سجل حضورك بدمعه و دعوه على فراق أمي
--------------------------------------------------------------------------------
أكتب لأتذكّر وجه أمي
لكل من أوصد بابه الأول لدخول الجنة ، لكل من فقد والدته الحنون ولكل من جفت دموع عينه على فراق أمه أقول :
ليس أصعب من فراق الأم .
فراقه كبير على الكبار فما بال الصغار .
لكل من عق والدته .
لكل من نسي أمه .
لكل من ألهته دنياه عن أمه حية وميته .
أنها هناك تناديك فلا تبخل بدعوة أحوج ما تكون هي لها .
فمــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــا أقس القلوب!!!!!!!!!
نسينا ما فعلته بنا صغارا !!!!!!
حتى خطفها الموت فوا لوعتي وحرقت قلبي ،،،، لقد ذهبت إلى الأبد .
أكتب لأتذكر وجه أمي .
وأرسم لأتذكر وجه أمي .
حينما سئل الرسام العالمي " شاغال " لماذا ترسم أجاب بقوله :" أرسم لأتذكر وجه أمي " وأكاد أقول الشيء ذاته فيما يختص بي ، فأنا أكتب لأتذكر وجه أمي ، وعطف أمي ، وطيبة أمي ، ووداعة أمي ، وكما قال الشاعر العربي القديم :
تذكرت شيئا قد مضى لسبيله ومن عادة المحزون أن يتذكرا
فأنا محزون حزني لا تسعها أرض الله الواسعه لفقدها ،،، أنظر للسماء وللفضاء ،،، وعشقت السماء ،،، فأمضيت جل وقتي وزهرة شبابي بين الأرض والسماء ،،، لعلي أرى كوكب (( الجوزاء )) ،،، أنه هناك فما أجمله من كوكب ،،، إنه يحمل معنى الحياة !!!!
فلم أحب شخصا في حياتي كما أحببت أمي ، ولم أحتاج لشخص في حياتي كما أحتاج لها ،لكننا لا نشعر بقيمة الأشياء إلا لحظة افتقادنا لها ، ولقد شعرت بعد موتها بأنني كمن يبحث عن أبره وسط كومة قش ، أو عن نبع صغير عذب في محيط شاسع الملوحة ،فقد كانت لي أما حنونة ، وجدارا ضخما أستند إليه كلما احتجت إلى سند أو عون أو عزاء ، كان هم قلبها أن يستوي في الأفق بدري ، وكانت دعواتها تضئ ليل حزني ، وتفتح مغاليق عسري ، وضيقي ، وضعفي .
كانت تعرف ما في نفسي كأنني وعاء تستشف ما بداخله ، لقد منحتني حبا لا يستطيع مخلوق أن يطبع منه نسخة أخرى . كانت إذا لمحت الحزن في عيني فزعت ، ولو تأخرت عليها ليلة جزعت ، ولو رأت التوتر، والضيق ، حل بي اغتمت، وبكت ،كانت أمومتها لي وطنا أخضر ، لقد كانت أمي امرأة خارقة لا ينقصها شئ .. إلا .. الموت ، وقد أكملت غصتي بها .
منقول عن موقع