freeman المـديـر العـــام
عدد المساهمات : 19334 تاريخ التسجيل : 05/01/2011 العمر : 64 الموقع : http://sixhats.jimdo.com/
| موضوع: إستخدام خرائط المفاهيم فى التعليم .1 الأحد يونيو 19, 2011 10:01 am | |
| اعتاد المعلمون على ممارسة واستخدام التلقين في تنفيذ مواقفهم التعليمية، وهذا يتناقض تناقضا جوهريا مع ظاهرة الانفجار المعرفي وتضخّم المادة التعليمية التي تسود عصر المعلومات الذي نعيشه حاليا، وفي ضوء معطيات هذا العصر تغيّر دور المدرسة ولم يعد محصورا في تقديم المادة التعليمية واسترجاعها بل تجاوزه إلى تنمية مهارات الوصول إلى المعرفة والحصول عليها وتوظيفها، وتوليد المعارف الجديدة، ويأتي ذلك من خلال التعلم ذي المعنى والذي لا يتحقق إلا من خلال التركيز على الأفكار الرئيسة والمفاهيم الأساسية للمادة التعليمية دون اللجوء إلى الحشو والتفاصيل التي تذهب بأهمية المفاهيم المستهدفة. ونظرا لأهمية في فهم وإدراك مكونات المعرفة الأخرى من مبادئ وقوانين وقواعد ونظريات وتعميمات، وفي حالة التدريس فإن هذه العملية تكون من مسؤوليات المعلم الذي يحتاج إلى جهد كبير لتحقيقها، لذا فطريقة التدريس هي إحدى العوامل المهمة والمؤثرة في مدى تكوين الطلبة للمفاهيم، لذلك يجدر بالمعلم تحديد أهدافه التي تتفق مع خصائص الطلبة وخلفياتهم السابقة، ثم تطوير استراتيجيات تدريس مناسبة، واختيار أدوات ووسائل تسهم في تحقيق الأهداف المتوخاة، وكذلك اختيار طريقة التدريس الفعالة التي تسهم في تعلم أفضل للمفاهيم، ومن أجل تحسين تحصيل الطلبة في اللغة العربية وزيادة وعيهم بأهميتها في الحياة العلمية والعملية، زاد وعي التربويين إلى كيفية تعلم الطلبة ومساعدتهم على تعلم المفاهيم، لذلك كان لا بد من استخدام استراتيجيات وطرق تدريس حديثة وفعالة، كما اتجهت أفكارهم إلى البحث عن طرق مختلفة يكون فيها المعلم مرشدا وموجها ومساعدا للطلبة على فهم المعرفة وكيفية استخدامها وتوظيفها في الحياة العملية. واتجهت الأبحاث نحو استقصاء أساليب تعلم المفاهيم وتكوينها لدى الطلبة، وقد توصلت هذه الجهود إلى أن الصور الذهنية التي يشكلها الأطفال للمفهوم الواحد تختلف باختلاف الخبرات التي يمرون بها، وطريقة تفكيرهم فيه، أو تصورهم له، ولذلك فإن عملية تكوين المفهوم تنتج عن انطباع أو تصور فردي يختلف باختلاف الأفراد أنفسهم (سعادة، واليوسف، 1988). هذا وإن المناهج الدراسية بشكل عام تزخر بالكثير من المفاهيم المجردة أو المحسوسة، وخاصة مناهج اللغة العربية نظمت وحداتها الدراسية حول مفاهيم محددة، وتركز هذه المناهج على اشتراك المتعلم في تعلمه، وعلى ممارسة التفكير لإدراك العلاقات والقيام بالاستنتاجات، ويفترض أن هذا التنظيم المنهجي يؤدي إلى مساعدة المتعلم على إدراك محتويات مادته العلمية، فتصبح المفاهيم العامة هي الأهداف الأساسية المراد تحقيقها؛ لذا يعد ضمان تكون المعنى الصحيح للمفاهيم في ذهن الطالب أساسا للعملية التعليمية وضمانا أكيدا لنجاحها (الجراح، 2002). وهنا يأتي دور الطالب الذي أصبح معنيا ومطالبا بربط المعلومات والمفاهيم ببعضها البعض على شكل بُنى معرفية أو مفاهيمية منظمة، تُعمّق فهمه للمعرفة وتساعده في استدعائها وتوظيفها في مواقف تعليمية أو حياتية جديدة، وعليه فنحن بحاجة إلى تقنيات واسرتيجيات تربوية من شأنها أن تمكن الطالب من تخزين المعرفة وإعادة استخدامها في مواقف جديدة. ونظرا لأهمية المفاهيم في اكتساب المعرفة ، اقتصرت هذه الدراسة على كيفية اكتساب المفاهيم والاحتفاظ بها باستخدام استراتيجية خرائط المفاهيم. وقد ذكرت تعاريف عديدة للمفهوم منها ما أورده (سعادة، واليوسف، 1988) بأنه صنف من المثيرات التي يمكن أن تكون مجموعة أشياء أو حوادث أو أشخاص تشترك معا بخصائص عامة، ويشار إليها باسم خاص. وعرف (إبراهيم، 2001) المفهوم بأنه تكوين عقلي ينشأ عن تجريد خاصية أو أكثر من مواقف متعددة يتوفر في كل منها هذه الخاصية مما يحيط بها في أي المواقف المعنية، وتعطى اسما يعبر عنه بلفظة أو برمز. بينما عرفه (الطيطي، 1993) بأنه عبارة عن زمرة من الأشياء أو الرموز أو الحوادث جمعت بعضها إلى بعض على أساس خصائص مشتركة يمكن أن يشار إليها باسم أو رمز معين، أما المفهوم الرياضي فهو ذلك التجريد العقلي للصفات المشتركة بين مجموعة من الخبرات أو الظواهر، لذا فإن المفاهيم الرياضية لا تكتسب قيمتها إلا من خلال التنظيم التجريدي الذي يدرس علاقاتها فيما بينها (إبراهيم، 2001). ولقد أسهم العديد من التربويين في تطوير طرق تدريس من أجل مساعدة الطلبة على التعلم السليم، وأدت هذه الجهود إلى تطوير استراتيجيات فوق معرفية (Meta- cognitive) من أجل حدوث التعلم ذي المعنى، وأثبتت الدراسات التي تمت على هذه الاستراتيجيات أن استخدامها في التعلم قد يكون له نتاجات إيجابية عند الطلبة (الجراح، 2002). وتعد خرائط المفاهيم تقنية تربوية جديدة تنسجم ومعطيات التربية الحديثة في كون الطالب محور العملية التعليمية وصاحب الدور الرئيسي في عملية التعلم، وقد أكدت بحوث تربوية عديدة على أن خرائط المفاهيم أداة فاعلة في تمثيل المعرفة والبناء عليها، وأنها أداة هامة للتفكير الناقد والإبداعي، وتساعد في تحقيق التعلم ذي المعنى، وهو التعلم الحقيقي الذي نبتغيه نمطا من أنماط التعلم المدرسي، وتكمن أهمية خرائط المفاهيم في أنها ترسّخ لدى المتعلم منهجا للتفكير المنظم ٍيتواءم مع طبيعة الدماغ كما أشارت إلى ذلك أحدث البحوث في هذا المجال (نوفاك، 1995؛ جونسون، 2000). ْ
________*التــَّـوْقـْـيـعُ*_________ لا أحد يظن أن العظماء تعساء إلا العظماء أنفسهم. إدوارد ينج: شاعر إنجليزي
| |
|