تفوقنا على الإعلام الرسمي السوري لأنه بوق للنظام ويمارس النفاق
تمويلنا شخصي ولسنا في حاجة لأموال المعارضة السورية ولا الغرب
أبهرت المشاهدين بما تنقله من تغطية يومية ومستمرة للأحداث في سوريا، وتميزت بما تنقله من قلب المحافظات السورية من جرائم للنظام السوري ضد شعبه، وصفها الكثير من المتتبعين بأنها صوت المعارضة السورية في الخارج، واتهمها نظام الأسد بالعمالة للأنظمة الغربية، إنها شبكة الشام الإخبارية، التي نقلت وتنقل ما يجري في سوريا بامتياز ودون منازع وسط حجب وقطع كل سبل الاتصال بالسوريين، وكذا الحجب الإعلامي الذي يمارسه نظام الأسد في خنق صوت شباب ثورة نيسان، شبكة قالت إن أهدافها الوقوف في وجه القمع الأمني للإعلام والثورة في سوريا، واتخذت من التويتر، الفيس بوك، المدونات، والمواقع المختلفة سبيلا للتميز والانفراد في نقل الخبر، ولأنها أول من استطاع أن يوصل صوت سوريا للعالم الخارجي، وأول من أوصل صور جرائم النظام ضد أهالي درعا وكل السوريين، مما جعلها المصدر الوحيد والمتميز لكل القنوات الإخبارية التي طالما عرفت بحصريتها في نقل الأحداث في العالم، على رأسها قناة الجزيرة، حاولت الشروق التقرب من أحد أعضائها والمشرفين عليها، الذي رفض ذكر اسمه وكذا حط صورته مع الحوار لدواعٍ أمنية، غير أنه لم يرفض الإجابة على بعض الأسئلة التي بقيت عالقة طوال الفترة الماضية، في أذهان كل من يشاهد القنوات الفضائية، كمن يقف وراء الشبكة، والرد على الاتهامات التي وجهت لها، وكذا الآليات التي تعمل بها..
* - بداية.. شبكة الشام أبهرت المشاهدين والمتتبعين للأحداث السورية الأخيرة، وطرحت العديد من الأسئلة حول الشبكة ومن يقف وراءها؟
* نحن شباب سوريون، من داخل وخارج الوطن، ابتدعنا إعلامنا تزامنا مع بدء الثورة السورية لمعرفتنا بنظامنا القمعي وما خبرناه منه خلال فترة حكمه كشباب عايشنا واقعا مرا من إعلام مسيس ينطق بما يمليه عليه الرقيب الأمني والتوجه السياسي لنظام الحكم ولا يعبر عن نبض الشارع أبداً، وكذلك مما روى لنا آباؤنا عن تعتيمه الإعلامي وأسلوبه الهمجي بقمع الانتفاضات العديدة التي خرجت على ظلمه واستبداده منذ نشأ بمنتصف القرن الماضي لغاية يومنا هذا، وخصوصا أواخر السبعينيات وبداية الثمانينيات، ابتدعنا إعلامنا لعلمنا الأكيد بأنه لا أحد سيغطي الثورة إن لم نغطها نحن ولن يدعمنا أحد كذلك بإسماع صوتنا ونقل ثورتنا للعالم إن لم نقم نحن بذلك، فقررنا أن نضطلع بهذه المهمة طالبين التوفيق من الله ومعتمدين على جهودنا كشباب سوري من مختلف المشارب والطوائف والمذاهب والإثنيات، أعمارنا بالعشرينات وبداية الثلاثينات، أدواتنا كاميرات الهواتف النقالة وما تيسر من كاميرات التصوير الشخصية وأجهزة الكمبيوتر الثابتة والمحمولة، وسيلة تواصلنا ما وفرته الأنترنت من إمكانيات ومواقع التواصل الاجتماعية لخدمة ثورتنا، دعمنا المادي هو دعم شخصي من أعمالنا ومدخراتنا وليس لنا أي مصادر تمويل أخرى.
