هو التعلم الذي يحدث كنتيجة لمعالجة الطالب المعلومات وتركيبها وتحويلها حتى يصل إلى معلومات جديدة تمكن الطالب من تخمين أو تكوين فرض أو أن يجد حقيقة رياضية باستخدام عمليات الاستقراء أو الاستنباط أو باستخدام المشاهدة والاستكمال أو أية طريقة أخرى.
هو عملية تنظيم المعلومات بطريقة تمكن التلميذ من أن يذهب أبعد من هذه المعلومات أو هو الطريقة التي يتم فيها تأجيل الصياغة اللفظية للمفهوم أو التصميم المراد تعلمه حتى نهاية المتابعة التعليمية التي يتم من خلالها تدريس المفهوم أو التعميم. أو هو محاولة الفرد للحصول على المعرفة بنفسه، فهو يعيد لنا المعلومات بهدف التوصل إلى معلومات جديدة، فالتعلم بالاكتشاف هو سلوك المتعلم للانتهاء من عمل تعليمي يقوم به بنفسه دون مساعدة من المعلم.
أهداف التعلم بالاكتشاف Objectives of Discovery
تهدف هذه الاستراتيجية إلى جعل المتعلم يفكر، وينتج مستخدما معلوماته، وقدراته في عمليات عقلية، وعملية تنتهي بالوصول إلى النتائج. وهنا لم يعد دور المعلم ملقنا أو مجيبا عن الأسئلة، بل أصبح موجها، وملهما، ومنيراً للطلاب يعينهم على البحث والتقصي من خلال مواقف معينة، أو أسئلة تفكيرية مفتوحة تتحدى تفكيرهم، وتحثهم على البحث.
إن الاستقصاء يتطلب من المتعلم استخدام حواسه، وعقله، وحدسه في تكامل وانسجام، لحل المشكلات المعرفية التي تواجهه بموضوعية، وأول خطوة يبدأ بها هي الاندهاش مما يشاهد أو يسمع، وهذا يؤدي إلى الشك، ونقصد بالشك هنا الاتجاه ألتساؤلي، أي الاتجاه الذي لا يركن إلى الإجابة السطحية، والى فكرة العامل الواحد في تفسير الظواهر، ولا يعتمد التأويلات القديمة للظواهر الجديدة، والاعتماد على آراء الآخرين كحقائق نهائية، ويكون لديه الرغبة في أن يجد تفسيراً لما يشاهده، أو يسمعه.
وعندما تتولد لدى الإنسان الرغبة في أن يعرف الحقيقة نتيجة للشك (الموقف المثير) الذي مر به، فتتولد لديه الإرادة للمعرفة، ومن ثم وضع الحلول الممكنة، والفرضيات، أي التعرف إلى طرق جديدة لرؤية الأشياء، والتعامل معها، وبذلك يمتزج الفكر بالخيال، ونجد المستقصي يمر بمرحلة الاندهاش، والإحساس بالمشكلة، والتفكير العقلي فيها، ومن ثم الحدس، حيث يستعين بالخيال لإيجاد الحل، ويضع الفرضيات ويجربها، ويستبعد الخطأ منها للتوصل إلى التفسير الصحيح للموقف المدهش.
ويمكن تقسيم أهداف استراتيجية التعلم بالاكتشاف إلى أهداف عامة وأخرى خاصة:
الأهداف العامة General
يمكن إجمال الأهداف العامة للتعلم بالاكتشاف في أربع نقاط أساسية هي:
تساعد دروس الاكتشاف الطلبة على زيادة قدراتهم على تحليل وتركيب وتقويم المعلومات بطريقة عقلانية.
يتعلم الطلبة من خلال اندماجهم في دروس الاكتشاف بعض الطرق والأنشطة الضرورية للكشف عن أشياء جديدة بأنفسهم.
تنمي لدى الطلبة اتجاهات واستراتيجيات في حل المشكلات والبحث.
تنمية الميل إلى المهام التعليمية والشعور بالمتعة وتحقيق الذات عند الوصول إلى الاكتشاف ما.
الأهداف الخاصة Specific
يتوفر لدى الطلبة في دروس الاكتشاف فرصة كونهم يندمجون بنشاط في الدرس.
إيجاد أنماط مختلفة في المواقف المحسوسة والمجردة والحصول على المزيد من المعلومات.
يتعلم الطلبة صياغة استراتيجيات إثارة الأسئلة غير الغامضة واستخدامها للحصول على المعلومات المفيدة.
تساعد في إنماء طرق فعالة للعمل الجماعي ومشاركة المعلومات والاستماع إلى أفكار الآخرين والاستئناس بها.
تكون للمهارات والمفاهيم والمبادئ التي يتعلمها الطلبة أكثر من معنى عندهم وأكثر استبقاء في الذاكرة.
المهارات التي يتعلمها الطلبة من هذه الطريقة أكثر سهولة في انتقال أثرها إلى أنشطة ومواقف تعلم جديدة.
أهمية التعلم بالاكتشاف Importance of Discovery
للتعلم بالاكتشاف أهمية كبيرة في العلمية التعليمية إذ أنه يساعد على بناء عمليات التعلم التي تجعل من الطالب متعلماً مستقلاً ذاتي التفكير., ومن أهم مميزات هذا التعلم كما يوردها على قورة وممدوح الصادق (2007: 29 -30):
- يساعد الاكتشاف المتعلم في تعلم كيفية تتبع الدلائل وتسجيل النتائج وبذا يتمكن من التعامل مع المشكلات الجديدة.
- يوفر للمتعلم فرصا عديدة للتوصل إلى استدلالات باستخدام التفكير المنطقي سواء الاستقرائي أو الاستنباطي.
- يشجع الاكتشاف التفكير الناقد ويعمل على تفعيل المستويات العقلية العليا كالتحليل والتركيب والتقويم.
- يعود المتعلم على التخلص من التسليم للغير والتبعية التقليدية.
- يحقق نشاط المتعلم وإيجابيته في اكتشاف المعلومات مما يساعده على الاحتفاظ بالتعلم.
- يساعد على تنمية الإبداع والابتكار.
- يزيد من دافعية المتعلم نحو التعلم بما يوفره من تشويق وإثارة يشعر بها المتعلم أثناء اكتشافه للمعلومات بنفسه.
دور المعلم في التعلم بالاكتشاف Teacher Role
1- تحديد المفاهيم العلمية والمبادئ التي سيتم تعلمها وطرحها في صورة تساؤل أو مشكلة.
2- إعداد المواد التعليمية اللازمة لتنفيذ الدرس.
3- صياغة المشكلة على هيئة أسئلة فرعية بحيث تنمي مهارة فرض الفروض لدى المتعلمين.
4- تحديد الأنشطة أو التجارب الاكتشافية التي سينفذها المتعلمون.
5- تقويم المتعلمين ومساعدتهم على تطبيق ما تعلموه في مواقف جديدة.
ْ
________*التــَّـوْقـْـيـعُ*_________
لا أحد يظن أن العظماء تعساء إلا العظماء أنفسهم. إدوارد ينج: شاعر إنجليزي