روجت للإشاعة عبر لندن وواشنطن والفضائيات العربية
المخابرات المغربية تحرك معارضين ليبيين لاتهام الجزائر بنقل المرتزقة
ديبلوماسي مغربي ومراسل "فرانس 24 " وراء الندوة الصحفية لوزير الهجرة الليبي بواشنطن
ركّز لوبي مغربي ناشط بالولايات المتحدة الأمريكية، على توجيه المعارضة الليبية باتجاه إتهام الجزائر بـ "التورّط" في دعم نظام القذافي، من خلال استعمال طائرات جزائرية لنقل المرتزقة إلى ليبيا بغرض قمع الثوار والقضاء على "الثورة الشعبية" المطالبة برحيل الزعيم الليبي.
*
وعلمت "الشروق" من مصادر مطلعة، أن الندوة الصحفية التي نشطها، الجمعة المنصرم، وزير المغتربين والهجرة الليبي المستقيل، علي الريشي، كانت برعاية مغربي يسمى محمد سعيد الأوفي، الذي يشتغل لصالح المخابرات المغربية، تحت غطاء مراسل قناة "فرانس 24" من واشنطن، بعدما كان ملحقا صحفيا بسفارة المغرب بواشنطن سنوات التسعينيات.
*
وزير المغتربين والهجرة الليبي، علي الريشي، المستقيل مؤخرا من حكومة "الجماهيرية العظمى"، هو مزدوج الجنسية، حيث يجمع بين الليبية والأمريكية، يقضي أغلب أوقاته بالولايات المتحدة الأمريكية، وكان يدرّس في إحدى الجامعات هناك، وبعد استئناف العلاقات الديبلوماسية وعودة الدفء بين طرابلس وواشنطن، استدعاه معمّر القذافي وعيّنه في منصب "معالي الوزير".
*
علي الريشي، كان أول وزير استقال من الحكومة الليبية، كوزير لشؤون المغتربين والهجرة، سافر مباشرة إلى أمريكا، وكان أول ضيف لقناة "سي آن آن" للتعليق على "الثورة الشعبية" في "بلده الأم" ليبيا، ولم يتردّد الريشي الفاقد لتآزر الليبيين، في إطلاق مزاعم كاذبة، قال فيها إن "المعارضة الليبية أصيبت بخيبة أمل بسبب الموقف الجزائري الذي لم يندّد بالأعمال الوحشية للقذافي ولم يقدّم الدعم للحركة الشعبية"!.
*
ما يسمى ضمن قاموس المناصب الحكومية في ليبيا، أمين شؤون المغتربين والهجرة الليبي، زعم "وجود مرتزقة من البوليزاريو ضمن تجار الموت الذين تسللوا إلى ليبيا لبث الرعب وإفشال الثورة الليبية"(..)، وادّعى علي الريشي خلال ندوة صحفية بواشنطن بأن "الناطق الرسمي باسم المجلس الوطني الانتقالي بليبيا كان قد أعلن أنه يوجد ضمن المرتزقة الذين تسللوا إلى ليبيا، ماليون ونيجيريون وأثيوبيون وللأسف مرتزقة من البوليزاريو"!.
*
هذه الإدعاءات المغرضة، سرعان ما كذّبها رئيس المجلس الانتقالي الليبي، مصطفى عبد الجليل في تصريحات لـ "الشروق"، حيث أكد أنه لم تصدر أي بيانات رسمية عن المجلس باتهام الجزائر في أكذوبة نقل مرتزقة، وقال: "نحن على ثقة كاملة بأن الجزائر دولة محورية وبأنها لا يمكن أن تتورط في هذا الأمر"، مشيرا إلى أن القذافي جلب مرتزقة إلى ليبيا من غانا وكينيا وغيرها من الدول التي هو على علاقة جيدة بها.
