كيفية التفكير بطريقة سليمة
لانختلف على أنه كلما كان تفكيرنا واضحاً, كنا قادرين على اتخاذ أفضل القرارات والتعامل مع مشاكلنا وأيضاَ تكون لنا القدرة على وضع الأمور في منظورها السليم. وإذا استطعنا أن نحافظ على التفكير بطريقة سليمة فسوف نصبح أكثر قدرة وواقعية في وضع الأمور في نصابها.
لا نختلف على أنه كلما كان تفكيرنا واضحاً, كنا قادرين على اتخاذ أفضل القرارات والتعامل مع مشاكلنا وأيضاَ تكون لنا القدرة على وضع الأمور في منظورها السليم. وإذا استطعنا أن نحافظ على التفكير بطريقة سليمة فسوف نصبح أكثر قدرة وواقعية في وضع الأمور في نصابها.
والتفكير السليم ووضع الأمور في نصابها الصحيح يعتبران من الحكم التي من الله بها علينا. ولكي نفكر بصورة سليمة علينا أن نتجنب الأخطاء التي تضللنا في التفكير السليم وأن نكون حذرين جداً من بعض الممارسات التي تشل أو تعيق تفكيرنا بطرق سليمة وأهمها مايلي:
عدم التسرع في الحكم على الأشياء بناء على افتراضات غير علمية. وأن لا نتجاهل المعلومات التي لا تتلاءم مع رغباتنا. أو أن نقوم بتحوير المعلومة بما يتناسب مع مصالحنا الشخصية. وأن لا نخفي بعض المعلومات من أجل إخفاء الحقائق لأن عقولنا ليست لديها القدرة على التعامل مع المعلومات المتناقضة أو غير الكاملة , وبالتالي سوف يكون له الأثر السلبي في وضع الأمور في نصابها. كما لابد أن نبحث عن الدليل الذي لا يؤكد اعتقاداتنا أكثر من الدليل الذي يؤكده، فعلى سبيل المثال لو افترضنا أن جميع مواطني شرق آسيا يتمتعون برشاقة أجسامهم فإن اعتقادنا يمكن فقط أن يتغير ويتلاءم مع الحقيقة إذا بحثنا عن البدناء من مواطني شرق آسيا. وعندما تصادفنا أمثلة لا تتلاءم مع مفاهيمنا المسبقة لابد أن نعمل على التأكد من التفكير فيها وتذكرها.
نحن نميل جميعا إلى إعطاء قيمة مبالغ فيها للأشياء التي تطرأ على أذهاننا. والمشكلة أن الذي يطرأ على الذهن في وقت معين تقرره غالباً عوامل هامشية , مثل الترتيب الذي تتم به الأشياء أثناء العمل , أو إذا كنا نشعر بالقلق أو بالإحباط نحوها. كما أن للأحداث الحيوية أو البارزة عاطفياً تأثيراً هائلاً على طريقة تفكيرنا. إن شعورنا بالرضا عن أمر فعلناه سوف يجعلنا نظن أنه يستحق أن نفعله ثانية , وشعورنا بعدم الرضا عنه سوف ينفرنا منه. ولنتغلب على هذه المشكلة يجب أن نأخذ وقتاً كافياً عند التفكير في أمر ما. حيث إن الأحكام السريعة أكثر عرضة للتأثر المبالغ فيه بالأمور التي لا علاقة لها بالموضوع من الأحكام المدروسة. والابتعاد عن المشاعر الساخنة إذا كانت مشاعرنا ذات صلة قوية , حيث بالإمكان أن يتغير تفكيرنا عندما تتغير مشاعرنا.
الاستفادة من آراء الآخرين لها دور مهم في استقامة الفكر ولكن على الرغم من ذلك يمكن أن يكون في بعض الأحيان هناك تأثير سلبي على آرائنا بسبب الآخرين كإعجاب ببعض الأشخاص بآرائهم حتى ولو كانت آراؤهم غير صحيحة أو ليست مبنية على معلومات صحيحة. كما أن أسلوب العرض البارع قد يكون له تأثير على تفكيرنا بغض النظر عن المحتوى الذي تحتويه الفكرة. لذا لابد أن نبقي عقولنا متيقظة ونتعلم المزيد عن كيفية تقييم المعلومة التي تقدم إلينا, وأن نكون حذرين من التضليل والخداع.
عدم الحكم على الأشخاص على أساس ملابسهم أو السيارات التي يركبونها بل يجب أن نحكم عليهم بناء على طريقة تفكيرهم وما مدى ثقافتهم ولغة الحوار التي يتبعونها مع الغير. وعندما نلاحظ أن شيئين يتشابهان فلنسأل أنفسنا كيف يختلفان؟. وأخيراً لابد من أن نفحص توقعاتنا وأن نسأل أنفسنا على أي أساس ترتكز توقعاتنا؟