المشاريع التربوية تعطي المتعلم الإحساس بالتملك
حيث أنها تنطلق من أسئلة محورية قد يطرحها هو بنفسه
وتكون هذه الأسئلة بعلاقة مع وحدات أو أهداف محددة من المنهاج
ويكون هذا الإحساس بالتملك
أقوى حينما تتمحور هذه الأسئلة حول قضايا ذات علاقة بمحيطه
الإقتصادي والإجتماعي والثقافي
وبذلك يصبح المنهاج أداة حية
تربط بين المفاهيم الأكاديمية الغامضة والقضايا الواقعية والمباشرة للمتعلم
ـ المشاريع التربوية تخلق لدى المتعلم الإحساس بالتحدي
حيث أن تصميم هذه المشاريع من طرف المتعلم
يتطلب نظرة شمولية حول المشروع
وذلك لإخراجه من مرحلة التصور إلى مرحلة التنفيذ
ومرحلة التنفيذ بدورها تتطلب ذكاءات ومهارات مختلفة ك
البحث والتحليل والتركيب والنشر والتواصل...
فعملية البحث مثلا تتطلب من المتعلم التفتح على مصادر للمعلومات
خارج فضاء المدرسة
وهذا مايفتح أعين المتعلم حول محيطه السوسيوثقافي
ويزيد من تحدي النشاط التربوي
كل هذا يرفع من توقعات المدرسين حول ما يمكن أن ينتجه تلامذتهم
وهذا بدوره يرفع من درجة الإحساس بالتحدي لدى المتعلمين أنفسهم
ـ المشاريع التربوية تعطي المتعلم الإحساس بالمسؤولية
حيث أن المتعلم يلعب الدور المحوري في العملية التربوية
بينما يلعب المدرس دور الموجه فقط
فالمتعلم هو الذي يختار الأسئلة المحورية لمشروعه
كما يقوم بتوجيه عمليته التعلمية ومايتناسب ومستواه المعرفي
كما يقوم بالتأمل الذاتي في سيرورته التعلمية
(مراحلها المختلفة، معيقاتها، أسئلتها المحورية، تطورها)
وهذا ما يعطي للمتعلم الإحساس بالتحكم في مساره التعلمي
حدود بيداغوجيا المشروع بالأقسام التحضيرية
من الضروري مراعاة
خصوصيات نمو الطفل وشروطه في هذه المرحلة العمرية
ومقتضيات التنشئة التي تستوجب :
ـ برمجة مشاريع تربوية قصيرة المدى تتكامل فيها جملة من الأنشطة تكون في متناول جميع الأطفال
ـ عدم الاكثار من المهمات التي يستوجب المشروع إنجازها
ـ الحرص على تبسيط التعليمات المتعلقة بتنفيذ خطط العمل
ـ تجنب الصيغ الالزامية في توزيع المهمات
ـ تيسير إجراءات تنفيذ المشروع لجعله قابلا للإنجاز
ـ توفير مناخ تربوي يضمن التواصل والتشارك والتعاون
ـ تنظيم المهمات بحسب إمكانات الأطفال المناسبة لمستوى نموهم ودرجة تعقد الوضعيات والتعلمات المبرمجة
ـ توخي المرونة عند تقييم المشاريع وتثمين كل ما ينجز الأطفال من أعمال بصفة فردية أو في نطاق المجموعة وتنمي قدراتهم على ممارسة التقييم والتعديل الذاتيين
شروط إنجاز المشروع
ـ يأتي المشروع نابعا من إرادة التلميذ وناتجا عن رغبته
ـ يحدد المتعلم المشروع ويتبناه وينجزه بالتعاون مع أفراد مجموعته
ـ يؤدي المشروع إلى نتيجة مادية واضحة
ـ يتطلب إنجاز المشروع تخطيطا محكما يأخذ بعين الاعتبار الزمن المحدد للإنجاز والمراجعة الدورية التي تبين ما أنجز وتحدد ما سينجز
ـ يمكن أن يكون المشروع عملا ميدانيا يفضي إلى منتوج مادي كما يمكن أن يكون في شكل بحث أو دراسة
مشروعية المقاربة بالمشروع
