freeman المـديـر العـــام
عدد المساهمات : 19334 تاريخ التسجيل : 05/01/2011 العمر : 64 الموقع : http://sixhats.jimdo.com/
| موضوع: الايحاء الذاتي وتأثيره علينا السبت فبراير 09, 2013 1:55 am | |
| أنـا واثـق مـن نـفسـي
أنـا واثـق مـن قـدراتـي
أنـا أستطيـع
سـوف أكـــون
"هناك طريقة رائعـة للإلمام بوظيفة عقلك ألا وهي أن تنظر اليه كحديقة، وأنت بمثابة بستاني تلك الحديقة، تقـوم ببذر البذور "الأفكار" في عقلك الباطن طوال اليوم وعلى أساس تفكيرك المعتاد. وبما أنك تبذر الحب في عقلك الباطن، فإنك ستحصد الزرع في جسمك وحياتك" (جوزيف مورفي)
بين النفس والجسد تكمن علاقة وطيدة، تستطيع النفس عبرها أن تبث أفكارا معينة تحدد بها استجابات الجسد عاطفيا وعمليا.
يعتمد الايحاء الذاتي على رسم افكار، تصورات ومعتقدات في عقلنا الباطني، يتم ارسالها الى عقلنا الواعي ليقوم بتمثيلها وتحقيقها لنا. هذه الافكار والمعتقدات توجه جسدنا وعقلنا الواعي الى تنفيذ الأهداف المبرمجة، وتحدد المشاعر التي تنطوي عليها. هل تذكر مثلا أن قلت لنفسك: يجب أن أصحو غدا الساعة السادسة صباحا فتجد نفسك قد صحوت في هذا الوقت؟
حين يفكر شخص أنه ليس محبوبا، غير مرغوب به في المجتمع ووجوده بين الناس يسبب له السخرية والاستهزاء، فإن عقله الواعي سوف يستجيب لهذه الايحاءات الذاتية وسيعمل على تكوين مشاعر الخوف والخجل من المجتمع وسيميل الفرد الى الانطواء والعزلة عن الآخرين.
في المقابل، يمكننا أن نرى تأثيرا جيدا للايحاء الذاتي لدى شخص آخر، بدل ان يزرع افكارا سلبية في نفسه ويتبنى نظرة سيئة لذاته، نراه يقوم بتعزيز ثقته بنفسه ويزرع افكارا ايجابية عنها. وبدل أن يفكر في عجزه وقلة حيلته وضعف قدراته، يقوم على تقوية عزيمته، ويوحي لذاته انه قادر، يريد ويستطيع.
لذا حين يزرع الانسان افكارا في عقله، فإنه سيميل الى التصرف وفقا لها. وحين يؤمن بقدرته على تحقيق أهداف معينة مهما كانت صعبة او غريبة، فإن جسده وقواه كلها سوف تتكاتف من اجل تحقيقها.
اذن يمكننا ان نقول انه حين نؤمن بشيء ونراه حقيقيا حتى لو لم يكن كذلك فإنه سيصير حقيقيا لا محالة.
ان الانسان مثل قبطان سفينة، حين يعطي الاوامر لنفسه: الافكار والتصورات الذاتية، فإنه سيقود دفة السفينة الى حيث يريد. لأن التغيير يبدأ من داخله، هو نفسه قادر على توجيه نفسه وسلوكه ومشاعره، وسيكون قادرا على تحقيق رغباته وتحقيق ذاته.