*
تحرّك الريشي جاء حسب معلومات متطابقة، وفق مهماز غمّاز من المخابرات المغربية، وجّهت بعض أطياف "المعارضة الليبية" لاتهام الجزائر وجبهة البوليزاريو، في مهمة إستخباراتية مفضوحة، غرضها انتقامي وتصفية حسابات قديمة، وبالرغم من تدخّل صحراويين للردّ على افتراءات الريشي الذي أصبح شبه "مجنّد" يعمل لصالح المخزن المغربي، إلاّ أن "صديق" القذافي السابق، رفض الاقتناع والاستيقاظ من آثار "غسيل المخّ"!.
*
ويُحاول اللوبي المغربي الناشط بالتراب الأمريكي، استغلال ما يجري في ليبيا، من أجل "أكل الشوك" بأفواه ليبيين، بينهم الريشي، في ظل انتشار نشطاء هذا اللوبي وسط الإعلام وعدد من الجمعيات المقرّبة من اللوبي الصهيوني في أمريكا، موازاة مع لجوء المخابرات المغربية إلى تسويق دعاية مغرضة تستهدف البوليزاريو، لتضليل الرأي العام وتغليطه، من خلال الادعاء بأن "الصحراويين يساندون القذافي باعتباره مؤسس البوليزاريو خلال السبعينيات حيث كان في نزاع عميق مع الحسن الثاني"!.
*
هذه الحملة الدعائية والعدائية التي حاولت ضرب المواقف العلنية للجزائر، لم تؤثر على الجانب الأمريكي، في وقت انجرفت بعض وسائل الإعلام وبالأخصّ قنوات فضائية، بينها "الجزيرة" و"العربية"، نحو مستنقع رعاية ماركتينغ يروّج لأخبار لا أساس لها من الصحة.
*
هذه التطورات، سبقتها معلومات مؤكدة كشفت أن المدعو ابراهيم يحيى القذافي، يرعى عمليات تجنيد وتمويل المرتزقة من دول إفريقية، ويُشرف عليها شخصيا انطلاقا من المملكة المغربية، حيث يتولى مهمة إدارة شؤون الشركة البترولية المسماة "تام أويل" للنفط، التابعة لهيئة الاستثمارات الليبية، ولديها فروع في 22 دولة إفريقية.
*
وهو ما أكده الديبلوماسي الليبي السابق، أحمد جبريل، المقيم حاليا بلندن، الذي اتهم مباشرة المدعو ابراهيم يحيى القذافي، برعاية مهمة تجنيد مرتزقة من اللفيف الأجنبي ونقلهم إلى ليبيا، وهي نفس الأخبار التي ثبتها "المؤتمر الوطني للمعارضة الليبية"، الذي قال في بيان له تناقلته مواقع إخبارية، أن الشبكة "يقع مركزها في المغرب ويُشرف عليها المدعو إبراهيم يحيى القذّافي الذي يتولّى منصب رئيس القطاع الإفريقي لشركة تام أويل للنفط".
*
وتبعا للمزاعم الخرافية، لم تبق الجزائر مكتوفة الأيدي، فقد كذّبت وزارة الشؤون الخارجية، في بيان لها، وهو ما كذبه أيضا الوزيران مراد مدلسي ودحو ولد قابلية، إشاعات استعمال طائرات حربية جزائرية لنقل مرتزقة إلى ليبيا، وأكد الموقف الجزائري أن "هذه الادعاءات المغرضة هي مناقضة لموقف الجزائر المبدئي الرافض للتدخل في الشؤون الداخلية للدول"، ولم يتأخر وزير الداخلية على التأكيد بأن إطلاق هذه المزاعم هو "مؤامرة أطرافها معلومة".
*
وتسجّل أوساط مراقبة، حدوث "تحالف" بين بعض أطراف ما يسمى "المعارضة الليبية" ووجوه جزائرية "معارضة" تعيش بالخارج، وتحديدا بلندن، هدفه رعاية أكاذيب تستهدف الجزائر، حيث تبنّى "الشريكان" موقفا موحّدا بشأن اتهام الجزائر باستخدام طائراتها لنقل مرتزقة تنقذ القذافي من شعبه!
ْ
________*التــَّـوْقـْـيـعُ*_________
لا أحد يظن أن العظماء تعساء إلا العظماء أنفسهم. إدوارد ينج: شاعر إنجليزي