freeman المـديـر العـــام
عدد المساهمات : 19139 تاريخ التسجيل : 05/01/2011 العمر : 64 الموقع : http://sixhats.jimdo.com/
| موضوع: التفكير خارج الجمجمة! السبت نوفمبر 09, 2013 8:23 pm | |
| د.أحمـد شوقـي هنالك العديد من الأفكار القيمة التى لا يصح الاعتراض عليها فى ذاتها، ولكن من حقنا الاعتراض على ما قد يتم من ممارسات خاطئة لهذه الأفكار. هذه المشكلة قديمة متجددة، تتعلق بتحول الفكر إلى فعل. يحدث ذلك فى كل المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية والدينية، بل العلمية أيضاً، ولا بأس من بعض الأمثلة، لقد تم الاستناد إلى الماركسية، كنظرية فى العلم الاجتماعى فى بناء نظم شمولية شهدت سقوطًا مدويا، وتمت الإساءة إلى الداروينية بما سمى بالداروينية الاجتماعية، وما أدت إليه من تمييز وعنصرية. وأدت التفسيرات الدينية المتطرفة غربًا وشرقاً، ولا أقول شرقًا وغربًا كما جرت العادة، إلى الإرهاب. وأدينت تطبيقات التحليل النفسى لفرويد حتى من تلاميذه، ومارست الرأسمالية تطبيقات شرسة تجاوزت صورتها الذهنية... الخ. لكننا نود هنا أن نناقش الممارسات التى تتم على أساس فكرة قيمة، تنضوى تحت ما يطلق التفكير خارج « وتدعونا إلى ،» التفكير الإبداعى « عليه بحق مصطلح .» الصندوق إن قيمة هذه الفكرة تنبع من الحاجة إلى معالجة إبداعية أو ابتكارية لما يواجهنا من مشكلات، تبتعد عن الأفكار النمطية المجربة، التى كثيرًا ما تفشل أو تكون محدودة الأثر والقيمة. هل يختلف أحد مع هذه الفكرة فى حد ذاتها؟ لا أظن. ما هى المشكلة إذن؟ إنها كما قلت فى الممارسة إلى تفكير » تفكير خارج الصندوق « التى إذا تمت بشكل خاطئ تحولها من قد لا يكون هذا !» بالتفكير خارج الجمجمة « لا عقلانى، أصفه ساخرًا الوصف دقيقا، لكننى أظنه معبرًا عما أعنيه. ولأن الاشتغال بالعلم، والانشغال به، يدفعنى دائمًا إلى توضيح الفكرة بأمثلة محددة تبين أبعادها وتجلياتها، أسوق إلى القارئ أمثلة لبعض هذه الممارسات، داعيًا إياه أن ينقدها أو ينقضها، وأن يحذف منها أو يضيف إليها. وهذه هى سمة أخرى لتطبيق المنهج العلمى فى حياتنا، فالعلم لا يتم فى المعمل وسبيل تطوره وتقدمه. ،» النقد روح العلم « فقط. هذه السمة تعلمنا أن الآن، دعونا نستعرض بعض الأمثلة القليلة: منذ سنوات، حضرت اجتماعًا لتطوير التعليم، ودعا المسئول الكبير وعندما سألته: هل يمكن أن ،» يفكروا خارج الصندوق « الحاضرين أن نفكر خارج الصندوق، دون أن نعرف ما بداخله؟ ضحك الحاضرون ولم أتلق الإجابة. لكن الأمر الواضح أن هذا التفكير يجب أن يتم على أساس معلومات كافية، وإدراك للسياق وعن الإمكانيات المادية والبشرية، وتحليل لنقاط القوة والضعف والفرص والمخاطر... الخ، وأظن أننا فى حاجة الآن أن نمارس التفكير الإبداعى خارج الصندوق وفق ما سبق. تطالعنا الأخبار بأفكار عديدة لحل أزماتنا المختلفة، الاقتصادية والسياسية والاجتماعية ... الخ، مثل الصكوك وتكليف مجلس الشورى بالتشريع، وإجراء حوارات غير ملزمة، وغير ذلك من الأفكار الصادرة عن مؤسسات الدولة أو أفكار فردية، بعضها غريب، مثل الدعوة إلى عودة اليهود المصريين الذين حاربوا وطنهم الأم باسم أسطورة زائفة، أو هدم الآثار أو عدم تهنئة إخواننا المسيحيين بأعيادهم... إلخ. أى هذه الأفكار المؤسسية والفردية يعد خارج الصندوق، وأيها يعد خارج الجمجمة؟ وأيها يستند إلى معرفة كافية بما فى داخل الصندوق؟ وما هو الخطأ أو الصواب فى طرحها؟ مجرد أسئلة تنتظر الإجابة. أخيراً، أعتقد أن الاستقطاب الحالى يستدعى أفكارًا خارج الصندوق لإجراء الحوار الوطنى الفعال والعودة الملحة إليه، ما الحكم على التجارب السابقة ونتائجها، ومسئولية كل القوى عنها؟ ألا يدعو ذلك إلى أن نصف ،» عقل رشيد « ألا يوجد فينا ؟» خارج الجمجمة « هذه الممارسات بأنها يقدم أفكارًا خارج صندوق المصالح والتحيزات تجعلنا نتجاوز الاستقطاب العبثى والعنف المدمر؟ لقد أبدعت الملايين ثورة يناير، ومن حقها علينا ألا نغرقها فى صناديق الظلمات! ْ
________*التــَّـوْقـْـيـعُ*_________ لا أحد يظن أن العظماء تعساء إلا العظماء أنفسهم. إدوارد ينج: شاعر إنجليزي
| |
|