من أخطاء التفكير وعيوبه
لما تخطئ أحيانا بالتفكير في مشكلة ما وتصل إلى حل ورؤية خاطئة لها، على الرغم من أن هنالك أناس غيرك فكروا في نفس المشكلة ثم توصلوا إلى حلها؟
إن السبب يعود إلى هذه العوامل:
1- أن يكون هنالك وهن أو خلل في إمكانياتك الذهنية من خيال، ذاكرة وقدرات على التحليل والتركيب.
2- أن تكون خبرتك(خلفيتك) في هذي المشكلة قليلة وقاصرة.
3- الضغوط الداخلية فإنك قد تخضع لهذي الضغوط فتحرفك عن الوصول إلى الرؤية والحل وهذه الضغوط تتمثل في الهوى، العاطفة، الميول والرغبة. ( إذ نحن نفكر كثيرا بعواطفنا ولا سيما عند ضعف الوازع الأخلاقي وتحلل الشخصي)
4- الضغوط الخارجية فقد تمارس عليك ضغوطا تتحكم مثلا في معاشك ورفاهيتك أو ضغوطا إجتماعية مبنية على الأعراف والتقاليد الخاطئة، فتضطر إلى أن تصل إلى حلول وآراء نصف صحيحة تراعي فيها إعتبارات جهات الضغط.
5- أن تكون المشكلة خاصة لا عامة ففي المشكلة العامة تستطيع أن تستشير جهات عديدة، غير أنك إن كنت تفكر في قضية دقيقة فإن الذين سيساعدونك يكونون قلة.
فكما ترى أنك قد تكون ذكيا، غير أنك لا تقدر حل مشكلة ما، ويوجد شخص آخر أقل ذكاء منك ويتوصل إلى الحل بسبب خبرته وخلفيته.
إذن نحن نستطيع الإستفادة من هذه العوامل في التفكير فعندما نفكر في مشكلة ما نستطيع أن نراجع هذه العوامل لتكون أفكارنا أقرب إلى الصحة أو لنراجع فكرة خاطئة فكرنا فيها وتوصلنا إليها كي نرى مكمن خطأنا فيها وبالتالي التوصل إلى حل المشكلة عينها.
الثقة الزائدة
حديثي هذا سيكون عن الثقة في صحة الأفكار والرؤى الخاصة التي يميز بها كل فرد عن الآخر. لا ريب في أننا بحاجة إلى شيء من الوثوق في صحة أفكارنا والتوجهات التي نعدها صحيحة. غير أن المشكلة تكمن في أننا نزيل إحتمالية الخطأ فيما نراه صوابا ورفع درجة الوثوق فيما أجتهدنا في التفكير فيه إلى درجة ننسى أن أفكارنا هذي قد تكون صائبة أو خاطئة وننسى أيضا أن هنالك أناس آخرين لديهم مثل ما نملك من الذكاء والألمعية ثم يكونون مختلفين معنا في وجهة النظر. ولهذا كان أئمة الفقهاء الأذكياء يقولون: مذهبنا صواب يحتمل الخطأ ومذهب غيرنا خطأ يحتمل الصواب. فهم فرقوا بين العقائد التي لا يصلح معها إلا الوثوق التام و معطيات الإجتهاد التي لا يلائمها إلا الترجيح والإحتمال. إذن نحن نحول الظنيات إلى قطعيات وهذا الذي لا ينبغي فإن الأفكار حتى تظل فعالة يجب أن تكون قابلة للنمو والتجدد وهذه القابلية لا توجد إلا إذا أبقينا الأفكار في دائرة الإحتمال كي نتركها منفتحة على معطيات الخبرة، التجربة والبحوث الجديدة. أضرب مثلا المنتديات وما يجري فيها عندما يكتب أحدنا موضوعا ما فيرد عليه الآخر وما يحصل في هذي الحوارات إذ نضيع أوقاتنا في شرح آرائنا والدفاع عنها وتفنيد آراء خصومنا وكان علينا عوضا عن هذا أن ننقد هذه الآراء وأن نحاول تطويرها لتصبح أكثر دقة واكتمالا.
المصدر= كتاب" خطوة نحو التفكير القويم( ثلاثون ملمحا في أخطاء التفكير وعيوبه)" لـ أ. د. عبدالكريم بكار المفكر الإسلامي.
ْ
________*التــَّـوْقـْـيـعُ*_________