*
* - صارت الشبكة مصدرا رئيسيا ومميزا في الأحداث، حتى للقنوات العالمية، وهذا طرح عدة أسئلة، منها ما هي الآلية التي تشتغل بها الشبكة؟
* الآلية التي تعمل بها الشبكة هي آلية بسيطة وتعتمد على التكنولوجيا الحديثة بأدواتها البسيطة وليست المعقدة. وأدواتها بشكل أساسي، اتصال بالشبكة العنكبوتية "الإنترنت" لكل أعضاء الشبكة بمختلف طرقها ابتداءً من ا"لدايل أب" عبر الهاتف الأرضي وانتهاءً بأجهزة "المودم" المعتمدة على البث المباشر عبر الأقمار الصناعية "الثريا نت"، وهذه حالات قليلة موزعة بأماكن رئيسية، وأجهزة هاتف محمولة مزودة بكاميرات بالنسبة للمراسلين وببعض الحالات كاميرات شخصية صغيرة وليست احترافية تعتمد على ما هو متوفر لدى المراسل بشكل طبيعي ضمن حياته الشخصية قبل قيام الثورة، وكذا برامج "كمبيوترية" خاصة بكسر البروكسي لتجاوز حجب المواقع في سوريا نظرا للحجب وكذلك لحماية أعضاء الشبكة في الداخل من كشف أي معلومات عنهم، يقوم المراسلون وهم من الشباب الثائر الطالب للحرية والكرامة، وهذه صفة مشتركة بين كل أعضاء الشبكة بالخروج بالمظاهرات اليومية وتصوير المقاطع ورفعها عبر الانترنت بطرق مختلفة تبعا للظرف،..نقوم بمراجعة الأفلام، ووضع شعار الشبكة عليه ورفعها على موقع اليوتيوب والفيس بوك وإرسالها إلى القنوات الإعلامية العالمية والمنظمات الحقوقية إن كان المقطع يتعلق بهذا الأمر من ناحية إثبات جرائم أو شهادات ضحايا، أما بالنسبة للأخبار فإن القاعدة الأساسية لدينا هي تقاطع الخبر وتواتره من أكثر من مصدر ثلاثة على الأقل، واحد منهم مراسل معتمد لدينا،..فلسفتنا بوضع الشعار، وقد تكون الثورة السورية وشبكة شام على وجه الخصوص هي أول من ابتدعته ما من بين الثورات العربية لعدة أسباب، أهمها، تعزيز المصداقية لدى الجهات الإعلامية بوجود صفة اعتبارية لناقلي الخبر من الداخل السوري وايجاد قناة اتصال معهم، وبالتالي مع تقدم الوقت اعتماد هذه الأفلام باعتبارها صادرة من جهة ذات مصداقية وموثوقة، مما يقلل وقت التأكد من هذه المقاطع وبالتالي يسرع بعرضها وتحقيق الفائدة المرجوة، إضافة إلى تقدير جهود العاملين بالشبكة في الداخل ورفع روحهم المعنوية عندما يرون أن حجم المخاطرة الذي قدموه لتصوير هذه المقاطع لم يذهب هباء وان الجهات الإعلانية تنشر وتقدر جهودهم تحت شعار هم اختاروه واسم هم سموه، وكذا عدم وجود قنوات رسمية مستقلة تدعم الثورة، وبالتالي فإن وجود الشعار يعطي ايحاء بوجود جهد إعلامي كبير يدعم الثورة مما يحقق الرضا لدى شباب الثورة بأن هناك تغطية إعلامية وخصوصا ببدايات الثورة.
*
* في ظل خنق الإعلام الدولي في سوريا من قبل النظام، والسماح فقط لإعلامه الرسمي، وحجب كل ما له علاقة بنقل الحدث، كيف استطاعت الشام أن تنقل ما يجري في سوريا؟
* فيما يتعلق بنقل الأخبار ،فهي تتم بنفس الطريقة عبر الإنترنت والرسائل القصيرة وإجراء المكالمات وشهود العيان الموثوقين لدينا، ونفس آليات التواصل التي ذكرناها سابقا، ويزيد عليها إرسال المقاطع عبر بعض الأخوة المسافرين من الأقارب والأهالي، والأصدقاء.
