صورة ملتقطة بالموبايل لمحتجين متجمعين بالقرب من موقع تمثال مدمر للرئيس السابق حافظ الأسد في درعا يوم الجمعة
نشر الرئيس السوري بشار الأسد الذي يواجه أسوأ أزمة منذ توليه السلطة قبل 11 عاما الجيش للمرة الأولى في مدينة اللاذقية الساحلية في الشمال الغربي بعد مقتل 12 شخصا السبت إثر اشتباكات تتهم السلطات السورية ما أسمتها الجماعات المسلحة بالوقوف وراءها.
ولاقى العشرات حتفهم في احتجاجات مطالبة بالديمقراطية في مدينة درعا الجنوبية والصنمين القريبة واللاذقية ودمشق ومدن أخرى على مدى الأسبوع الأخير. وتقول الحكومة إن جماعات مسلحة يحتمل أنها مدعومة من قوى أجنبية تحاول إثارة صراع طائفي في أنحاء سوريا.
وحملت المستشارة الرئاسية السورية بثينة شعبان الأحد الأصوليين الإسلاميين مسؤولية أعمال العنف الأخيرة التي وقعت في سوريا، والتي اعتبرت أنها تستهدف ضرب التعايش الديني فيها.
وفي مقابلة مع وكالة الصحافة الفرنسية كشفت شعبان أن القرار بإلغاء قانون الطوارئ قد اتخذ على أن يحدد لاحقا موعد بدء العمل بتطبيقه، وأن الرئيس بشار الأسد سيتوجه "قريبا" بكلمة إلى السوريين يتطرق فيها خصوصا إلى الإصلاحات المقبلة.
مقتل 12 في اللاذقية السبت
وقد أعلنت شعبان أن 12 شخصا قتلوا السبت في اللاذقية بينهم رجلان مسلحان.
وقالت شعبان إن "الحصيلة الرسمية هي عشرة من عناصر الأمن ومدنيين، ورجلين مسلحين قتلوا السبت في اعتداءات عناصر مسلحة على أهالي وأحياء مدينة اللاذقية".
وتضم مدينة اللاذقية (350 كلم شمال غرب دمشق) مسلمين سنة وعلويين ومسيحيين.
وأضافت شعبان أن عنصرين من قوات الأمن ومدنيا قتلوا الجمعة في اللاذقية.
منظمات حقوقية: عشرات الاعتقالات في سوريا
من جانبه، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان ومقره في لندن في بيان الأحد إن السلطات السورية اعتقلت عشرات المعارضين خلال تظاهرات الجمعة في سوريا.
وجاء في البيان "علم المرصد السوري لحقوق الإنسان أن الأجهزة الأمنية السورية اعتقلت خلال التظاهرات" التي جرت الجمعة "عشرات الشبان في مناطق مختلفة من سوريا وتمكن المرصد من الحصول على أسماء بعضهم". وعدد البيان أسماء 41 شخصا قال المرصد إنهم اعتقلوا في دمشق وحمص ودير الزور ومدن أخرى.
وأضاف البيان "اعتقلت الأجهزة الأمنية بدمشق" الأحد "ضحى حسن وزاهر علمين".
وتحدثت منظمة العفو الدولية من جهتها عن لائحة من 93 شخصا اعتقلوا خلال مارس/ آذار بسبب أنشطتهم على الانترنت في دمشق وحلب وبانياس ودرعا وحمص وحماه ومدن أخرى.
الإفراج عن 17 ناشطا
وأفرج القضاء السوري الأحد عن 17 ناشطا اعتقلوا في 16 مارس/ آذار خلال تظاهرة تدعو إلى الإفراج عن السجناء السياسيين كما أعلن محام.
وقال المحامي ميشال شماس لوكالة الصحافة الفرنسية إن "القاضي قرر الإفراج عن 17 معتقلا كانوا أوقفوا في دمشق" خلال الاعتصام أمام وزارة الداخلية الداعي إلى الإفراج عن المعتقلين السياسيين.
والأربعاء الماضي تم الإفراج عن ست نساء شاركن في هذا الاعتصام.
وأضاف المحامي أنه لا يزال هناك تسعة أشخاص قيد التوقيف بينهم الناشطتان في مجال حقوق الإنسان سهير الاتاسي وناهد بدوية.
وقد أوقف 32 شخصا في 16 مارس/ آذار ووجهت إليهم في اليوم التالي اتهامات "النيل من هيبة الدولة وتعكير صفو العلاقة بين عناصر الأمة".
المعارضة ترفض "استغلال ورقة الطائفية"
من جانبه، أكد مازن درويش رئيس المركز السوري للإعلام وحرية التعبير أن من الخطأ حصر ما يحدث في اللاذقية في بعده الطائفي، لأن المظاهرات تطالب بإصلاحات سياسية وتوفير مزيد من الحريات وقدر أكبر من العدالة الاجتماعية، وقال في حوار مع "راديو سوا": "تم التعبير عن الحاجة للمطالب على الأرض لأول مرة.لا يوجد في سوريا فتنة ولا أحد يربح إذا تحول الوضع إلى فتنة. الكل سيكون خسران".
وقال إن الوضع عاد إلى الهدوء بعد انتشار الجيش في اللاذقية، وأضاف: "هناك أخبار تقول إن شيخ جامع علوي وسنوي تبادلوا المنابر كإشارة للمعنى المجتمعي للهدوء وعدم وجود مشكلة طائفية".
واتهم الناشط السوري ملاذ عمران السلطات باستغلال ورقة الطائفية لتشويه مظاهرات الشعب الذي يطالب بالحرية والديمقراطية، وأضاف لـ"راديو سوا": "الشعب السوري واع بشكل كبير ويعرف من يقف وراء الموضوع واللعبة القذرة".
وأكد عمران أنه لا قيمة لأي وعود يطلقها النظام بالإصلاح نظرا لفقدان الشعب ثقته به، حسب قوله، مضيفا: "سوف يأخذوننا واحدا واحدا لو توقفنا. اليوم نحن أكثر إصرارا على الثورة. هذا الهدوء حذر ولكن سوف تستمر المطالبات، نحن بأولى خطوات الثورة".
رويترز تعلن فقدان الاتصال مع صحافييها
وقد أعلن مسؤول في وكالة رويترز الأحد أن صحافيين في الوكالة كانا يغطيان التظاهرات الجارية في سوريا فقدا.
وأوضح المسؤول أن مديرة الإنتاج في الوكالة آيات بسمة والمصور التلفزيوني عزت بلطجي كان من المتوقع أن يصلا مساء السبت إلى لبنان حيث مكان إقامتهما، إلا أن سائق سيارة الأجرة التي تم استئجارها لنقلهما لم يجدهما عند نقطة الالتقاء على الحدود.
والأحد، أعلنت وكالة رويترز في خبر على موقعها على الانترنت أن السلطات السورية سحبت اعتماد مراسلها في سوريا خالد يعقوب عويس بعد أن اتهمته بتغطية الأحداث الأخيرة في سوريا بشكل "غير مهني".
ْ
________*التــَّـوْقـْـيـعُ*_________
لا أحد يظن أن العظماء تعساء إلا العظماء أنفسهم. إدوارد ينج: شاعر إنجليزي