الآثار الرومانية في الجزائر
أعلن في الجزائر، عن اكتشاف آثار رومانية يعود تاريخها إلى القرن الثاني الميلادي، وأوردت مراجع تشتغل بميدان الآثار، أنّ عمليات تنقيب تمت على مستوى ساحة الشهداء وسط العاصمة الجزائرية أفضت إلى مجموعة من القطع والتشكيلات الفسيفسائية التي لم يتم حتى الآن استخراجها كليا، وأوضح عالم الآثار الجزائري "عز الدين فرقي" لـ"إيلاف"، أنّ فرق البحث بصدد دراسة مدى أهمية هذه القطع وتفاصيلها التاريخية.
وأفيد أنّه علاوة على تلك الفسيفساء، تم كذلك اكتشاف قطع نقدية رومانية ترجع إلى القرن الثالث الميلادي، علما أنّه سبق إماطة اللثام منذ بعض الوقت عن آثار تعود إلى زمن الوجود العثماني في الجزائر –خلال الفترة ما بين القرنين السادس عشر والتاسع عشر-، علما أنّ الجزائر العاصمة شهدت أواخر شهر سبتمبر/أيلول الماضي، اكتشاف نظام لجر المياه يعود إلى العهد العثماني، وقال متحدث باسم فريق من الخبراء الأثريين، أنّ النظام المذكور عُثر عليه بالفيلا العتيقة "عبد اللطيف"، وكان يُستعمل استنادا لأعمال البحث خلال القرن السابع عشر الذي شهد أوّج الحضور العثماني في الجزائر.
ويتمثل هذا النظام - بحسب الشروحات المستقاة- في جمع وتعبئة المياه الطبيعية (الأمطار والينابيع) داخل حوض بموقع "الرياض" وسط الفيلا المذكورة، وكان يتم بواسطة ذاك النظام توزيع المياه عن طريق ممرات خاصة تصل إلى غاية مرافق محيطة بالقصر، في صورة حديقة التجارب وفندق السوفيتال، وبحسب أحد المهندسين المعماريين فإنّ هذا الحوض رُدم عن آخره من قبل المحتل الفرنسي، لكنّ ذلك لم يؤثر غداة استئناف أعمال الترميم للفيلا عن اكتشاف قنوات خاصة بتعبئة المياه وتوزيعها.
وبحسب مختصين، فإنّ النظام المائي العثماني المكتشف والشبيه بالنظام المسمى (الفوقارة) الذائع الصيت في جنوب الجزائر، يتوفر على كل
مقومات "التقنية" و"الحداثة" ويبرهن على ما توصل إليه الجزائريون في ذلك العهد من تقدم في تقنيات السقي وتوزيع المياه الصالحة للشرب.
الآثارالرومانية في ولاية خنشلة
وشهدت الجزائر قبل شهرين، عن اكتشاف مقبرة جماعية تعود إلى العهد الروماني، وتقع بمنطقة بلقيطان المحاذية لولاية خنشلة الشرقية، وتأتى الكشف عنها غداة حفريات دامت عشرة أيام بإشراف فريق مختص في البحث الأثري، وأثبتت دراسات أجراها الفريق ذاته، أنّ قدماء الرومان الذين استوطنوا المنطقة من بداية الربع الأخير من القرن الخامس الميلادي، استخدموا تلك المقبرة للدفن الجماعي، وقد عُثر إلى جانب القبور المدفونة على جانبي الجدران والمغارات داخل الحفرية على قبور للأطفال وتابوتين كبيرين وفوانيس فخارية تم نقلها إلى متحف للآثار تمهيدا لعرضها على عشاق الآثار.
الآثار الرومانية في ولاية سكيكدة
كما كللت أعمال حفريات قبل فترة ببلدة عين مصباح بولاية سكيكدة 550 كلم شرقي البلاد، بالعثور على حصن روماني قديم، وتبيّن لاحقا أنّ ذاك الموقع يستوعب أيضا إحدى أكبر المقابر الرومانية في الجزائر، كما تمّ اكتشاف كهف كان يستعمله الرومان لإشعال نيران كبيرة لتوجيه القوافل التجارية القادمة إلى المنطقة، وتنبّهت إليه السلطات إثر اكتشافه على وجه الصدفة من طرف أحد المزارعين جرارا عتيقا وتوابيت حجرية عديدة احتوت على بقايا عظام بشرية تعود للحقبة الرومانية، إضافة إلى قطع نقدية فضية وذهبية وأعمدة وتيجانا إضافة إلى أواني فخارية ومعاصر الزيتون الضخمة.
وكان مواطن جزائري عثر عن طريق الصدفة على 650 قطعة نقدية فضية "نادرة" يعود تاريخها إلى العهد الفاطمي، وذلك بولاية بومرداس (50 كلم شرق الجزائر)، حيث أدت حفريات إلى اكتشاف صندوق كبير احتوى على القطع النقدية المذكورة، وبعد عرضها على مختصين في الآثار، تبيّن أنّ القطع المكتشفة كانت متداولة زمن الفاطميين، وهي منقوشة بحروف عربية وعبارات إسلامية مقدّسة كـ"لا إله إلا الله" إلى فترة الحكم الفاطمي وبدايات العهد الشيعي الذي ظهر مع "عبيد الله الشيعي" بشمال إفريقيا سنة 990 ميلادي واستمر إلى حوالي سنة 1171 م.
الآثار الرومانية في ولاية تيبازة
تيبازة ذات الأصل البونيقي، و كسائر مدن البحر الأبيض المتوسط أصبحت مدينة رومانية ضمن مدن الامبراطورية الموريتانية القيصرية ، و من بعدها اصبحت مدينة مسيحية
اتخذها الفينيقيون كمستوطنة في القرن الخامس ق.م، ففي هذه الحقبة استمدت المدينة اسمها الذي يعني مكانا للعبور. وقد عرفت المدينة تطورا تحت حكم الملك النوميدي جوبا الثاني، و اصبحت تمثل مع سيزاريا(شرشال) أحد معالم الثقافة الاغريقورومانية في شمال افريقيا.
تيبازة اذا تعتبر مدينة بونيقية لانها تقع ضمن الاراضي التابعة لقرطاجة.المدينة رفعت فيما بعد من طرف ادريان الى مصف المستعمرات الشرفية، و قد عرفت في نهاية القرن الثاني نموا سكانيا معتبرا قدره المؤرخون ب 20.000 نسمة
بهذه الآثار كانت لرومانيا تأثيرات كبيرة على الجزائر في مختلف الميادين التي نلمسها من خلال السياحة في الجزائر وعدة تنظيمات اقتصادية.
ْ
________*التــَّـوْقـْـيـعُ*_________
لا أحد يظن أن العظماء تعساء إلا العظماء أنفسهم. إدوارد ينج: شاعر إنجليزي