ـ اعتبارات ابستيمولوجية
تفيد البحوث الابستيمولوجية
أن المعرفة ليست حالة ثابتة بل هي عبارة عن تمش يتطور باستمرار
عن طريق التعديل المتواصل
ومن هذا المنطلق تشجع المقاربة بالمشروع
على تحقيق شكل أرقى من المعارف
من خلال الحث على الخلق والابداع
كما تساعد على إجراء التعديلات المتواصلة
عبر إنجاز مختلف المشاريع التربوية
ـ اعتبارات نفسية اجتماعية
أثبثت العديد من المباحث في علم النفس البنائي
أن التعلم لا يتم إلا من خلال النشاط الذاتي للمتعلم
وتؤكد المدرسة البنائية الاجتماعية على
أهمية الصراعات الاجتماعية المعرفية
في تطوير معارف الفرد والارتقاء بأدائه
أما علم النفس الفارقي فيفيدنا
أن لكل فرد خصائص يمتاز بها عن الآخرين
من حيث نسق التعلم واستراتيجيات التعلم والتمشيات
التي يعتمدها لبناء المعارف
ـ اعتبارات تربوية بيداغوجية
أشارت الدراسات التربوية إلى أهمية الممارسة البيداغوجية
التي تتمحور حول النشاط الفعلي للمتعلم
وحول الممارسة الفعلية لمختلف المشاريع
وإنجازها بصورة علمية
وقد أكدت أعمال
" جون ديوي "
على نجاعة طريقة المشروع في اكتساب المتعلم للمعارف من جهة
وفي تطوير شخصيته من جهة أخرى
ومن ثم يكتسي المشروع أهمية كبرى في بناء التعلمات
وتنويعها قصد تحقيق الأهداف التربوية المرسومة
بالنسبة إلى جميع التلاميذ على حد السواء
ذلك أن تباين النتائج واختلاف مستوى المتعلمين
يفرض على المربي بناء مشاريع تراعي حاجات جميع التلاميذ وأنساق تعلمهم
لماذا المقاربة بالمشروع
ـ تحسين النتائج والارتقاء بها إلى الامتياز
ـ ضمان مساهمة كل الأطراف في تحقيق الأهداف المرسومة
ـ تنمية شخصية المتعلم على جميع المستويات
ـ الحث على الخلق والابداع
ـ تحقيق الأهداف التربوية المرسومة بالنسبة لجميع التلاميذ على حد سواء
ـ رصد وبحث الاسباب المؤدية إلى تدني النتائج
ـ احترام نسق التعلم بالنسبة إلى كل تلميذ
ـ تثمين النشاط الفردي بالنسبة إلى المتعلم
الأهداف التربوية العامة لإسترتيجية المشروع
ـ الربط بين العمل والنظر والممارسة والفكر
ـ التوافق مع ميول المتعلمين وقدراتهم
ـ تأسيس التعلم على النشاط الذاتي للمتعلمين
ـ تعديل السلوك واكتساب عادات وخبرة جديدة ومواقف إيجابية
ـ ربط التعلم بمواقف الحياة الاجتماعية
ـ تعويد المتعلمين على اتباع الأسلوب العلمي في التفكير وفي حل المشكلات التي تعترضهم
ـ تكوين مواقف التعاون والعمل الجماعي والاعتماد على النفس
ـ التدريب على التخطيط والتنظيم وعلى القدرة على جمع المعلومات والبيانات وتوظيفها
ـ تنمية روح المبادرة لدى التلميذ بتدريبه على تصور مشروع وإنجازه وتقييمه وذلك وفق تمش يجمع بين المبادرة الفردية والعمل الجماعي
ـ تدريب المتعلم على البحث على المعلومة وفق منهج منظم ومعايير وجيهة
ـ تعميق تكوين التلميذ في حقل من حقول المعرفة يختاره بنفسه
ـ التعامل الايجابي مع تنوع ملامح التلاميذ وعدم تجانسهم
الأهداف
ـ تنمية روح المبادرة لدى التلميذ بتدريبه على
