تقديم حالة توضيحية للحرمان العاطفي. السلام عليكم، اضع بين ايديكم حالة واقعية مرة عليا تبين مدى تأثير الحرمان العاطفي على شخصية الطفل خاصة في الوسط المدرسي.وحاولت بقدر الامكان تبسيط طريقة تحليلي وكذا طريقة العلاج....اتمنى لكم الاستفادة تقديم الحالة:
هناك طفل يبلغ من العمر 13 سنة، هو الأكبر في اسرته، تأتي اخته بعده وهي اقل منه بسنة، تشتكي والدته من سلوكاته العدوانية الحادة خاصة معها وكذلك في الوسط المدرسي، حيث تقول الام ان ابنها في الابتدائي كانت نتائجه ممتازة كما انه كان يحب معلمته بدرجة كبيرة ، رغم سلوكاته العدوانية. لكن عند انتقاله للمتوسطة تدهورت نتائجه الدراسية واصبح لا يحب أساتذته . ولا يحب الذهاب للدراسة، رغم ان والده يعاقبه بسبب سوء سلوكاته.
مع العلم تقول الأم أن ابنها ولد في ظروف مشحونة بمشاكل مع زوجها أدت بها إلى رفض وجود هذا الطفل في حياتها، وكانت جدته هي التي تتكفل به. وبعد وفاة جدته زادت عدوانيته ورفضه لأمه.
تطلب هذه الأم نصيحة في كيفية التعامل مع ابنها وجعله يحبها. وخوفها من أن يطرد من المدرسة بسبب سوء سلوكاته.
تحليل الحالة: هذا الطفل هو الاكبر في العائلة ، بالاضافة الى الفارق الزمني القصير جدا بينه وبين اخته –عام- بالاضافة الى الرفض الذي تلقاه من والدته ، في هذه الفترة من الزمن كان محتاج الى للاهتمام والرعاية الكبيرة من طرف والديه ولكنه لقي عكس هذا الذي وصل اليه احساس رفضه من طرف والدته والمشاكل الزوجية كل هذه الظرف تخزن في مستوى الاشعور عنده. كذلك بمجيء أخته فقد يكون سن فطامه مبكرا جدا، أي بالنسبة له نقص العطف و حنان امه وهذا ما يؤثر سلبا من الناحية النفسية للطفل، حيث يعتبر الفطام المبكر أول الحوادث النفسية تجعل الطفل يشعر بالواقع وتسمح له بالتمايز عن أمه.
هذا الطفل يعاني من حرمان عاطفي جزئي بسبب رفضه من طرف والدته وكذلك سن فطامه المبكر، ووجود بديل عن والدته هي الجدة.
يعاني الطفل من سلوكات عدوانية حادة خاصة على أمه تعبيرا منه عن حرمانه العاطفي وعدم توفر جو اسري سوي للنضج النفسي السليم.
دون ما ننسى فترة المراهقة التي يمر بها.
نرجع للوسط المدرسي: نجد أن هذا الطفل تحصل على نتائج دراسية ممتازة في الابتدائي، مع حبه الشديد لمعلمته، الا ان سلوكاته كانت تمتاز بالعدوانية الحادة.
حبه لمعلمته كان الدافع القوي للنتائج الدراسية الجيدة، لأنه وجد فيها صورة الأم المفقودة في أسرته، لان الأستاذ يمثل صورة للوالدين بالنسبة للطفل، فهو الحب والرعاية ... اما عدوانيته كانت تعبيرا عن الضغوطات التى يعيشها في اسرته او التي عاشها وهو صغير.
تدهورت نتائجه في المتوسطة وزادت عدوانيته، هذا دليل على عدم التأقلم ولم يجد صورة والده في اساتذته، وزاد وافاة جدته التى اعتبرها ام بديلة .
يعتبر السلوك العدواني عند هذا الطفل تعبيرا منه عن حرمانه العاطفي الذي يعاني منه، كما تعتبر رسالة لوالديه تربطه علاقة بهم علاقة مضطربة صورة الام حرمان عاطفي وصورة الاب الضرب والنبذ.....كل هذ الظرف تجعله يعيش في قلق وخوف مما ادى به الى تبنى مواقف دفاعية وإثبات لذاته من اجل لفت الانتباه بالس :l :!لوكات العدوانية وتدهور النتائج الدراسية انتقاما لوالديه.
النصائح المقدمة للأم:تنزع احساسها بتأنيب الضمير لإهمالها لإبنها، وتحاول ان تتقرب منه وتحسسه بعطفها وحنانها، وعدم تشويه صورة والده، وعدم سرد قصتها امام ابنائها كيف كانت تعيش في مشاكل مع زوجها....
تحاول ان تحسسه بقدراته الشخصية ولا تقارنه مع اخته او زملائه.
الذهاب للمدرسة وتكون في اتصال دائم مع الاساتذه وتتبع مساره الدراسي لكي يحس باهتمام والديه به.
تفهم المرحلة التى يمر بها المراهقة وكذلك فترة طفولته التي مرة بها.
تعديل سلوكه بالتعزيز الايجابي لاي تحسن يطرء في معاملته معها او مع والده او مع زملائه.