ضاري المطيري
أضحى العقيد معمر القذافي فتنة في حياته بل وبعد مماته، ففي حياته أنكر السنة النبوية واستهزأ بصاحبها عليه أفضل الصلاة والسلام، وأسهم في إذكاء الفتن والمحن بين شعوب الأمتين الإسلامية والعربية، وشغل العالم بخطاباته المجنونة، وبعد مماته فتن الناس في قضية الحكم عليه بالكفر والنار، «الأنباء» استطلعت آراء بعض العلماء والمشايخ حول حكم القذافي في الإسلام بعد أن خاض فيه العالم والجاهل، وفيما يلي التفاصيل:
في البداية أوضح رئيس قسم العقيدة والدعوة بكلية الشريعة ـ جامعة الكويت د.بسام الشطي أن القذافي أمر الناس بتقديس الكتاب الأخضر وإلغاء كلمة «قل» من القرآن، كما كان يأمر بالصلاة السرية لتكون جهرية والعكس، وكان يأمرهم بالحج الى القدس بدلا من مكة، وقد استباح الدماء لكل المخالفين له ولأتباعه، واستباح الأعراض واستباح الأموال العامة وطغى في ليبيا، وأفسد كثيرا وأشعل الحروب ودعم العصابات، لافتا إلى أنه مجرم وما حدث له شفى الله به صدور وقلوب المؤمنين.
وسأل الشطي الله تعالى أن يكون القذافي عبرة لغيره، وأن يولي على الليبيين خيارهم ويرزقهم البطانة الصالحة وأن يحقن دماءهم ويديم عليهم الأمن والأمان ويجعلهم اخوة متحابين ويبعد عنهم الحاقدين.
ومن جهته، أشار الإمام والخطيب بوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية الداعية حاي الحاي إلى أنه يرى أن القذافي ليس مسلما، مستشهدا بأدلة قالها منذ أكثر من 4 شهور، منها ما حدثه به الشيخ محمود شاكر رحمه الله في جلسة عشاء منذ فترة بعيدة أن القذافي ضبط في محفل بهائي، ومعلوم أن الفرقة البهائية فرقة كافرة.
وأضاف الحاي قائلا: ان الشيخ ابن باز رحمه الله عندما قيل له ان القذافي قتل وسجن الكثير، قال «هذا المخبول المأفون»، وعنده كتابه الأخضر وهو مزيج من الاشتراكية والشيوعية وغيرها واستهزأ بسنة النبي صلى الله عليه وسلم وبأحاديث صحيحة عن النبي صلى الله عليه وسلم وبرواة الأحاديث واستهزأ بشفاعة النبي صلى الله عليه وسلم، وأكد الحاي في الوقت نفسه على خطورة التكفير لقول النبي صلى الله عليه وسلم: «من قال لأخيه يا كافر، فإن كان كافرا وإلا رجعت إليه»، مشيرا إلى قول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله «ومن ضنائن العلم أن أهل السنة لا يكفّرون بل يخطّئون».
أما الداعية فيحان سرور فأكد أنه لا يختلف عاقلان ان القذافي ضال مضل وظالم لنفسه ولغيره، وقد طغى وتجاوز حده وهو متأثر بفكر العبيديين، وقد سمعت له كلمة قد طعن فيها ببعض الصحابة وأشاد بمذهب الفاطميين وردّ القول بشفاعة الرسول صلى الله عليه وسلم، وبلغنا انه أنكر السنة النبوية الشريفة، وفرض على خطباء المساجد والقائمين على الإعلام ألا يستدلوا بالسنة النبوية وأن كتابه الأخضر يجزئ عن السنة وهو نافع وفيه الخير لمن استمسك به.
وتابع سرور بقوله انه قد قيل أيضا ان القذافي حذف بعض الكلمات من القرآن وهي كلمة «قل»، وقال إن هذا كلام موجه للرسول صلى الله عليه وسلم وليس لنا فلا حاجة لنا أن نقول (قل هو الله احد) وإنما نقرأ هذه الآية (الله أحد) من غير كلمة «قل»، إن ثبتت عنه هذه المخالفات الشرعية، ولم يتب منها أو يتبرأ من قولها حتى فارق الحياة، فهو يكفر كفرا أكبر وقد خلع ربقة الإسلام من عنقه لأنه أنكر معلوما من الدين بالضرورة، ولا يجوز الترحم عليه.
