دراسة على ضفاف مرايا للروائي العالمي محي الدين محمود حافظ

دراسة على ضفاف مرايا للروائي العالمي محي الدين محمود حافظ
تستمر الحياة ومعها الصراع بين الخير والشر ومرايا وهي تعكس ذاك الجدل بين الغواية والخير الذي جبل عليه الإنسان مادام القاسم المشترك بين جميع البشر هو العقل كما قال الفيلسوف الفرنسي رينه ديكارت والفرق بينهم فقط في طريقة إستعماله وهو هبة من الله لكن الغواية تستمر بين أبناء آدم وهو قسم يلتزم به إبليس حين يطرح أسئلة في غاية الصعوبة مؤسسة على واقع الإنسان وما يعانيه من صراع داخلي نفسي يتمثل في أحلامه وكيف تصدم بالواقع ومن معيقات تقف دون تحقيق أحلامه
ماذا فعلت في دنياك ؟
سؤال يدفع بالإنسان إلى محاسبة نفسه عن ما حققه وقد أمضى العمر كله في مطاردة السراب وما يطرحه صاحب الغواية يبدأ بالناحية الملازمة للإنسان وهي المتعة وما لهذه الطبيعة البشرية من تأثير على مجمل الحياة تضاف إلى ذلك النرفانا كما تقول بها الثقافة الهندية وهي النشوة ويرى أن الإنسان ذئب وهو إشارة إلى ما ينم عن ثقافة الروائي الواسعة وهو يذكرنا بما كتبه المفكر السياسي الفرنسي جون جاك روسو (الإنسان ذئب للإنسان )
ويواجهه أيضا بمخاوف الإنسان وهي الوحدة والإستلاب الذي يعاني منه الإنسان وامام هذا الهجوم والجدل يطرح الروائي جانبا هاما من الجدل وهو نقيض القضية والمتمثل
إن أهم ميزة يتسم بها الإنسان هو ذاك التراكم من العشق والحب الذي أحمله رغم أن قد يرحل ولكنه يظل حيا فينا إننا نحمل الذكرى لكل ماهو جميل وانت ترحل دون ذكرى وهو دليل ضعفك وأروع ما يبقينا خالدين هو القلم الذي نكتب به للأخرين نبر أهلنا نبكي لفقدان ونضحك لفرحة
انت وحدك الميت إن من ترك خلفه ما خط قلمه يظل حيا .
إن كتبه الروائي يبدوا بسيطا في لغته لم يكلف عقله في البحث عن المحسنات البديعية وما يمنح النص موسيقى خاصة به لكنه تعمق في النفس البشرية وما تعانيه من ألم وما يختلجها من شعور متباين حزن وفرح فشل وإنتصار تذكر ونسيان وكلها جوانب بسيكولوجية تتصاعد وتهبط داخل الذات الإنسانية وقدم رؤية فلسفية نتيجة تساؤلات إستقاها من واقع عاشه ويعيشه كل إنسان أي كتابة الروائي تأخذ مكانتها في الإنسانية لذا نقول ما رسمه من مداخلات لها بعدها العالمي وليست موجهة لمجتمع معين إنه البعد الفلسفي ومن خلاله البعد الإنساني

بقلمي : البشير سلطاني