هذا المقال مقتطف من مطبوعة مكتب صحفي مسؤول في العصر الرقمي من منشورات مكتب برامج الإعلام الخارجي.
تورد وسائل الإعلام أحيانا عن قصد متعمد أنباء غير صحيحة، إلا أن التقارير الإخبارية غير الدقيقة ترد في معظم الأحيان نتيجة الخطأ. لذا يجب عليك أن تتصرف بسرعة إذا نقل عنك تصريح خاطئ في قصة ما أو خبر أو إذا وردت عنك معلومات خاطئة. صحح معلومات وسيلة الإعلام الرقمية المغلوطة أو اتصل بالمراسل الصحفي أو كاتب المعلومة. لا تهدد. أبرز الحقائق وعليك أن تتوقع أن يكون كل شيء تقوله تصحيحا للخطأ سيكون مسجلا. وإذا لم تنجح في اتصالك مع المراسل أو الصحفي بإمكانك عندئذ فقط أن تتصل بمحرره.
يمكنك أن تطلب سحب خطأ ما والتراجع عنه أو تصحيحه، وهو ما يفعله كثير من المسؤولين. لكن آخرين يشعرون بأن استخراج الخبر وإيراده مجددا من شأنه أن يعمل على بقاء المعلومة حية. ونظرا لوجود وسائل الإعلام على شبكة الإنترنت فإن الوصول والحصول على النبأ يظل ممكنا وفي المتناول على الدوام. ولهذا السبب يبقى طلب التصحيح هو السبيل الذي ينبغي سلوكه.
يقول مدير الاتصالات في إحدى الوكالات الفدرالية "إن ما أفعله يعتمد على خطورة الخطأ." إلا أنه لم يفعل شيئا عندما كان عنوان الخبر مغلوطا كليا ولكن رواية الخبر بحد ذاتها كانت صحيحة أساسا. فقال آنذاك "تركناها على حالها."
الاستراتيجية ذاتها تصح وتنطبق إذا كان الخطأ قد وقع في برنامج لوسيلة إعلام اجتماعية كمدونة. ويقول مسؤول في وزارة الدفاع في هذا الصدد "إن الردود والتصويبات تعلن وتدرج عادة إذا كان المقال أو المدوّن له من الذيوع والشهرة ما يجعله ظاهرا ملحوظا وقد يستقطب مزيدا من التغطية الإعلامية". ويضيف المسؤول أن هذه الردود والتصويبات "تتخذ شكل هجمة من البريد الإلكتروني المرسل من السكرتير الصحفي أو كبير المتحدثين إلى الفريق الصحفي، أو الشكل القديم المألوف للاتصال الهاتفي. وعلى أية حال فإن تويتر وغيره من الوسائل الإعلامية الاجتماعية يمكن أن تحقق أقصى الفاعلية في هذه الحالة."
فالوسائل الاجتماعية تتيح لك إمكانية إرسال المعلومات الصحيحة فورا وتحديثها بعد ذلك وفقا لما تدعو الحاجة. فأنت تستطيع باستخدام الوسائل الاجتماعية أن تجري التصويب أو التوضيح المطلوب بدون تحدّ مباشر للمصدر الإعلامي أو الصحفي يمكن أن يؤدي إلى الإضرار بالعلاقات.
هذا بالذات ما حدث مع إحدى الوكالات الحكومية الأميركية عندما شعر موظفو الاتصالات أن قصة منشورة في إحدى الصحف المؤثرة ذات النفوذ قد أساءت كليا تفسير تصريحات رئيس الوكالة الحكومية. فقد صرح مدير الشؤون العامة في الوكالة قائلا إن "رئيسي لم يرد مجابهة الصحفي" وعمد رئيس الوكالة بدلا من ذلك إلى كتابة مدونة حول الموضوع ذاته وصحح المعلومات مشيرا إلى الصحيفة أو إلى الصحفي. فتابعت الصحيفة الموضوع بقصة لاحقة مصححة موضحة رأي المسؤول الحكومي كما عبّر عنه في المدونة." وأضاف مدير الشؤون العامة قائلا "إنك عندما تشعر أن هناك ضرورة لتصحيح ما قد صدر وسجّل، فإن وسائل الإعلام الرقمية والاجتماعية تمدّك بوسيلة جيدة لتضع الأمور في نصابها القويم بكلماتك."