تصور مشروع
وإنجازه وتقييمه
وذلك وفق تمش يجمع بين المبادرة الفردية والعمل الجماعي
ـ تدريب التلميذ على البحث عن المعلومة وفق منهج منظم ومعايير وجيهة
ـ تعميق تكوين التلميذ في حقل من حقول المعرفة يختاره بنفسه
ـ التعامل الإيجابي مع تنوع ملامح التلاميذ وعدم تجانسهم
ـ إعداد التلميذ للتعامل مع أنشطة البحث العلمي والمعرفي التي سيخوض غمارها في مرحلة التعليم العالي
نماذج لمشروع قسم تحضيري
المشروع :
إعداد عرض للدمى المتحركة
نشاط لغوي :
ـ إعداد سيناريو وقراءته
ـ التصويت
نشاط تشكيلي :
ـ تشكيل رأس الدمية
ـ التعبير بالرسم عن السيناريو
ـ التزويق
صنع الأشياء :
ـ صنع ركح للدمى المتحركة
نشاط منطقي رياضياتي :
ـ رسم الأشكال الهندسية
ـ القياس باستعمال وسائل مختلفة
نشاط موسيقي :
ـ تقليد أصوات الحيوانات
ـ ترديد أنشودة
نشاط تشكيلي :
ـ تنظيم الفضاء
ـ استعمال موادطبيعية لتلوين أقمشة
التمشيات :
ليست حصة إنجاز المشروع درسا عاديا
يقدم فيه الأستاذ محتوى معرفيا جاهزا يتعلق بمادة دراسية معينة
بل هي فضاء تعليمي / تعلمي
يقوم على تمشيات متنوعة
تسهم في تنمية جملة من الكفايات والمهارات
ومن بين هذه التمشيات :
ـ تداخل المواد : ويعتمد فيها على تكامل مواد مختلفة يختارها التلميذ في إنجاز أشغاله
ـ توظيف تكنولوجيات المعلومات والاتصال في البحث عن المعطيات وفي إنتاج الملفات والعروض
ـ العمل في مجموعات قصد إيناس المتعلمين بالعمل الجماعي وتبصيرهم بفوائد التعاون فيما بينهم
ـ التمشي التجريبي الذي يقوم على طرح مشكل للحل ضمن وضعيات ذات دلالة وقريبة منواقع التلاميذ ويأخذ في الاعتبار دور الخطإ وأهميته في مسار التعلم
ـ التفتح على المحيط وتوظيف الامكانات المتعددة التي يتيحها
ـ التعامل المرن الذي يراعي تنوع ملامح التلاميذ ويتكيف مع ظروف المؤسسات التربوية وتنظيماتها
دور الأستاذ
في الاعداد
في الانجاز :
ـ يوجههم في البحث عن المعلومة واستغلال الوثائق
ـ يذكرهم كلما دعت الحاجة بقواعد العمل الجماعي التي تعاقدوا عليها
ـ يدعوهم إلى المراجعة المستمرة لعملهم لتلافي الانحراف عن الأهداف المرسومة
ـ ينبههم إلى قيمة تنظيم العمل وأهمية الالتزام باحترام مواعيد الانجاز
ـ يثمن المبادرات الجيدة ويشجع عليها
ـ يقدم حصيلة تأليفية تستثمر ما ترسب من حوارات المتعلمين وما أنتجوه من أفكار حول أشغالهم
في التقييم :
ـ يقيم عمل الأفراد وعمل المجموعة أثناء الانجاز تقييما تكوينيا يتابع عمل المجموعات ومساهمات الأفراد مستعينا بشبكات ملاحظة
ـ يقيم الانتاج مرحليا تقييما جزائيا
قبل الانجاز :
ـ أساهم في تنظيم العمل
أثناء الانجاز :
ـ أرافق المتعلمين في أعمالهم
ـ أشجعهم على العمل أساهم في تقييم أعمالهم مرحليا
ـ أعدل المسارات والعلاقات عند الاقتضاء
بعد الانجاز :
ـ أساهم في تقييم أعمالهم نهائيا
ْ
________*التــَّـوْقـْـيـعُ*_________
لا أحد يظن أن العظماء تعساء إلا العظماء أنفسهم. إدوارد ينج: شاعر إنجليزي