*
* تميز الشبكة جعل الكثير من المتتبعين يشككون فيما تنقله، ويتهمونها بأنها شبكة مشبوهة، وممولة من قبل أنظمة غربية تريد الفتنة في سوريا، ما تعليقك؟
* بداية، لا أعتقد أن الكثير من المتابعين يتهموننا بأننا مشبوهون بل هي قلة وقلة قليلة تدعم النظام ومنتفعة من وجوده، سواء من السوريين أو من جنسيات أخرى لها ارتباطات مختلفه مع النظام مبنية على المنافع والمصالح، وهذا ستثبته الأيام المقبلة بعد سقوط النظام بإذن الله، الأمر لا يستحق الرد عليه ولكن نقول إن أداءنا هو أداء شباب مخلصين، غيورين على وطنهم، ويطالبون بالحرية والكرامة، وهذا على ما أظن دافع يصنع المعجزات ناهيك عن إنشاء صفحة على الفيس بوك تنقل أخبارا محددة، فهذا أقل ما يمكن عمله لخدمة الوطن وتحقيق هدف كبير مثل الحرية والكرامة، وبالنسبة للتمويل، فهذا أمر عار من الصحة، وسيأتي الوقت المناسب الذي نعلن به عن أشخاصنا ويعلم الناس من نحن ويكتشف أننا شباب لا علاقة لنا بأي جهات دولية أو معارضة أو منظمات حكومية أو غير حكومية، وتمويلنا تمويل ذاتي من مدخراتنا وعوائد أعمال بعضنا، وكذلك قياسا فإن تكاليفنا أصلا بسيطة لا تحتاج إلى تمويل.
*
* إذن أنتم فعلا صوت المعارضة كما يصفونكم؟
* أجبت على هذا السؤال بالمقدمة عند التعريف بأنفسنا، ونؤكد أننا مجموعة شباب سوري حر، شبان وفتيات، ليس لنا أي توجهات سياسية محددة، فرض علينا الواقع أن ننتفض ضد نظامنا القمعي لانعدام الآفاق بوجه مستقبلنا ومستقبل أطفالنا فانتفضنا، ونحن كشبكة شام اخترنا أن نمثل الجانب الإعلامي منه ولا ننسى كذلك هنا أن نذكر الصفحات الإخبارية الأخرى التي تتعاون معنا وتكمل جهودنا كشبكة فلاش وأوغاريت، ولا ننتمي لأي معارضة سورية بالخارج أو بالداخل بغض النظر عن وطنية بعضها أو ميول بعضها الآخر لبعض الدول الغربية أو ممن كانو أزلاما للنظام ومشاركين بجرائمه السابقة واختلفوا معه فانشقوا وأصبحوا يطلقون على أنفسهم صفة المعارضة كرفعت الأسد وأولاده وعبد الحليم خدام، وأتباعه وفريد الغادري ومن لف لفه، أو زهير الصديق المتواطئ مع سعد الحريري ليشهد ضد المجرم بشار بمقابل لا نعلم كنهه ولا ماهيته.
*
* المشاهد يحتار من يصدق، ما ينقله الإعلام الرسمي السوري من أحداث،أو ما تنقله شبكتكم، بسبب الهوة بين الصورتين؟
* بالمختصر المفيد لا يتعدى جملتين، الإعلام السوري الرسمي هو إعلام منافق كاذب لا ينتمي بأي شكل إلى المواطنة ولا للأخلاق و لا للمهنية الصحفية والإعلامية وخائن لكل ميثاق شرف يتعلق بالصحافة والصحفيين، إنه بوق للنظام القمعي، ويتحرك بإملاءات أمنية بحتة ويعتمد على قرارات النظام السياسية بمنع وسائل الإعلام المحايدة من الدخول للوطن، وبالتالي ينفرد بالساحة ليسرد أكاذيبه ويفبرك تمثيلياته المقيتة ليؤكد أخباره الملفقة وليس له أي صدى لدى الشعب السوري والعربي عموما.
*
* ما هي الصعوبات التي تلقتها الشبكة في هذه الفترة، وهل ترى أن الفيسبوك كان نعمة على الشبكة تماما مثل ما كان نعمة على الشعوب العربية؟
* الصعوبات كثيرة، أهمها التضييق على الاتصال بالأنترنت، وقطع الكهرباء عن المدن عند اقتحامها، مما يؤدي إلى تأخر وصول الخبر، والإجراءات الأمنية المشددة للمغادرين للوطن وتفتيشهم ومصادرة كل ما يمكن أن يحتوي على مقاطع فيديو أو تسريبات، إضافة إلى اعتقال الكثير من الناشطين، واستشهاد بعض مراسلينا،..نعم نرى أن الانترنت ومواقع التواصل الاجتماعي كانت نعمة على الثورة السورية بما فيها شبكتنا.
*
ْ
________*التــَّـوْقـْـيـعُ*_________
لا أحد يظن أن العظماء تعساء إلا العظماء أنفسهم. إدوارد ينج: شاعر إنجليزي