وأضاف الخبير العسكري، في تصريح لـ"الشروق"، أننا كعرب عهدنا المنظمات الدولية قادرة على الشجب وليس على العمل، وليس هناك أي إجراء يتخذ لفرض الحظر الجوي على ليبيا. وصف اللواء ما يحدث حاليا في ليبيا بـ"المؤلم"، قائلا: "الشعب الليبي ينهار، ولا يوجد ردع للقوات النظامية التي تفتح رشاشاتها ومدافعها في وجه العزّل"، ورأى إن الوقت يمر حاليا في صالح النظام الحاكم، لأنه يقهر شعبه ويبيده دون رادع من الرأي العام الدولي، وهذا شيء محزن ولا يعقل السكوت عليه. وذكر محدثنا أن اتخاذ قرار الحظر الجوي يبقى قرارا جزئيا، لأنه سيعتمد على منع أي طائرة من أن تقصف المواطنين، وسيكون إجراء جزئيا، والخطير هو ما يحدث حاليا، أن القذافي يقتل الليبيين بالرصاص الحي، والمدفعية المضادة للدبابات، ولا يلقي بالا أبدا للمجتمع الدولي، ولا يرى لشعبه عليه حق كحاكم. وعبّر الخبير الاستراتيجي عن أن ما يحدث في العديد من الدول العربية، على الرغم من وجود الإرادة الشعبية في التغيير، إلا أنها لا تخلو من مساعي أمريكا في زرع الفوضى الخلاقة، داعيا جميع الحكام العرب، أن ينتبهوا لثورات شعوبهم ومطالبهم، قبل أن تخترق من قبل الغرب. وعن إمكانية تسليح الثوار في ليبيا، قال اللواء، إنه كان حريا بالاتحاد الإفريقي والدول العربية أن تسارع للفصل بين قوى النزاع في ليبيا، قبل أن تصل الأمور إلى هذه المرحلة. واعتبر المتحدث ما تعيشه ليبيا منذ الأول حربا أهلية بكل مقوماتها "فالجيش ما هو إلا شريحة من الشعب"، مضيفا أن سيطرة القذافي على أغلب المناطق الليبية لا يعد أبدا نصرا نهائيا في صالحه، بقدر ما هو شطب إنساني لشخص القذافي، الذي بادر إلى إبادة شعبه.