ماتزال قوارب الموت تنشط في نقل بعض المهاجرين من المناطق الغربية نحو بوابة إسبانيا، فيما يقدم المهاجرون الشرعيون على العودة إلى أرض الوطن بسبب تداعيات الأزمة الاقتصادية، ويفضل بعضهم العمل بالمؤسسات الصينية بالجزائر ريثما تتحسن الأوضاع، فيما تتوجه الأنظار حاليا نحو العمل الموسمي وبالتحديد بمنطقة والبا الإسبانية التي ستشهد شهر أفريل فترة جني الفراولة.
تشهد غليزان شهريا هجرة عشرات الشباب نحو أوروبا عن طريق الانضمام إلى شباب قوارب الموت للالتحاق بشواطئ أوروبا، وقد جعل هذا الوضع بعض العائلات في حالة استنفار قصوى نتيجة عدم وصول أخبار مطمئنة عن حالة المهاجرين هل بلغوا الضفة أم قضوا نحبهم؟
ولم تفلح حملات التوعية التي تدعمها الدولة في نزع فكرة الهجرة السرية لدى العديد من الشباب، حيث تشير مصادرنا إلى أن عشرة شبان على الأكثر أقدموا على الهجرة مؤخرا من مدينة وادي ارهيو نحو شواطئ وهران وعين تموشنت وسبقتها هجرة ثلاثة أفراد، كان من بينهم فتاة. من جهة أخرى، ونتيجة الأزمة الاقتصادية التي تعشش في أوروبا، أضحى بعض الحرافين يعودون إلى أرض الوطن بعد رحلة استنفدت الوقت والعمر، والأكثر من ذلك عودة بعض المهاجرين المقيمين بصفة شرعية من إسبانيا خاصة، إلى عقر الدار بعد غلق بعض المؤسسات التي كانوا يعملون بها وتسريح العمال. ومن بين تلك الحالات، نجد الشاب (محمد.ع) الذي انتقل إلى العمل بإسبانيا سنة 2001 وعاد أدراجه بعد إفلاس شركة صناعة الورق التي كان يعمل بها بفالنسيا بسبب تداعيات الأزمة الاقتصادية، وبقي بمسقط رأسه مدة سبعة أشهر. الشيء نفسه يقال عن الشاب (جمال.ك) الذي كان يعمل بشركة أوبال للسيارات وعند إفلاسها عاد أدراجه إلى أرض الوطن. وتتعدد حالات العائدين، وتشير مصادرنا إلى رجوع شخص في الـ 45 من العمر، متزوج منذ سنة 2000 وهو يعمل بإسبانيا.
ويلخص سبب عودته إلى وادي ارهيو بتدني فرص العمل بإسبانيا، على عكس ما كانت عليه سابقا، ما جعل الكثير منهم يعيشون فقط على الإعانات الاجتماعية، وهو يبحث عن عمل في إحدى الشركات الجزائرية الخاصة بالطرقات عله يحظى بفرصة فقدها هناك. ويرجع مهاجر آخر في الثلاثينيات من عمره، متزوج وأب لطفلين، سبب عودته من أوروبا منذ 6 أشهر، إلى تدني أوضاع العمل هناك الناجم أصلا عن كثرة المهاجرين الشرعيين أو الذين انتقلوا عن طريق القوارب بطريقة غير قانونية، وقد سعى للبحث عن عمل لدى إحدى الشركات المشرفة على الطريق السيار كسائق.
وإلى جانب مغامرات بعض الشباب الفقير عن طريق اقتناء تذكرة في قارب الموت، هناك شبان آخرون، ميسورو الحال، يفضلون عيشة أوروبا على الوضع الجزائري، ومنهم من أقدم على اقتناء فيزا عمل خاصة بمبلغ 80 مليون التي تمنحه فرصة سنة من الإقامة، لكنه عاد بعد ثلاثة أيام لحدة البطالة التي تخيم على الأوضاع هناك.
ويظهر أن حملات الهجرة سترتفع هذه الأيام بالنسبة للبعض من أجل إدراك موسم جني الفراولة بمنطقة والبا بإسبانيا، والتي ستفتح الباب نوعا ما للعمل الموسمي الذي ينتظره الكثير من الشباب الجزائري لتعويض ساعات البطالة، إلا أن هذه الأعمال الموسمية، كما يشير مصدر مطلع على الوضع، لم تعد تدر الربح الكافي المغري الذي كان يجنيه الشباب في سنوات سابقة بسبب المنافسة الشرسة للسواعد الإفريقية والقادمة من أوروبا الشرقية والتي قلصت الأجرة اليومية من 40 أورو للفرد إلى حدود 05 أورو، وهو مبلغ زهيد لم يعد يشجع على البقاء.
المدخلات المرتبطة:
“بانوراما“الأزمة المالية.. صديق أم عدو لسوق السلاح؟
مغتربون جزائريون يقتاتون من مزابل فرنسا وآخرون يحزمون حقائبهم للعودة
هنا الجزائر فاين أنتم يا جزائريون
اسلام امريكى بسبب ابتسامة ……….
حلول للعيون المجهدة بسبب الكمبيوتر