انتعشت تجارة مواد التجميل بالجزائر بشكل مثير جدا مؤخرا، في ظل التهافت الجنوني للمرأة على كل ما يجملها ويحجز لها مكانا بقطار الموضة، التي رسخت مفاهيمها القنوات الفضائية والعوالم الافتراضية، التي لم تدخر جهدا، لتعبئتها ومغازلة غرورها الأنثوي ورغبتها الأكيدة، التي لا تقاوم في أن تكون أجمل الجميلات، التي تفوح بعطور أرقي وأشهر الماركات العالمية، فقناعتها الأكيدة، إن كان شعرها تاج جمالها، فعطرها تاج أناقتها وعنوان ثرائها..تجارة باتت تستهوي جميع التجار سواء كانوا نظاميين كانوا أو فوضويين، ما دام الاستثمار في هوس حواء بهذا العالم يحقق مدا خيل خيالية، أسالت لعاب حتى المخابر الطبية، التي ضربت بأخلاقيات المهنة عرض الحائط، وراحت تمنح تراخيص لتسويق عطور مقلدة لا تحترم أدنى المعايير المعمول بها عالميا ولا تحمل من الماركات العالمية إلا الاسم، منها المستورد ومنها المصنع محليا يباع جهارا نهارا رغم أخطاره الصحية الجسيمة في ظل غياب ثقافة الاستهلاك وحتى غياب رقابة الجهات الوصية.
بين المحلي، المستورد والمهرب..الصين، إيطاليا والمغرب في الواجهة
مخابر طبية تتورط في المصادقة على عطور مغشوشة
الجهات الوصية خارج مجال التغطية..فمن المسؤول؟
أضرار اقتصادية وخيمة وأخطار صحية كبيرة ولا أحد من مسؤولي القطاعات، التي لها علاقة بالنشاط تحركت رغم أنها تباع جهارا نهارا على مرأى الكل والأدهى أنه حتى تجار المحلات النظامية دخلوا على الخط.. الظاهرة تستفحل ووزارة التجارة التي تحارب التقليد بكل أشكاله وسنت الكثير من الإجراءات التي يرى الكثيرون، أنها غير كافية لم تتحرك، فحتى بالقطاعات الأخرى التي أعلنت فيها الحرب كقطع الغيار لم تحصد فيها كل النتائج المرجوة في ظل غياب مراكز للمراقبة النوعية، تدعم بها تلك الإجراءات، التي تتعلق بالتصريحات بالاستيراد والأخطر أن الوزارة التي تنبهت، لمخاطر قطع الغيار المقلدة ما زالت لم تقتنع بمخاطر العطور المغشوشة، التي لم تحرك حتى مصالح وزارة الصحة والسكان التي ترى، أن الأمر لا يخصها بل يخص وزارة التجارة التي تضطلع بمهمة محاربة المواد المقلدة لكن يا ترى هل صحة المواطن هي الأخرى من مسؤولياتها وأن مخاطرها لم يثبت عندها بالبرهان القاطع ولا بد من إصابات جسيمة حتى تتحرك، فالكثيرون تماما مثل المواطنين لا يؤمنون بمبدأ الوقاية.
ْ
________*التــَّـوْقـْـيـعُ*_________
لا أحد يظن أن العظماء تعساء إلا العظماء أنفسهم. إدوارد ينج: شاعر إنجليزي