الشاعرة التونسية نجوي عز الدين ورؤيتها لقصة بث مباشر

بث مباشر و صاعقة الكاتب
تنفتح أحداث القصة على بث مباشر ينقل لحظة صاعقة لشاب يقدم على فعل الانتحار.ما يثير الدهشة ليس فكرة الانتحار وإنما وقوعها في بث مباشرضاعف من وقع الفعل.

وقد اعتمد الكاتب السرد غير الخطي القائم على الاسترجاع ليأخذنا بطل القصة عبر شريط ذكرياته إلى فصول من حياته وتحديدا الفصل الذي يسرد اطوار حب نما بين ضلوعي فارس الشاب

الموهوب لكنه ظل طيّ الكتمان.وارتدى رداء الصداقة.و حين آن أوان البوح بمشاعره لجيلان الحبيبة التى آنست وحدته وأنسته وجع اليتم وعززت ثقته بنفسه من خلال إعجابها بما يبدعه.لحظة البوح تحدث الصدمة التي زلزلت أركان كيانه وهزّت عرش يقينه وسلامه حين تخبره جيلان أنه اتاها متأخرا

بعد فوات الأوان وان موعد زفافها غدا .

يال سخرية القدر الذي رتّب لحظة البوح متزامنة و موعد الزفاف.ما كان في حسبان فارس أن حبيبته ستكون لغيره .

وانه بات يقف على ضفة الزمن الضائع بقلب ينزف.

إن وقع المفاجأة ألقى به بين أنياب اليأس ليقف أمام خيارين

كلاهما أمرّ من الآخر:إما أن يضع حدا لحياته وحياة جيلان .

على أمل أن تجتمع ارواحهما في العالم الآخر.وإما أن يأخذ انفاسه إلى الرمق الأخير بالانتحار.

وقد كان خياره الثاني كيف لقلبه المتيم أن يخنق أنفاس من اصطفاها لقلبه حبيبةالعمر.بل كيف له أن يتحمّل

وقع صدمة كهذه.اسودت الدنيا أمامه وسقط في بئر اليأس..

لا خلاص له من العذاب غير الانتحار .هكذا رسم نهايته في

بث مباشر.

لماذا أختار مآله في بث مباشر!!

ليس اختيارا اعتباطيا وليس بحثا عن الشهرة فالموت واحد وان تعددت أسبابه.لكن حتى لا تخونه الجرأة والشجاعة في تنفيذ ما أقدم عليه .

يكفي من منظوره أن مشاعره ضاعت هباء منثورا بسبب الخوف

الذي ألجم صوت القلب فمنعه من الاعتراف بحبه في الوقت المناسب.

نهاية على مأساويتها قد حدثت كثيرا في أرض الواقع.ومازالت جلّ قصص الانتحار دافعها الحب الذي يرتطم بصخرة الخيبة.

أبدعت أستاذي الروائي محي الدين محمود حافظ في السرد و في نقل المونولوج الذي كشف ما يدور في باطن الشخصية

الرئيسية من صراع ومشاعر.



دام نبض قلبك وقلمك المبدع