freeman المـديـر العـــام
عدد المساهمات : 19268 تاريخ التسجيل : 05/01/2011 العمر : 64 الموقع : http://sixhats.jimdo.com/
| موضوع: تشكل تضاريس الدماغ 4 الأحد يونيو 19, 2011 2:48 pm | |
| أشكال خارجية
أخرى للدماغ(********)
تكون القشرة الدماغية عند الإنسان وسائر الثدييات الكبيرة مطوية بطريقة معقدة، أما عند الفقاريات الأخرى فدرجة تطوّيها أقل أو معدومة نهائيا.لقد تمكن العلماء بفضل الوسائل التصويرية العصبية الحديثة من اختبار صحة نظرية فراسة الدماغ أيضا، والتي تفترض أن تلافيف القشرة الدماغية أو كمية المادة السنجابية في المناطق المختلفة من الدماغ يمكن أن تكشف عما يتمتع به الشخص من مواهب وقدرات. ويتبين هنا أيضا، أن الربط بين الشكل والوظيفة محفوف بالصعوبات. أما عند الأشخاص الذي يمارسون بانتظام ومثابرة فعّاليات ذهنية وجسدية واضحة المعالم ومنسجمة معا، فإن الربط بين الشكل والوظيفة ليس صعبا.
وخير مثال على ذلك هم محترفو الموسيقى، فهؤلاء الأفراد الذين عليهم القيام بتدريبات صارمة يختلفون كليا عن غيرهم من الأشخاص فيما يتعلق بمناطقهم القشرية الحركية التي تشارك في التحكم في آلاتهم الموسيقية الخاصة. ومع ذلك، فما زالت الفكرة القائمة على أن هناك نماذج تطوٍّ يتميز كل منها بعلاقته الواضحة مع شكل معين من أشكال المواهب والقدرات العقلية التي لا يُحصى عددها، فكرة مخاتلة.
تنوع مُحيّر(*********)
لا يزال أمامنا الكثير من الألغاز لحلها، وأحد هذه الألغاز هو أننا لم نفهم بعد كيف يتخذ كل تلفيف من التلافيف حجما وشكلا مميزا، والأمر هنا لا يختلف بتاتا عن أننا لم نفهم بعد أسس اختلاف شكل الأذن أو الأنف من شخص لآخر. التنوع هو مشكلة معقدة جدا، ولعل النماذج الحاسوبية التي تحاكي التأثيرات الفيزيائية المتبادلة للنورونات أثناء تطور القشرة الدماغية ستكون قادرة ذات يوم على إلقاء الضوء على هذه المعضلة، حتى وإن كانت هذه النماذج الحاسوبية غير ناضجة بعد بسبب الطبيعة المعقدة لتلك التأثيرات الفيزيائية ومحدودية البيانات المتوفرة حول آليات تطور القشرة الدماغية.
ومن جهة أخرى فإن العلماء تواقون بشدة إلى معرفة المزيد عن الكيفية التي تتطور بها القشرة الدماغية، وما يتصدر قائمة أمانيهم هو الرغبة في معرفة الجدول الزمني التفصيلي لَتشكل الارتباطات المختلفة والمتعددة التي تتألف منها منظومة الاتصال الشاملة في القشرة الدماغية. وباستخدام طريقة وسم النورونات في الحيوانات، سوف نصبح قادرين على تحديد الزمن الذي تتطور خلاله الأجزاء المختلفة للقشرة الدماغية داخل الرحم، الأمر الذي سيمكّن العلماء بدوره من تحديد طبقات نورونية معينة وإدخال تعديلات على عملية تطورها مختبريا. وسوف تساعدنا المعلومات المتوفرة حول تتابع مراحل التطور على الكشف عن الأحداث التي ينشأ عنها خلل ما في بنية الدماغ ووظيفته. إن أصناف الأمراض العصبية بأعراضها المتنوعة تنوعا واسعا، كتلك التي نراها في الفصام والتوحد ومتلازمة ويليامز وصرع الطفولة وغيرها من الاضطرابات، يمكن أن تظهر نتيجة لعمليات إمراضية تحدث في مراحل مختلفة من التطور، وتصيب مناطق وطبقات شتى، ومجموعات من النورونات التي تتزامن مراحل نشوئها وهجرتها وتشابكها مع انحراف مسيرة التطور عن مجراها الطبيعي.
من المؤكد أن القوى الميكانيكية لا تؤثر وحدها في تشكيل الدماغ، فقد أثبتت الدراسات المقارنة حول شكل الدماغ أن أدمغة الأشخاص الذين تربطهم صلة قرابة وثيقة تتشابه معا لدرجة أكبر بكثير من درجة تشابه أدمغة الأشخاص الذين لا تربطهم أية صلة قرابة، مما يشير إلى أن النظم الجينية الوراثية تؤدي هي الأخرى دورا في عملية تشكل الدماغ. هذا ومن المرجّح أن تكون العمليات الوراثية هي التي تتحكم في توقيت تطور القشرة الدماغية، في حين أن القوى الفيزيائية البسيطة تنخرط في عملية تشكيل الدماغ أثناء تولّد الخلايا العصبية وهجرتها وتشابكها معا لتكوين وحدة تنظيمية مسيّرة لذاتها. هذا ويمكن أن يساعدنا الجمع بين العوامل الوراثية والعوامل المتعلقة بالقوى الفيزيائية على تفسير الترتيب المدهش للتلافيف الرئيسية عند الأفراد، وكذلك التباين في بنية التلافيف الصغيرة بينهم، وحتى بين التوائم الحقيقية
إن كثيرا من المفاهيم الحالية حول شكل الدماغ قد اكتملت سلسلة أفكارها التي كانت إرهاصاتها بدأت قبل أكثر من قرن من الزمن، بما فيها الفكرة التي تقول بوجود صلة بين شكل الدماغ ووظيفته. وقد أكدت الدراسات المقارنة حول شكل الدماغ التي أجريت على مجموعات من الأصحاء وأخرى من المصابين باضطرابات دماغية، أن المظهر الخارجي للدماغ تربطه علاقة تبادلية بالوظيفة العقلية واضطراباتها.
ولكن حتى استخدام طرائق التصوير المتقدمة في استقصاء الأدمغة، لم يتمكن بَعدُ من تقديم الدعم المطلوب للعلماء لكي يتمكنوا أثناء معاينتهم لدماغ من الأدمغة من معرفة ما إذا كان الأمر يتعلق بقشرة دماغ شخص عبقري أو بقشرة دماغ مجرم. وسوف تساعدنا النماذج الجديدة لتطوّي القشرة الدماغية التي تجمع بين العوامل الوراثية والمبادئ الفيزيائية على توحيد معارفنا حول المورفولوجيا والتطور وطُرق الاتصال، الأمر الذي من شأنه أن يسهم في آخر المطاف في إماطة اللثام عن بعض الأسرار الغامضة التي تكتنف الدماغ.
ْ
________*التــَّـوْقـْـيـعُ*_________ لا أحد يظن أن العظماء تعساء إلا العظماء أنفسهم. إدوارد ينج: شاعر إنجليزي
| |
|