لأجل قيادة أفضل، يمكنك أن تبدأ الآن. اجلس مع نفسك، كن هادئا متواصلا مع ذاتك، أبلغ عقلك الباطني رسالات تود ارسالها الى عقلك الواعي كي يقوم بتحقيقها. قل مثلا انك تستطيع، انك واثق من نفسك، واثق من قدراتك، تحب نفسك، تحب صفاتك التالية:........ قل انك سوف تحاول، وسوف تحقق ما تريد. في حال انزعاجك من بعض الصفات التي تحملها، قم بالاعتراف بها بدل انكارها، اذكرها وقل لنفسك انك ستحاول التخلص منها وانك ستحاول أن تكون افضل ما يمكن. إن عقلنا الباطني موجود من أجلنا، من أجل الحفاظ علينا، ومن أجل أن يدير حاجياتنا النفسية والبيولوجية بشكل سليم. فاذا مرض الفرد سارع العقل والجسد بمحاربة مسببات المرض، واذا تعرّض الفرد للخطر سارعا في زيادة دقات القلب وتدفق الدم الى الأوردة كي نبقى على قيد الحياة.
لذلك، يعتبر العقل الباطني "حارسا أمينا" لـنا، إنه يستجيب لما نمليه عليه من أمور، إنه لا يجادل افكارنا وتصوراتنا وانما يقوم بتنفيذها حرفيا. فحين يقول الفرد لنفسه: "إنني واثق من نفسي ومن قدراتي وأني أمتلك الشجاعة الكافية لأن أقف أمام الجمهور وألقي هذا الخطاب دون خوف"، فإن عقله الباطني سوف يعمل على تحقيق هذه الفكرة دون تردد.
إن الايحاءات التي يستقبلها عقلنا الباطني منا بكل صفاتها، ايجابية كانت أم سلبية، يتم تنفيذها مثلما أردنا، حيث يوجهها إلى جسدنا كي يقوم بالمهام المطلوبة وكي يبث المشاعر المتوافقة مع أفـكارنـا المطروحة. فمثلا، اذا قال الفرد لنفسه: "إنني خائف من هذه المهمة، وأنا واثـق أنني سأفشل فيها وسيضحك الناس علي"، فإن عقله الباطني سيقوم بتنفيذ الفكرة بأن يجعل الجسد متوتـرا وقلقا أثناء المهمة مبديا علامات الخوف والجبن أثناءها.
من الهام اذن أن يمنـح الانسان نفسه ايحاءات ايجابية، حتى لو كان يشك في قدرته على تنفيذ تلك الأمور. ومن الضروري أن يدرك أن عقله الباطني مطوّع لأجله، وأن نفسه وجسده يستحقان محبته، فهما موجودان لأجله، وهو المسؤول عن تحقيق رغباته والقادر على قيادة نفسه ومشاعره بالطريقة التي يريد. آلية جميلة ومفيدة في كشف أغوار الذات وزيادة قدرتها وكفاءتها بمعرفة متواضعة(وجهة نظر شخصية) أرى بأن يتم الاستفادة من هذه الآلية في أن نسلسل الأهداف التي نرغب للذات أن تقوم بها حسب أقلها صعوبة أي أن نبدأ بالإيحاء للهدف الأقل صعوبة وعند تحقيقه ننتقل للإيحاء للهدف الأكثر صعوبة ..ثم فالأصعب...وهكذا... (تماما كما نعلم الطفل في مراحله الأولى جدول الضرب على سبيل المثال) وذلك لأن نجاح الإيحاء الذاتي بالنسبة للأهداف البسيطة يساعد أكثر على ترسيخ تلك الآلية وزيادة الثقة و الاعتمادية عليها في الأجهزة الحيوية المعنية بجسم الإنسان بالنسبة للأهداف الأكثر صعوبة... أي أن التدرج في التعامل مع الإيحاء الذاتي سيزيد من كفاءة وفعالية تلك الآلية على حل المعضلات وتحقيق الأهداف ويجعلها ذات مصادقية أكبر
المصدر : منتدى راية التوحيد www.raia.ba7r.org : http://raia.ba7r.org/t4985-topic#ixzz2KLpS0HGa ْ
________*التــَّـوْقـْـيـعُ*_________ لا أحد يظن أن العظماء تعساء إلا العظماء أنفسهم. إدوارد ينج: شاعر إنجليزي
| |
|