السوار
قصه قصيرة
محي الدين محمود حافظ
لم تسطع الأصابع الإستجابة
لإشارات المخ
إنها النهايه لا محالة
و لكن عينيها نظرت علي للسوار
الساكن بيدها اليسري
وأغمضت عينيها لتغوص بين
الماضي وشريط يمر واضحا
وايقنت حينها انها النهاية
ليل
الإسم الذي نالت وصفه من جمالها
وشعرها الأسود المجدول وهي ابنة
السادسة عشر..تغرد كعصفور..
وتذكرت أول حب لصبي من شارعها الفقير وهو يهديها اسورة مجدولة
من خيط ردئ وفرحت جدا..
و هنا نزلت دمعة
لانها كبرت
وأصبحت بجمالها مطمعا
لكل من رأها بجمالها الفاتن
تذكرت سوارها الثاني
سوار فضي من حبيبها الثاني
وفرحت وغنت طربا و لوحت
بسوارها تضرب به الهواء فرحا
و كبرت يد ليل قليلآ لتستبدل السوار
بآخر ذهبي لاعبت به النسمات
وتمايلت بخيلاء
بسوارها
تذكرت ليل ومرت السنين
حتي إنطفئت تلك الفرحه تدريجيا
و قلت قيمه السوار أمام
سوارها الماسي الجديد
الذي لم يعطي البهجة القديمه
التي تعودت عليها ليل والسوار
و السوار
و زاد وزنه لمن يدفع أكثر
وصار حمل السوار ثقيلآ
بمرور السنين
و إختفي السوار الماسي
و بقي مكانه سوار بلاستيكي
في يدها اليسري
كتب عليه
الإسم..السن
8:11pm وقت الوفاة
الصفة التشريحية
أزمة قلبية
ماتت ليل...و بقي السوار
باليد اليسري
سوار بلاستيك
بقلم
محي الدين محمود حافظ
#حصري ديلي جراف عربي
ْ
________*التــَّـوْقـْـيـعُ*_________
لا أحد يظن أن العظماء تعساء إلا العظماء أنفسهم. إدوارد ينج: شاعر إنجليزي