تتميز مرحلة المراهقة بمجموعة من التغيرات و التحولات التي تطرأ على الفرد، فالمراهقة تعني الخروج من مرحلة الطفولة، أي أن جميع التقمصات التي قام بها الفرد في طفولته والتي شكلت أناه لم تعد تكفي ، فالمراهق يبحث دائما عن اندماج أوسع في مجتمعه وذلك من خلال تكوين مجموعة الرفاق ، واتساع دائرة معارفه ،وذلك من خلال القيام بأعمال متميزة عن الآخرين وذلك محاولة منه لإثبات شخصيته المستقلة.
غيران هذا الانتقال من الطفولة إلى المراهقة هو الذي يخلق أزمة الهوية لدى المراهق وهذه ألازمة تحدث تغيرات عميقة في الشعور بالذات، بمعنى تعتبر مشكلة الهوية جوهر الصراع في هذه المرحلة، ذلك لان التغيرات الجسمية والمورفولوجية تصيب المراهق بأزمة او بهزة كيان وتجعله يكاد يفقد التعرف على نفسه والى اهتزاز في كل مفاهيمه السابقة وعن تصوره لذاته.
إن جوهر هذه ألازمة نابع من التخلخل الذي يصيب بناء الشخصية، نتيجة البلوغ وما يصاحبه من تغيرات ، ومن ثمة فإن إعادة بناء الشخصية تبدأ أساسا من الوصول إلى هوية واضحة ومحددة ، وينعكس هذا على تقدير المراهق لذاته وهذا التقدير يبين لنا مدى رضاه عن هذه الهوية الجديدة ، التي بدأ يلتمس أبعادها وخصائصها ولهذا يؤكد بعض العلماء على ضرورة قياس تقدير ألذات عند المراهقين لمؤشر على مدى تطور أزمة الهوية لديهم.
وهدا السؤال يطرح نفسه وهو ما لعلاقة بين تقدير ألذات والمراهقة؟ وكيف يستطيع المراهق أن يقوم سلوكياته وتصرفاته خلال هذه المرحلة؟
للإجابة على هذا السؤال يجب ان نعلم أنه خلال مراحل نمو الطفل تنمو لديه الحاجة إلى تقدير ألذات ، وهذا الإحساس مستمد من إدراكه لما تلقاه من اعتبار وتقدير، حيث يقول العالم " كولين 1902" : "ان الذات اجتماعية إلى حد كبير في أصولها وفي محتواها ،والوعي بالوجود الذاتي هو حصيلة الحدس في إدراك ألذات عبر الغير،وكذلك حصيلة الاتصال بالغير على حد سواء".
أن أي سلوك يصدره الفرد هو سلوك هادف، بمعنى أن الفرد يحقق من ورائه هدفا له فائدة على المجتمع من جهة وعلى نفسه من جهة ثانية ، فالذات تنمو من خلال عملية التنشئة الاجتماعية التي ترسم الإطار الذي يمكن أن تنمو فيه اتجاهاته وهذا يتم من خلال إحساس الآخرين به.
" :إن التقدير الذاتي كان مضمونا في الطفولة الصغرى ،من خلال الاحتفاظ بالنرجسيةEBTENGER 1971يقول"
الاولى وبمواضيع الحب الابوي والمثالية المستدخلة ….. ولا كن في المراهقة عودة التقمصات الأبوية والقيم العائلية والاجتماعيةن وغياب أو قلة العلاقة بمواضيع جديدة لا تسمح بدعم النرجسية ،إنه البعد بين السعي النرجسي لمثالية الانا ، وصورة الذات الذي يؤدي إلى إفساد حب الذات والإكتئاب.
فالملا حض انه اثناء المراهقة ، يعيش المراهق أزمة شديدة اتجاه سلطة العائلة وقوانين المجتمع ،فيحاول خلال هذه المرحلة ان يواجه سلوكياته وتصرفاته بطريقة مستقلة ، انطلاقا من معاييره الخاصة وليس بالرجوع الى القوانين التي تحكم المجتمع الذي يعيش فيه ولكي يتمكن المراهق من ان تكون اختياراته موضوعية فلا بد له من بعض الثقة بالنفس ن وفي طاقاته الشخصية وقيمته الفردية وهذا يحصل عليه من خلال تقديره لذاته.
ومما سبق يمكن القول ، أن تقدير الذات له دور كبير ومهم في استمرارية النمو ن فتقدير الذات دليل على استقرار الانا ونضجه ويعني دلك إحساس الفرد بالثقة والاطمئنان في ألا وقات الأكثر نضجا .
أما الاضطراب في تقدير الذات أو الضعف في تقديره ،فهو مرتبط بالقلق وعدم الاتزان الانفعالي والعاطفي نوما ينتج عنها هو عدم التكيف معى المحيط وارتباك الدور على المراهق، فلا يستطيع تحديد دور محدد ولا هوية واضحة فيعيش في حالة الاإستقرار.
فكل هذه الاضطرابات تنعكس على سلوك المراهق ،فتؤدي الى اختلال…………، بمعنى اختلال في اندماجه داخل المجتمع ، مما يترتب عليه عدم قدرة المراهق مواجهة المواقف الاجتماعية ،فيفضل الانطواء والعزلة ، وفي هذه الحالة " الأنا " لا يتمكن من القيام بوظائفه بصورة منطبقة ،والمتمثلة في دور الدفاع ضد النزوات الناتجة عن البلوغ دور تحكمي في الاستقلال الشخصي ، ودور في ا دماج الهوية الملائمة والخاصة.
وفي الأخير يمكن القول انه لكي يتمكن المراهق من تقويم سلوكياته بطريقة موضوعية ،لا بد أن توجد لديه درجة مقبولة من تقدير الذات.
ْ
________*التــَّـوْقـْـيـعُ*_________
لا أحد يظن أن العظماء تعساء إلا العظماء أنفسهم. إدوارد ينج: شاعر إنجليزي