افتتاح مسار الإصغاء بين الأستاذ والتلميذ
التلاقي وبعث الثقة داخل الفصل ....بقلم الأستاذ الدكتور أنور الجراية
للقاء التربوي: المربي والمربى
يساهم المربي في مسار التأهيل مجتمعيا بالبيئة الثانية, علاوة على دور البيئة الأولى والأسرة, والبيئة الثالثة, وبيئات أخرى أفرزها تطور العالم كالسياحة والتلفزة وبقية تقنيات التواصل.
يقوم المربي بتبليغ الخطاب التربوي, والقائم على الحضارة السائدة مجتمعيا وبهدف تكويني بالأساس.
أي انه يبلغ في آن واحد, منظومة المعلومات , وسلم القيم المرتب لها ولتوظيفها في اسلوب الحياة, في حضارة المجتمع : أي نمط من تقييم وترتيب حاجيات الإنسان, وكيفية تلبيتها, علة وجه آجل , أو تعويضي, مع كسب التثمين والإعتبار مقابل تضحيته بجزء من متطلباته الغرائزية الأولية. أي أن مهمته تقوم على تبليغ نهج سلوكياتي, يوفر التثمين مجتمعيا. وهو عندئذ يمثل قدوة لتلاميذه. ولا يقتصر دوره على تبليغ معلومة مجردة, بلهجة قراءة نشرة الأخبار اذاعيا أو تلقزيا.
مستلزمات مهمة المربي
نذكر بان المسار التربوي يقوم على أسس وجدانية: لأنه ترويض للوجدان أولا وبالذات, يتجود بحسن توظيف التقدم العلمي والتقني.
ويقوم هذا المسار على توظيف تفاعلات وجدانية, بين المربي والمربى والمعلومة
ولابد لهذا المربي, أن يحقق موازنته الوجدانية أثناء قيامه بمهمته, مما يحتم عليه تلبية حاجيتين أساسيتين:
اولا : كسب تحويل ايجابي من تلامذة, أي شعوره بحد أدنى من تعلق التلاميذ بشخصه, وتغذية نرجسيته, أو حبه لذاته, ومن ثم تقديره الذاتي . فإن شعر بالرفت من تلاميذه تعرقل مساره.
ثانيا: شعوره بهيمنته على القسم , ونفوذه على التلاميذ, على أن يستحسن أن يحصل ذلك عن طواعية منهم, لا قسرا ولا قهرا : أي بكسب تعلقهم به.
وإن لم يتوفر لديه هذا الشعور, شعر بشق عصا الطاعة, ومن ثم بعدم الجدارة. وقد يصل احيانا الى حالة الإكتئاب بانعدام إعتباره لذاته عبر نظرة تلاميذه .
(ولقد تساؤل بعضهم حول مدى ترابط مهمة الأستاذ والإصابة بالإكتئاب (راجع بحث الدكتور شاكر الميلي بفرنسا).
ْ
________*التــَّـوْقـْـيـعُ*_________
لا أحد يظن أن العظماء تعساء إلا العظماء أنفسهم. إدوارد ينج: شاعر إنجليزي