الحرمان العاطفي
تأثير الحرمان العاطفي في ظهور اضطرابات سلوكية عند
الطفل يعتبر العنصر الوجداني العنصر الجوهري في بناء شخصية الطفل، فهو بحاجة إلى تواجد وسط عائلي يزوده بالحنان والعطف والرعاية في تكوين علاقات وجدانية غيرية والاندماج داخل المجتمع. وبهذا فإن الطفل بحاجة إلى مناخ اسري صحي لإشباع حاجاته بطريقة سوية دون إفراط أو تفريط أو بشكل متوازن حسب أولوية الحاجات وأهميتها لكل مرحلة نمائية، كما يعمل المناخ الأسري المرضي المتوتر على سوء إشباع الحاجات النفسية للأبناء أو إحباطها بشكل يدفع الأبناء إلى القلق والتوتر والاندفاع نحو السلوك السلبي.
الحرمان العاطفيالحرمان العاطفي هو التقصير أو التعلق الناقص في الحب والعطف والحنان والرعاية والعناية من طرف الأم نظرا لغيابها أو موتها أو مرضها أو الانفصال بسبب الطلاق أو الرفض لوجود الطفل.
فإن الحرمان العاطفي يكون مضرا بقدرمايكون مبكرا
أنواع الحرمان العاطفي:
أ- الحرمان العاطفي الكلي:ويقصد به فقدان الطفل لأية علاقة بالأم أو من يحل محلها وذلك منذ الشهور الأولى للحياة، ويترك هذا النوع من الحرمان أثارا سيئة وخطيرة ودائمة على نمو الطفل جسمياً وعقلياً وعاطفياً واجتماعياً، وحينما يكبر هؤلاء الأطفال فإنهم يتصفون بشخصيات قلقة ويعانون من الخوف في مواجهة ضغوط الحياة ويتسمون بسلوك رضوخي انقيادي، وعندما يخرجون من المؤسسة التي ترعاهم إلى المجتمع يبدأ منهم في الأغلب نشاط جانح مثل السرقة لتأمين الطعام أو يسقطون في شرك العصابات والجانحين المحترفين، فيصبحون أدوات طيّعة لتنفيذ مآرب أولئك المجرمين.
ب- الحرمان العاطفي الجزئيوفيه يمر الطفل في مقتبل حياته بعلاقة مع الوالدين ويعقب ذلك الانهيار الجزئي أو الكلي لهذه العلاقة،
ومن أسباب الحرمان العاطفي الجزئي طلاق الوالدين وزواج أحدهما أو كليهما ثانية أو موت أحدهما وزواج الآخر، أو هجر زوجي وسفر إلى أماكن بعيدة، مما يجعل القرين عاجزاً عن تحمّل أعباء الأطفال فيهملهم بدوره جزئياً أو كلياً.
وهو يترك آثارا واضحة على توازن و تكييف شخصية الطفل مستقبلاً، وتتوقف هذه الآثار على أمرين اثنين: السن الذي حدث فيه الحرمان، فكلما صغرت الســـن كانت الأضرار اللاحقة بالشخصية أكبر، وعلى نوعية العلاقة السابقة بين الطفل ووالديه قبل الحرمان، فكلما كانت العلاقة سلبية أدت إلى أخطار أكبر من ناحية التوازن العاطفي والتكيف الاجتماعي اللاحق.
جـ - النبذ العاطفي من قبل الأهل: في النبذ العاطفي يظل الطفل مقيماً مع أهله ويحتفظ بروابط أسرية سقيمة، ولا تنهار العلاقة بين الطفل والأهل إلا بعد أن يجتاز مرحلة الطفولة أو في نهاياتها، وقد تمر بالعلاقة بين الطفل والأهل فترات من الوفاق قد تطول أو قد تقصر لكنها تتضمن فترات حرجة من الانتكاسات المتعددة، وهي ما تؤدي عادةً إلى مزيد من التباعد بين الطفل ووالديه.
أسرة الطفل قد تكون متماسكة ظاهرياً وذات سمعة مقبولة اجتماعياً، وتبدو حالة بقية أطفال الأسرة طبيعية، وهذا ما يجعلنا أمام حالة النبذ النوعي الذي ينصب على أحد الأبناء دون غيره، وينتج هذا النبذ إجمالاً عن دوافع نفسيــة لدى الوالديــن أو أحدهما أو يكون تعبيراً عن صراع زوجي غير ظاهر، ويبدو الأمر عندئذ وكأن الفرد (الطفل المنبوذ) هو المصدر الوحيد لمعاناة الأسرة ومشاكلها
ويستجيب الحدث للنبذ في مختلف الحالات بأساليب متنوعة تبعاً للسن والتاريخ السابق والشخصية، وهكذا نلاحظ ردود فعل عدوانية اضطهادية أو ردود فعل تتصف بالتوتر والقلق الشديد أو ردود فعل قدرية تدميرية؛ نحو تدمير الذات ولكن نادراً ما يكون رد الفعل صافياً بل هو يتخذ في معظم الحالات مزيجاً من كل هذه المظاهر
آثار الحرمان العاطفيأما حرمان الطفل من أمه واعتلال صحته النفسية إذا كانت هناك علاقة وثيقة بين الطفل وأمه ، فإن انقطاع هذه العلاقة لسبب أو لآخر من شأنه أن يصيب الطفل بهزة نفسية عنيفة ، فيسبب فقدان الوزن، ويتوقف نموهم العقلي بدءا من الشهر الثالث من الانفصال عن الام حيث تظهر ملامح متصلبة وباردة على وجوههم ويستولي على الطفل نوع من البلادة.
وربطت الدراسة بين العلاقة العاطفية للطفل مع الام ونموه الحركي ومهارته في اكتساب اللغة وتكون الشخصية التي اما ان تكون ايجاب في حال استقرار العلاقة او سلبا في حال اضطرابها.
إذا امتد الحرمان العاطفي أكثر من خمسة شهور فإن النمو العاطفي للطفل ما يلبث أن يتخلف بشكل ملحوظ عن النمو العاطفي لأقرانه ومن هم في سنه