خطوات نحو تطوير الذات
التفكير السديد أو السليم ... كيف؟
بعد التطرُّق في الحلقة السابقة للمعلومات وأهميتها، وأهمية الفهم الصحيح لها، وتوسعة الإدراك، ودور كل ذلك في اتخاذ القرارات وفي تحسين التفكير بما يجعله تفكيرا سديدا سليما، نتناول في هذه الحلقة التفكير السديد (أو السليم أو الجيد أو الفعَّال)؛ نتائجه، ووسائل تحسينه*. ثم نتحدث عن وسائل توسعة الإدراك في الحلقة القادمة إن شاء الله.
أولا: نتائج التفكير السديد:
يؤدي التفكير السديد إلى النتائج التالية:
1- نتائج موثوقة، قابلة للتصديق، أكثر شمولا، وأكثر عمقا.
2- طرح آراء أكثر انفتاحا، وأكثر شمولا، وأكثر عمقا.
3- الوصول إلى قرارات أكثر نضجا ورشدا، مما يحسن حياة الشخص.
4- يؤدي إلى فكر نقدي دقيق وإصدار أحكام نقدية تتسم بالقوة والقرب من الصواب.
5- يتسم المفكر الجيد بمجموعة من الاتجاهات والخصائص؛ منها: الاعتماد على مصادر دقيقة وموثوقة، والبحث عن البدائل والموازنة بينها، والموضوعية والتروِّي وعدم التحيز والانقياد، والتمييز بين الفكرة وصاحبها، وبين الرأي والحقيقة.
6- الابتعاد عن السلوكيات غير الفعالة مثل: استخدام المناورات اللغوية، والتفكير بطريقة "إما هذا الرأي أو الحل أو لا" (عجبك ولاَّ غلبك)، والانسياق نحو الأفكار الذائعة والمألوفة دون تمحيص، وإصدار الأحكام وفق معايير جزئية.
ثانيا: وسائل تحسين التفكير:
أثبتت الدراسات والتجارب أن بإمكان الإنسان تحسين ملكة التفكير لديه مثل استطاعته تحسين لياقته البدنية عن طريق الرياضة. وهناك طرق عدة لتحسين التفكير وجعله تفكيرا سديدا؛ من أهمها: الحوار، والقراءة والكتابة، واجتناب أخطاء التفكير. وفيما يلي سرد مقتضب لهذه الوسائل.
( أ ) الحوار:
الحوار نافذة فكرية وشعورية بين الفرد والآخرين. والذي يستغني عن الحوار أو يتجنبه يعيش منغلقا على ذاته، لا يرى الأمور إلا من زاويته الشخصية، فيكون أكثر تعرضا للخطأ،
(ب) القراءة والكتابة:
مما يدل على أهمية القراءة أن أول كلمة من الوحي لخاتم الرسل – عليه أفضل الصلاة والسلام – هي كلمة (اِقرأ). ولهذا دلالة هائلة على أهمية القراءة في الإسلام خاصة، وفي حياة الإنسان عامة. والقارئ الواعي يضيف إلى خبرته خبرات الآخرين فيعيش حياته بشكل أعمق وأغنى:
ومن وعي التأريخ في صدره *** أضاف أعمارا إلى عمره
ْ
________*التــَّـوْقـْـيـعُ*_________
لا أحد يظن أن العظماء تعساء إلا العظماء أنفسهم. إدوارد ينج: شاعر إنجليزي