مفهوم مسرحة المناهج(الخبرة الدرامية)
يقصد بمسرحة المناهج:"تنظيم المناهج الدراسية وتنفيذها في قالب مسرحي أو درامي؛ بهدف اكتساب التلاميذ المعارف، والمهارات، والمفاهيم، والقيم، والاتجاهات؛ مما يؤدي إلى تحقيق الأهداف المنشودة، بصورة محببة ومشوقة ". وتعني أيضاً: أنها " نموذج لتنظيم المحتوى الدراسي، وطريقة للتدريس تتضمن إعادة تنظيم الخبرة وإلباسها ثوباً درامياً جديداً؛ وذلك لخدمة، وتفسير، وتوضيح المادة التعليمية".
نخلص مما سبق أن مسرحة المناهج تتضمن إطاراً نظرياً، ونموذجاً عملياً كطريقة للتدريس يمكن تطبيقها في الممارسات التربوية أو في الحقل التعليمي. أهمية مدخل مسرحة المناهج
من المعروف أن المسرح يعدُّ من أقدم الفنون التي مارسها الإنسان، وهو مؤشر بليغ على تقدم الأمم وازدهارها، إضافة إلى أنه أبو الفنون بإجماع المفكرين والأدباء؛ وذلك لعراقته واحتوائه على عناصر من الفنون الأخرى ففيه نجد الأدب، والشعر، والتمثيل، والموسيقى، والغناء.
و تعدّ المناهج الممسرحة من أمتع الألوان الأدبية التي يميل إليها التلاميذ، فهي تبعث فيهم النشاط والحركة، والحيوية، وتحببهم إلى المدرسة، وتدخل المتعة والبهجة في نفوس المتعلم، وتجذب انتباههم للتعلم، وتحوّل المسرح المدرسي إلى ميدان علمي ثقافي ترفيهي، وتجعل المادة التعليمية قابلة للهضم؛ مما يؤدي إلى تكوين اتجاهات إيجابية نحو المادة التعليمية والمعلم.
ووفقاً لنظرية جاردنر في الذكاءات المتعددة فيعد هذا المدخل من أفضل استراتيجيات التدريس الموظفة في تنمية الذكاءات المتعددة لدى المتعلمين، فنحن نتمتع وفقاً لهذه النظرية بسبعة ذكاءات، وهذه الذكاءات لها مناطق خاصة ترتبط بوصلات عصبية في المخ البشري، والآن سنعرض هذه الذكاءات ومدى إسهام مدخل مسرحة المناهج في تنميتها:
أولاً-الذكاء اللغوي:
فهي تعمل على إكساب المتعلمين ثروة لغوية راقية، والكشف عن مواهبهم الفنية، وتفجير طاقاتهم الإبداعية وقدح شرارتها، وتدريبهم على التعبير الصحيح السليم.
ثانياً- الذكاء المنطقي الرياضي:
تعمل على تعزيز مهارات التفكير المنطقي، وتستخدم للارتقاء بالتفكير النقدي، وتربية العقول الذكية، وتعمق المفاهيم والتعميمات.
ثالثاً-الذكاء المكاني:
تنمي خيالات الطفل في الصور المجازية وتنمي الذوق الجمالي والفني.
رابعاً- الذكاء الجسمي الحركي
تدربهم على العمل الجماعي.
خامساً-الذكاء الموسيقي:
إن إضفاء الموسيقى التصويرية يؤدي إلى الاندماج والتعايش مع الشخصيات والأحداث ومع الجو الانفعالي للعمل الفني، بالإضافة إلى تنمية مواهب المتعلمين في الغناء.
سادساً-الذكاء الاجتماعي:
تنمي العلاقات الاجتماعية، وتطور مهارات التواصل لديهم، وتعمق مفهوم القدوة لديهم.
سابعاً-الذكاء الضمن
شخصي: فهي تعالج عيوب النطق و بعض المشكلات النفسية كالانطواء والخجل والتردد، وتنمي فيهم الثقة بالنفس، وتساعد على الجرأة الأدبية، وتعتبر أقوى معلم للأخلاق.
ْ
________*التــَّـوْقـْـيـعُ*_________
لا أحد يظن أن العظماء تعساء إلا العظماء أنفسهم. إدوارد ينج: شاعر إنجليزي