسي، و مراعاة الطبيعة الحركية للأطفال، دون أن يؤدي ذلك إلى الفوضى و تحويل الفصل الدراسي إلى جحيم لا يطاق بالنسبة للمدرس.
1. استراتيجية المعرض
كمدرس، قد تحتاج من حين لآخر لتحليل نصوص متعددة في إطار مجموعات، و في العادة تكون هذه المجموعات جالسة و توزع عليها النصوص و يطلب منها تحليلها، لكن في هذه الاستراتيجية المقترحة، سيتم قلب طريقة العمل، فالنصوص سيتم تعليقها على الجدران الأربعة للفصل، و سيطلب من الطلاب أن ينتقلوا إليها و يقوموا بقراءتها في إطار مجموعات.
يمكن أيضا استخدام هذه الطريقة في الرياضيات على سبيل المثال، شريطة توفر سبورات متعددة، يتم توزيعها على أركان الفصل، و يطلب من كل مجموعة حل تمرين أو مسألة رياضية على السبورة الخاصة بها، مما سيخلق دينامية داخل الفصل، و سيحفز المتعلمين على التعامل مع النصوص و الوثائق و المسائل الرياضية دون ملل.
2. استراتيجية السبورة البيضاء
هذه الاستراتيجية صالحة للاستخدام بشكل خاص من طرف مدرسي العلوم، و تستدعي توفر سبورات بيضاء متعددة. بداية، يطلب من المتعلمين إجراء بحوث حول ظاهرة معينة، أو استثمار وضعية تعليمية محددة مسبقا، تتطلب تحليل بيانات و استثمار الوثائق المتوفرة، و إنجاز تقرير مفصل على مستوى كل مجموعة، و من تم عرضه على السبورة المخصصة لها، و استخدام الرسوم البيانية و الصور و وسائل الإيضاح الأخرى المتوفرة لإقناع زملائهم بالنتائج المتحصل عليها، و يمكن للطلاب بعد ذلك تلقي الملاحظات والإجابة عن الأسئلة المتعلقة بالتقرير المعروض.
3. استراتيجية الأقطاب
تناسب هذه الاستراتيجية بشكل خاص كلا من عملية التقويم التكويني الذي يتم في آخر كل حصة دراسية، أو خلال الوحدات الدراسية، و التقويم التشخيصي الذي يتم في بداية السنة الدراسية. و تتمثل فكرة استراتيجية الأقطاب في تقسيم الفصل إلى قطبين، يمثل كل قطب منهما فكرة معينة أوجوابا معينا، فيما يمثل القطب الآخر نقيضهما.
على سبيل المثال، و مباشرة بعد إنجاز حصة لدرس معين، يقسم الفصل الدراسي إلى قطبين، قطب لمن فهم الدرس، و قطب لمن لازالت لديه صعوبات في فهم الدرس، و يطلب من المتعلمين الاصطفاف في أحد القطبين، مما يسهل عملية التقويم التكويني للدرس، و يمكن من التعرف على مدى تحقق الأهداف المسطرة، و يساعد كذلك في تخطيط حصص الدرعم، و كل ذلك بطريقة دينامية و محفزة على التعلم.
4. استراتيجية الكراسي
تعمل هذه الإستراتيجية بنفس مبدأ لعبة الكراسي الشهيرة، و التي يطلب خلالها من الأطفال الدوران حول الكراسي و الجلوس بمجرد ما يتم إيقاف الموسيقى.
لتطبيق هذه الاستراتيجية في الفصل الدراسي، ينبغي على المدرس تحضير سلسلة من الأسئلة القبلية التي تهدف للتعرف على تمثلات المتعلمين حول موضوع الدرس، أو الأسئلة البعدية التي تهدف لتقييم تعلمات الطلاب في آخر الحصة.
ْ
________*التــَّـوْقـْـيـعُ*_________
لا أحد يظن أن العظماء تعساء إلا العظماء أنفسهم. إدوارد ينج: شاعر إنجليزي