الشاعر عبد الله سعدي،
قصيدتك "إلهامك الثائر" تنبض بروح الشغف وتقديرك العميق للكلمة الشعرية، وتبدو كتحية مليئة بالعاطفة للشاعر وللحرف الذي يحيي النفوس وينعش الأرواح. القصيدة تتخذ طابعاً تأملياً فلسفياً، حيث تتساءل عن سر الإبداع الشعري، هذا السحر الذي يسكن الحروف ويمنحها القدرة على التأثير والتغيير، كأن الحروف تتحول بين يدي الشاعر إلى حياة حقيقية، تمنح السامع والناظر سكينة وتعيد إليه الشعور بالجمال.
تعبيراتك تمزج بين الطبيعة والصوت، وكأنك تشبه الشاعر بالنسيم الذي يأتي معطراً، والورد الذي يزهر بفضل الكلمات. فالشاعر هنا ليس مجرد كاتب، بل هو مبدع يجدد العالم من حوله، يمنح للحياة ألوانها ويجمع شتات النفوس المرهقة. الحروف تصبح لديه وسيلة لإثارة العواطف وتحرير المشاعر، وكأن الكلمة لديه وسيلة لمداواة الجروح.
لقد استخدمت أسلوباً يعتمد على الأسئلة والإعجاب، حيث تسأل "من أين لك بكل ذاك الطعم؟" لتعبر عن دهشة عميقة أمام سحر الكلمات، في محاولة لتفسير الغموض الذي يكتنف الشاعر وحرفه. هذا التساؤل يضفي طابعاً فلسفياً على القصيدة، وكأنه دعوة للتأمل في قدرة اللغة على أن تكون ملاذاً وجسراً للتواصل الروحي.
أما عبارة "إلهامك الثائر" فهي تعكس إحساساً بالحيوية والتمرد، كأن الشعر قوة ثورية تدفعنا لإعادة النظر في حياتنا ومشاعرنا، وتمنحنا الأمل في التغيير والإلهام. الشاعر هنا هو ذلك المُلهِم الذي ينقل العالم من حوله إلى مستويات من الجمال والتأمل.
قصيدتك هي دعوة للاحتفاء بقوة الكلمة وجمال الشعر، وتذكير بمدى قدرة الشعراء على أن يكونوا سفراء للإحساس والدهشة. أشكرك على هذه الكلمات التي تفتح آفاقاً للتأمل في قيمة الإبداع وقوة التعبير، وتجعلنا ندرك أن الشعر ليس مجرد كلمات، بل هو حياة نابضة تملأ الأرواح بالجمال والأمل.
الكاتب والناقد
د. محمد آدم ابوقرون
ْ
________*التــَّـوْقـْـيـعُ*_________
لا أحد يظن أن العظماء تعساء إلا العظماء أنفسهم. إدوارد ينج: شاعر إنجليزي