إن الشخص الذي يرغب في تعديل سُلوكه الاجتماعي . ينبغي عليه أن يتعلّم الكثير من السلوكيات الجيدة ، التي يلقاها من الأشخاص ذي المستوى اللائق ، والتصرّفات المعقولة .. وعليه ـ ايضاً ـ أن يتردد على بعض الموهوبين الذين لديهم الهِمـّة العالية ، ليرى ماذا يُمكن فِعْله لتحسين صُورة سلوكه ، عند مستوى جيّد .. لتحويلها إلى لوحات مرئية مُبهجة . ذات سلوك مرئي ، كالمعالجة الفنية تماماً ..فتكون شبيهة بأشجار النخيل ، سامقة تُساقط رُطباً جنياً ..!
إذاً ، الأمر يحتاج إلى جُهد ذاتي كبير ، لتحسين صورة السلوك . وهذا يتطلب ، بذل المزيد من الجهد أو المزيد من حُسن تصرف سُلوكي اتجاه الآخر .. مُنْصِف وعادل وأمين . يقوم على مبادي ثابتة ، وليس على مصالح قابلة للتغيير والتبدّل .. يحترم مشاعر الآخرين وحقوقهم المشروعة ويقر بعدم التدخل في شؤونهم ومشاعرهم العاطفية والإنسانية . والتخفيف من إحساسه الزائد اتجاههم سواء أكان هو مُتفوقاً أو مُتميّزاً بثقافته أو مَنصبه أو مكانته الاجتماعية .
إلى جانب ذلك عدم استخدام لغة القسوة من الكلمات ، كإشارة التعالي ، والكِبْر .. فهذه المَعاني القاسية غير ذي ضرورة في الحياة التي تسعى لتحسين السلوك وضمان الحقوق المشروعة للتفكير .. كحق البقاء .. أو حق الاختلاف الفكري .
فالإنسان كائن بشري اجتماعي / يُحب البقاء بفطرته ، يتطلع إلى حياة طيبة .. ومن خلالها يسعى إلى الخير والمحبة والسلام ، مُنتهجاً بإنسانيته الفطرية ، حُب القِيَـم العالية الداعية إلى الحرية ، وهذه ، يجب أن تكون شُعوراً كامناً في ذاته .. فَحُبه للمساواة ناتج من حُبه إلى الحياة .. وحُبه للعدالة ، نابع من شعوره لنبذ العُنف . وحُبه للمساواة يجب أن يكون قائماً على تنامي مَشاعر الصِدق لديه .. وبهذه المشاعر الصادقة ، يَرفض مَشاعر الكراهية والعداء ، أينما وُجدا..!
فالذين تتأجج مشاعر الكراهية في نفوسهم تجدهم يُبررونَ تصرفاتهم وسُلوكياتهم إلى غايات تبعث إلى الطُمأنينة النفسيـة ، فقد يتخذون التعبير عن حُبهم لضمان سُلوكياتهم ، دون مُراعاة مصالح الآخرين ، في الحياة .
لذا ، فإن تحسين السُلوك الفردي أو الجماعي ، لن يتأتّى بمجرد بَعث غايات نفسـية ، مالمْ تكن هناك تغييرات جذرية ، لضمان حق التفكير والبقاء في الحياة بوجه كامل .. كذلك فإن ّ تبنّى مشاعر العداء او الكراهية للغير ، بطريقة مُباشرة أو غير مباشرة ، كما تفعله الكثير من التوجّهات ، بأساليب لا علاقة لها بالحياة . إنما هي أساليب لا تملك القُدرة لتحسين السلوك ، على الأقل ، كضمان لتحقيق هذه المصداقية عند مُستوى جيد ، فإذا ما أردنا ذلك تحقيقاً للمصداقية ، فإنه يتوجّب أن نرقى بسلوكنا إلى منظومة التعايش السِّلْمي .. وأن تتغيّر مِصْداقيتنا عند مُستوى التناغمَ مع مشاعر الآخرين ، بأساليب لها علاقة وطيدة بحرية البقاء في نفس ذات المنظومة . وبهذه المشاعر تتحقق لدينا غاية البقاء فرادى أو جماعات ، ومَبعث ذلك ، أدبياتنا الفطرية الكامنة في إنسانيتنا السمحة ، الباحثة عن القيم ذات السِّلْم والأمان .
ْ
________*التــَّـوْقـْـيـعُ*_________
لا أحد يظن أن العظماء تعساء إلا العظماء أنفسهم. إدوارد ينج: شاعر إنجليزي