نظرية أوزوبل:
يركز ديفيد أوزوبل على التعلم اللفظي ذي المعنى فهو يعتقد أن دور المدرسة يتمثل في تحديد المعلومات والمعارف المنظمة، ودور المعلم هو تمكين الطالب من إدراكها وفهم معانيها وتمكينه من استخدامها وتوظيفها، وقد أوضح أوزوبل أن التعلم ذا المعنى يتم إذا حاول المتعلم أن يربط المعلومات التي لديه في بنيته المعرفية، بمعنى أنه عندما يرتبط المفهوم والمعلومة الجديدة في البنية المعرفية للفرد بالمفاهيم والمعلومات الموجودة فعلا بها فإنه يتكون نتيجة هذا الارتباط معرفة جديدة نتيجة للتفاعل بين التعلم السابق والحالي، حيث أن عملية الارتباط والإضافة لا تتم بطريقة إجبارية، أما استذكار المعلومات الجديدة فيتم عن طريق التعلم بالاستقبال المبني على الحفظ ولا يتم ربط المعلومات الجديدة بالمعلومات التي لدى المتعلم (عبد السلام،2001).
ولقد ميز أوزوبل بين مرحلتين من تعلم المفهوم هما:
1- مرحلة تكوين المفهوم: وهي عملية الاكتشاف الاستقرائي للخصائص الفاصلة لفئة المثيرات وتندمج هذه الخصائص في صورة تمثيلية للمفهوم، وهي صورة ينميها الطفل من خبرته الفعلية بالمثيرات ويمكنه استدعاؤها حتى ولو لم توجد أمثلة واقعية وتعد هذه الصورة هي معنى المفهوم إلا أن الطفل في هذه المرحلة لا يستطيع تسمية المفهوم بالرغم من أنه قد تعلمه.
2- تعلم معنى اسم المفهوم: وهو نوع من التعليم التمثيلي حيث يتعلم الطفل أن الرمز المنطوق أو المكتوب يمثل المفهوم الذي اكتسبه بالفعل في المرحلة الأولى، وهنا يدرك الطفل التساوي في المعنى بين الكلمة والصورة التمثيلية، وفي هذه الحالة تكتسب كلمة المفهوم المعنى الدلالي، وهذه المرحلة تقابل نوع التعلم التمثيلي أو الصوري وهو من أنواع التعلم بالتلقي (الشربيني والطناوي، 2001).
ولقد عمل أوزوبل على تطوير نظريته في التعلم حيث أصبحت تشمل نوعين من التعلم هما: التعلم بالاستقبال، والتعلم بالاكتشاف.
1- التعلم بالاستقبال (التلقي):
وفي هذا النوع يتم التعلم عن طريق الاستماع والتلقي والقراءة، ويتم عرض المحتوى الكلي على المتعلم في صورة نهائية إلى حد كبير ويندرج تحته نوعان وهما:
• التعلم بالاستقبال أو التلقي ذي المعنى:
ويتم استقبال أو تلقي المعلومات والمعارف بطريقة منظمة، وعلى المتعلم أن يربطها بمعلوماته السابقة (البنية المعرفية)، ويصبح التعلم في هذه الحالة ذا معنى إذا كان لدى المتعلم تهيؤ وخبرة في المواضيع التي سبق أن تعلمها ولها علاقة بالمواضيع أو المعلومات الجديدة التي يتعلمها، ويجب ملاحظة أن التعلم يحتاج إلى وجود مجموعة من الأفكار العامة لكي تكون أساسا يعتمد عليها أو يعود إليه المتعلم عندما يتعلم أشياء جديدة.
• التعلم بالاستقبال أو التلقي القائم على الحفظ:
ويتم هذا النوع من التعلم عندما يحفظ المتعلم المعلومات والمعارف المقدمة له، ولا يتم ربطها بالمعلومات التي يعرفها قبل المواقف الجديدة، ويتم التعلم بالتلقي القائم على الحفظ في الحالات التالية:
ا- عندما لا يكون لدى المتعلم المعلومات السابقة التي تجعل التعلم ذا معنى.
ب- عندما تتم عملية التعلم عشوائيا.
ج- عندما يكون التعلم حرفيا خاليا من تعلم العلاقات بين الأشياء.
2- التعلم بالاكتشاف:
يؤكد أوزوبل على أن التعلم بالاكتشاف يتطلب من المتعلم أن يكتشف المكونات الأساسية لأي موضوع قبل أن يستوعبه في بنيته المعرفية، وبهذا فالمتعلم يقوم بالبحث والاكتشاف لتحديد العلاقات بين المفاهيم والمبادئ، والتعلم بالاكتشاف يشتمل على الأنواع التالية:
• التعلم بالاكتشاف ذي المعنى: وفي هذا النوع من التعلم يقوم المتعلم باكتشاف العلاقات بين المعلومات والمعارف، ويتم ربطها بخبراته ومعارفه السابقة، ويتم التوصل إلى حل مشكلة معينة أو الحصول على المعلومات بشكل مختلف عن المعلومات المقدمة له.
• التعلم بالاكتشاف القائم على الحفظ: وفي هذا النوع من التعلم يقوم المتعلم بالبحث عن حل مشكلة معينة، ويفهم الحل ولكن لا يتم ربطه بالمعلومات السابقة في البنية المعرفية أي المعلومات التي يعرفها المتعلم قبل الاكتشاف.
التطبيقات التربوية لنظرية أوزوبل:
ساهمت نظرية أوزوبل في التعلم بشكل واضح في المجال التربوي وخاصة في التخطيط للدروس وتنفيذها وتقويمها، حيث تركز نظريته على الاهتمام بناتج العلم وليس بعمليات التعلم، وتعتبر نظرية أوزوبل في التعلم اللفظي ذي المعنى من أبرز النظريات المعرفية التي أثرت على المناهج وطرق التدريس، حيث قدمت تطبيقات تربوية هامة في مجال التعليم والتعلم منها: الاهتمام بالأنشطة التعليمية وتنظيم المحتوى، واستخدام المنظمات المتقدمة، وخريطة الشكل(v)، وخريطة المفاهيم (عبد السلام،2001)، والتي نحن بصدد الحديث ولاهتمام بها في هذه الصفحات.
ْ
________*التــَّـوْقـْـيـعُ*_________
لا أحد يظن أن العظماء تعساء إلا العظماء أنفسهم. إدوارد ينج: شاعر إنجليزي