وأضاف قائلا: ليعلم القارئ أن الأصل في الإنسان المسلم بقاؤه على فطرته وعلى إسلامه، وإن جار وظلم، ولا يجوز إخراجه من الإسلام إلا بيقين وليس بمجرد أقاويل هنا وهناك، أو شكوك لأن التكفير حكم شرعي وليس مجرد عواطف فلا يجوز تكفير المسلم الظالم الفاسق وإن جار وظلم إلا إذا أتى بناقض من نواقض الإسلام وثبتت شروط التكفير وانتفت الموانع لأن تكفير المعين خطير، لأنه تترتب عليه آثار شرعية، منها أنه لا يُغسل ولا يُكفن ولا يُصلى عليه، ولا يُدفن في مقابر المسلمين، ولا يُورث.
وتابع ان السلف، رحمهم الله، كانوا يخشون التكفير كخشية الله لأن الذي يمنعهم من هذا هو الخوف من الله لما يترتب عليه من آثار، ولأنه إذا لم يكن كافرا فإن الحكم يعود على من أطلقه لو كان أصلح الناس، والدليل على ذلك حديث أبي هريرة رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «من قال لأخيه يا كافر، فقد باء بها أحدهما» رواه البخاري.
فالتكفير ليس بالأمر السهل ولذلك يجب على المسلم ألا يصدر حكم تكفير المعين إلا عن بينة لا تحتمل التأويل، ثم اعلم أيضا أنك إذا توقفت عن تكفير الرجل لشبهة وان أقواله لم تتبين لك، ولم تقف عليها بنفسك، ولم تصل إليك من قبل السند الصحيح، ثم التزمت الصمت وسكت وفوضت أمره إلى الله فإن الله لا يسألك لماذا لم تكفّره؟ وإنما يسألك: لماذا كفّرته؟ لأن التكفير حكم شرعي وهو حكم على إنسان بالكفر، ولأن يخطئ الإنسان في العفو خير له من أن يخطئ في العقوبة.
من على «تويتر»
وعلى صعيد التواصل الاجتماعي وردود فعل بعض العلماء على حساباتهم على تويتر وغيره، أشار الشيخ عدنان عبدالقادر الى أنه لا تجوز الصلاة على القذافي ويحرم دفنه في مقابر المسلمين بعد ثبوت تطاوله على القرآن والسنة وتحريمه الحج لمكة المكرمة، وقال في موضع آخر «كيف يُترحم على القذافي ولم يتب من جعله كتابه الأخضر بديلا عن القرآن؟!»، في حين قال د.عبدالله الشريكة على حسابه في «تويتر»: «القذافي قد كفره العلماء ومنهم ابن باز واللحيدان وغيرهما وقد ناقشوه وأقاموا عليه الحجة منذ عقود».
أما الداعية المعروف محمد صالح المنجد فقال على «تويتر»: «لا يجوز الدعاء بالمغفرة والرحمة للمعتدي على سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم والمعارض لشرع رب العالمين والمستهزئ به»، وكأنه يشير إلى القذافي المعروف عنه التطاول على سنة النبوية.
عثمان الخميس في «الرسالة»
وعلى صعيد آخر، صرح الداعية عثمان الخميس في لقائه مع قناة «الرسالة» بأنه «يميل إلى كون القذافي غير مسلم، كما يجوز قتله وهو أسير، وبالتالي لا تجوز عليه الرحمة لأنه كافر مجرم وقام بقتل الليبيين وتشريدهم ونهب خيراتهم».
ومن جهة أخرى، استبشر الداعية محمد الكوس خيرا بهلاك القذافي الذي وصفه في «اليوتيوب» بأنه تعالى على دين الله واستهزأ بسنة النبي صلى الله عليه وسلم، واستهزأ بالصحابة وأئمة الحديث كالبخاري ومسلم.
ْ
________*التــَّـوْقـْـيـعُ*_________
لا أحد يظن أن العظماء تعساء إلا العظماء أنفسهم. إدوارد ينج: شاعر إنجليزي