لا حاجة إلى التعامل مع خطأ ترتكبه وسيلة إعلامية اجتماعية بشكل مختلف عن التعامل مع خطأ في صحيفة أو إذاعة. ويقول موظف اتصالات حكومي في هذا السياق "نحن نعامل أخطاء المدوّنين بنفس الطريقة التي نعامل بها أخطاء الوسائل التقليدية وهي: أن نتجاهل الأمور البسيطة ونتصدى للأشياء الهامة ونصحح بقوة وسرعة المعلومات المضللة عندما تكون القضية هامة."
السرعة حاسمة والمواعيد النهائية حتى أسرع. فالردود والمعلومات تحتاج إلى توفيرها بسرعة. وفي هذا السياق يقول مسؤول في وزارة الدفاع "إنك لا تستطيع الانتظار حتى نهاية اليوم" مشيرا إلى الإبطاء في تصويب سابق لخطأ وقع في وسائل الإعلام التقليدية. ويقول إنك إذا لم تعمل على تحديث وتصحيح المعلومات بسرعة فإن "الضرر يكون قد حصل لأن المعلومات ظلت متداولة على الإنترنت فترة طويلة قبل ذلك." ولذا فإن التحرك بسرعة للتوضيح أو تصويب الخطأ في وسائل الإعلام الاجتماعية والجوّالة بالغ الأهمية وسهل جدا.
يجدر في بعض الأحيان أن يتم التعاطي مع المعلومات الخاطئة باتباع طريقة تغيير الموضوع. فعندما أرسل أحد المدوّنين برسالة إلكترونية إلى صناع القرار في أحد بلدان الاتحاد السوفياتي سابقا مفادها أن واحدة من قادة المعارضة البارزين قد اغتيلت انتشرت الشائعة الزائفة بسرعة في عالم التدوين. واعتقدت المعارضة البارزة وسكرتيرها الصحفي أن أمامهما ثلاثة خيارات هي: مجابهة المعلومة الزائفة بالقول "إن المعارضة البارزة على قيد الحياة" وهو ما قد يضفي مصداقية على الزيف، أو عدم فعل شيء، وهو ما قد يؤدي إلى تسارع انتشار المعلومة الكاذبة، أو دعوة التلفزيون لتصوير الزعيمة المعارضة كي يراها الجمهور حية ترزق بدون التطرق إلى موضوع الشائعة المنافية للواقع. في هذه الحالة كان تحويل الاهتمام إلى موضوع آخر هو الخطوة الفضلى.
عندما يبلغ إلى علمك أن هناك قضية زائفة محرفة سلبيا على وشك الصدور، فإنك قد تحتاج إلى المجاهرة وإعلان جانبك من القصة قبل أن ينشرها منتقدوك. إذ عندما يترسخ الرأي العام على رأي في قضية ما فإنه يصبح من الصعب تغييره.
"وسائل الإعلام الاجتماعية تمكنك من التصدي ومجابهة أكاذيب العدو بسرعة." هذا ما صرح به لصحيفة واشنطن بوست دوغ ولسون مساعد وزير الدفاع للشؤون العامة في حكومة الرئيس أوباما. وقال "إن الطبيعة الآنية والشاملة للوسائل الاجتماعية هي مصدر قواها وعليك أن تفيد من تلك القوى حيثما تعرف أن متلقي المعلومات مجهزون بنفس الوسائل."
من الأقوال المأثورة التي يجب أن تتذكرها في تعاملك مع الأخبار الكاذبة والسلبية:
"قل القصة كلها. قلها أولا. قلها أنت بنفسك."
"تذكر قول الصحيفة القديم ’لا تدخل في معركة أبدا مع من يشتري الحبر بالبرميل.‘" ومعناه ألا تدخل في حرب مع وسائل الإعلام. صحح الخبر المغلوط دون توجيه اللوم.
ْ
________*التــَّـوْقـْـيـعُ*_________
لا أحد يظن أن العظماء تعساء إلا العظماء أنفسهم. إدوارد ينج: شاعر إنجليزي