حوار حواء 2 ....

حوار حواء 2
....
جنتي أنت....
في البدأ...
و في العدم...
بل !
كنت يوما...
جنتي في البدأ....
و في العدم...
ما بالك اليوم...
تقهرني!
تهجرني!
تظلمني من العدم!
هل نسيت الود...
بيننا؟
هل نسيت
الأنس؟
هل نسيت
ذاك السكن ؟
فاعتقدت زورا ....
أنك من عالم.....
غير الذي...
أنزلنا الرب منه !
الى هذا العدم..
ألست الرفيق !
ألست الصديق!
ألست الأمان!
ألست السكن!
مابالك قد نسيت !
تهاويت...
ثم انزويت...
في برجك العاجي....
هل تقادمت....
حتى انطفيت؟
وصار نبض قلبك....
من صلد الحجر!
فلا حب فيه....
و لا دفء الحياة...
سيدي آدم..
هلا رجعت...
الى رشدك...
فنحن في هذه....
ضيوفا...
و مصيرنا يوما.....
الى البدأ....
ليس الى العدم!
.......
أ.سعدي عبد الله

.....

سيدي آدم..
هلا رجعت...
الى رشدك...
فنحن في هذه....
ضيوفا...
و مصيرنا يوما.....
الى البدء....
ليس الى العدم!
فحقيق بك ..
أن ترجع الى رشدك....
و الى خط الزمن....
وتسترجع ذاك الزمن..
هلا صحوت...
سيدي آدم...
من غيك....
من بعدك...
من ذا الجفاء....
ولا تنسى .....
أنني حواؤك....
في الأعاصير....
أتحول.....
الى شراعك....
و الدفة...
و المرساة....
و في ظلمة الليل....
البهيم...
الى القبس...
الجذوة....
أنير دربك....
أدفء كل فضاك...
سيدي آدم....
تذكر دائما...
أنني منذ البدء....
كنت هواك....

.......
أ.سعدي عبد الله

أراني حرا..
...
أستوعبني من جديد...
أتربع على عرشي....
ألملم ما اندمل!
أعاين الفضاء...
و فسحة الأمل...
أكرر النظر....
أجوب بفكري....
في الأفق...
الرحب...
أشعرني...
أصادقني....
في المسير....
فكوني فسيح....
و رشدي....
قد حضر،
أبادر الى افتكاك...
نبضي من أعاصير...
الزمن ،!
هذا ديدني...
مذ وعى في..
نَظَرٌ!
فأنا الصائع...
للعقد..
أرصع أجزاءه....
بحبات الزمرد...
و لآلئ الحرية!
والتي صيغت...
من ألم...
من معاناة....
من رحم الدهر!
......
أ.سعدي عبد الله

قربك.
.....
يخفف عني....
سأذكر ذاك....
حين أشفى ...
يراودني الحنين....
الى زمان....
كنا فيه....
مقربين....
قلوبنا كانت...
حنينا...
و عمرنا كان ربيعا...
براعمه من شذى...
حب....
ببتلات تحمل...
عطرا....
فقربك كان لي...
أمنا....
أراني في عيونك...
نبضا....
جماله في مقلتيك...
أراني طيرا...
في راحتيك....
تدفء ريشي....
بحنانيك...
أراني حرية....
في ناظريك...
أسافر في الكون....
حيناو حينا....
حبيبي أنت...
في قربك...
عزا....
و حين البعاد...
أراني شوقا...
دفينا....
يرجو اقترابا..
.....
أ.سعدي عبد الله