التغيير الإيجابي أمر مهم وضروري من أجل تنمية مهاراتنا و تحسين قدراتنا, فالمحافظة على ثبات طرق في التعامل مع الأشياء تجعلنا أشخاص غير سعداء, و تدخلنا في حلقة من الروتين, لذلك فالتغيير مطلب أساسي في حياتنا, و خصوصا هذا التغيير الإيجابي الذي يصل بنا إلى تحقيق النجاح و السعادة في نفس الوقت.
في الحقيقة إن التغيير أمر صعب, و ليس من السهل الوصول إليه, و خصوصا حين نقرر تغيير عادة أو مجموعة من العادرات التي عاشت معنا فترة طويلة من حياتنا, مثل ترك عادة التدخين, أو القضاء على عادة القلق في داخلنا, و قد تحتاج بعض هذه التغيرات إلى تدخل المختصين في العلاج السلوكي.
أن المؤسف حقا أن تكون هناك عقبات تقف دائما في وجة تغيرنا نحو الأفضل, و تسيطر على الوعي و اللاوعي الخاص بنا, و يعد تحديد هذه العقبات, و الطريقة التي تقاوم فيها تغيرنا إلى الأفضل, وسيلة مهمة من أجل السيطرة عليها, و إزالتها من طريق تغيرنا الإجابي, و من هذه العقبات:-
أمتعتنا الخاصة
إن متعلقاتنا الشخصة التي تنتشر في غرفنا الخاصة و أماكن عملنا تفرض علينا أحياننا القيام بالأشياء التي نسعى إلى تغيرها بالطريقة التقليدية أو تعود بنا خطوات إلى الوراء بعيدا عن هدف التغيير, فمثلا وجود منفضة السجائر على المكتب أو في الغرفة, قد يمنعك من تقبل فكرة الإقلاع عن التدخين, إذا كان الإقلاع عنه هو التغيير الإيجابي الذي تسعى له, و كذلك كل متعلقات التدخين الأخرى, مثل ولاعات السجائر الثمينة التي تلقيتها هدية من أحدهم, جميع هذه الأمتعة تعد عقبة أمام عقلك اللاواعي, لذلك حاول التخلص من كل هذه الأمتعة التي تؤثر سلبا على عزيمة التغيير, أو احتفظ بها في مكان بعيد عن حياتك اليومية.
العادات
أن عاداتنا و تقاليدنا متواتره و راسخة بطريقة تكفي لجعلنا عاجزين عن مقاومة الانصياع لها, و مجبرين على استمرار ممارستنا التي قد تكون ضد التغيير الإيجابي الذي نسعى له, فمثلا استخدام الدراجة الهوائية للوصول إلى العمل هو طريقة جيدة و تغيير إيجابي يمكنك القيام به, و لكن هذا الشكل غير المقبول للتنقل في مجتمعنا خصوصا و أنت ترتدي الزي الرسمي في طريقك إلى العمل, سيجعلك عرضة للانتقادات من قبل من حولك, مما يقف عقبة في وجه التغيير الإيجابي, لذلك لا تخشى التغيير حتى و لو كان مرفوضا في عادات و تقاليد مجتمعك, ما لم تعرض أحدا للاذى بسببها, و قد يكون إقدامك على كسر تقليد خاطء هو مفتاح لإدخال عادة إيجابية في مجتمعك, سيتقبلها بعد رفضه غير المبرر لها.
العواطف
المشاعر السلبية من الخوف, الغضب, الإحباط, اليأس و الحزن, كل هذه المشاعر التي تسيطر علينا بين وقت و أخر تساهم في عدم تقدمنا نحو هدفنا للتغيير الإيجابي, إن عدم الإذعان لهذه المشاعر التي قد تكون مؤقته هو من سيساعدك في تجاوزها.
البيئة
إن المحددات البيئية التي تحيط مثل افتقارها إلا بعض المرافق التي تساعدك في القيام بالتغيير الإيجابي, قد تكون هي السبب الرئيسي في عدم وصولك إلى هدفك, فإذا كنت مقبلا على تغيير إيجابي مثل ممارسة رياضة المشي صباحا قبل الذهاب إلى العمل, قد يكون عدم وجود مكان مناسب في البيئة المحيطة بك هو العقبة التي تقف في وجة التغيير, و في هذه الحالة أنت مضطر للتأقلم مع هذا الواقع و إيجاد حلول المناسبة, لأن تغيير البيئة المحيطة لن يكون ضمن صلاحياتك, فمثلا يمكنك الانتقال إلى مكان مناسب للسير باستخدام السيارة, ثم ممارسة المشي للمدة التي تريدها, قد يكون شاقا نوعا ما, و لكنه حل مناسب.
ْ
________*التــَّـوْقـْـيـعُ*_________
لا أحد يظن أن العظماء تعساء إلا العظماء أنفسهم. إدوارد ينج: شاعر إنجليزي