على الجزائر التدخل لإقناع القذافي بالرحيل
حذر، أمس، الدكتور أحمد عظيمي من أن يتمكن العقيد القذافي من جر كامل المنطقة إلى حرب يتم تغيير طبيعتها من ثورة ضد طاغية إلى جهاد ضد الصليبيين في حالة قيامه بمغامرة كبيرة تتمثل في مهاجمة العقيد للبوارج الحربية الأمريكية والغربية في المتوسط، مما يضطر هذه الدول إلى التدخل عسكريا في ليبيا وهو ما سيدخل كامل المنطقة في حرب لن تسلم منها الجزائر.
وأوضح الدكتور عظيمي، أستاذ العلوم السياسية وعلوم الإعلام في جامعة الجزائر لـ "الشروق"، أن العقيد القذافي قد يسعى لاستدراج القوات الأمريكية والغربية في حرب على الأرض لتحويلها إلى حرب ضد الصليبيين الغزاة بدلا من ثورة شعبية ضد ديكتاتور، ولم يستبعد عظيمي أن يتحالف القذافي مع القاعدة بل حتى مع الشيطان للبقاء في الحكم.
واعتبر المحلل الإستراتيجي أن الجزائر ستتأثر سلبيا في حالة توسع نطاق الحرب إذا دخل أي جيش أجنبي إلى ليبيا وحولوا قرار مجلس الأمن بالحظر الجوي على ليبيا إلى تدخل عسكري، مضيفا أن أي تدخل من هذا النوع سينعكس سلبا على الجزائر سواء من خلال تدفق آلاف اللاجئين على الحدود الجزائرية، أو في شكل عبور سلاح من ليبيا إلى الجزائر، مشيرا إلى أنه ورغم طول الحدود مع ليبيا التي تمتد على مسافة ألف كيلومتر إلا أنها كانت دائما آمنة حتى في زمن الإرهاب.
واقترح المتحدث على الجزائر أن تبادر بالتدخل لدى القذافي لإقناعه بالرحيل عن السلطة من أجل مصلحة بلاده وشعبه خاصة وأنها تربطها به علاقة حسنة.
وأكد عظيمي أن قيام فرض الحظر الجوي على ليبيا الذي يعني منع أي طائرات عسكرية ليبية من قصف الثوار سيساعد هؤلاء على التقدم بسرعة إلى طرابلس ولا يمكن لقوات القذافي التي وصفها "بالضعيفة" من صد تقدم الثوار نحو طرابلس، وقال "لا يستطيع أي جيش مواجهة ثورة شعبية".
وانتقد الدكتور عظيمي بشدة خطاب العقيد معمر القذافي أمس وقال "لم أقرأ ولم أسمع في حياتي عن ديكتاتور يهدد شعبه بتلك الطريقة من أجل البقاء في الحكم".