ستظل كل سيناريوهات المستقبل في مجال التعليم تراوح مكانها ما لم يسمح لها بإشارة البدء من ذلك المارد القابع تحت عظام جماجمنا (الدماغ). إنها ثورة تتماسك حلقاتها لحظة بعد لحظة، وتتسع دوائرها يومًا بعد يوم، كما أننا لا نستطيع التنصل من استحقاقاتها، أو الوقوف على الحياد حيال توابعها وتداعياتها.
ومن ينكر أن التربية العربية في أزمة فهو إما جاهل أو مغرض، لذا كان استدعاء إفرازات العلم ومعطياته المتعلقة بأبحاث الدماغ هو من قبيل الكلمة التي تأتي في أوانها، وكما هو مأثور عن أحد المفكرين «كلمة في أوانها أقوى من جيش براياته» إنها من القضايا التي لا تقبل التأجيل، أو الترحيل، خاصة إذا علمنا أن المعلومة التي تتصل بأبحاث الدماغ ويمر عليها عام، تصبح معلومة قديمة حسب تقديرات بعض الخبراء، وساعتها لن نحقق الفائدة المرجوة من المعلومة بعد فوات الأوان، «وكل حكمة متأخرة هي سذاجة متقدمة».
زخم كبير في الدراسات العربية والأجنبية التي ولت وجهها شطر أبحاث الدماغ والتي أمكن تصنيفها على النحو التالي:
- دراسات أولت اهتمامها بالحديث عن القدرات الدماغية وعن الآليات المساعدة على بناء تلك القدرات، كما في دراسة آثر وينتد، ورث وينتر 1996 عن «بناء القدرات الدماغية» ودراسة ريتشارد ليفيتون 2002 عن «بناء العقل».
- دراسات تحدثت عن الإمكانات الهائلة للعقل البشري، وكيفية توظيفها والإفادة منها، كما في دراسة كرستين تمبل 2002 عن «المخ البشري»، ودراسة تريفل جيمس 2006 «هل نحن بلا نظير، عالم يستكشف الذكاء الفريد للعقل البشري.
- دراسات اهتمت بتقديم دليل للآباء والمعلمين لاستثمار السنوات الأولى للطفل في بناء قدراته الدماغية، كما في دراسة كاثى ف. ننلى 2006 عن «دماغ التلميذ دليل للآباء والمعلمين، ودراسة ديين دودج، كيث هيرومن 2010 عن «بناء دماغ طفلك، دليل للآباء والأمهات».
- دراسات اهتمت بتوظيف أبحاث الدماغ في تنمية المواهب العلمية والقدرات الإبداعية والنواحي الوجدانية والمنطقية، كما في دراسة صفاء الأعسر وآخريات 2005 عن «العقل وأشجاره السحرية، كيف تنمي الذكاء والإبداع والوجدان السليم..» ودراسة دي بونو 2007 عن كيف يعمل العقل إبداعيًا ومنطقيًا ورياضيًا» ودراسة يوسف قطامى ومجدي المشاعلة 2007 عن «الموهبة والإبداع وفق نظرية الدماغ» ودراسة حمدان إسماعيل 2010 عن «الموهبة العلمية وأساليب التفكير، نموذج لتعليم العلوم في ضوء التعلم البنائي المستند إلى المخ».
- دراسات اهتمت بنقل وتوطين إفرازات أبحاث الدماغ مع بعض المواد الدراسية، ومن هذه الدراسات دراسة عبداللطيف أبو بكر 2008 عن أثر تدريس القراءة في ضوء الاتجاهات الحديثة لأبحاث الدماغ..» ودراسة عبداللطيف أبو بكر 2010 عن «منظومة التعليم في سلطنة عمان، دراسة تقويمية في ضوء الاتجاهات الحديثة لأبحاث الدماغ»، ودراسة مجدي المشاعلة 2010 عن «توظيف أبحاث الدماغ في حفظ آيات القرآن الكريم».
- دراسات اهتمت بالأثر الفاعل لعمل الدماغ على النواحي الجنسية لدى كل من الرجل والمرأة على حد سواء، كما في دراسة ميليـا هاينز 2008، عن «جنوسة الدماغ».
- دراسات اهتمت بتوظيف نتائج أبحاث الدماغ في علاج صعوبات التعلم على وجه الخصوص، كما في دراسة سليمان عبدالواحد 2007، عن «المخ وصعوبات التعليم».
وأخيرًا دراسات ركزت على استدعاء نتائج أبحاث الدماغ إلى غرفة الصف، وبناء التعليم المستند إلى أبحاث الدماغ إلى غرفة الصف، وبناء التعلم المستند إلى أبحاث الدماغ، ومن هذه الدراسات دراسة محمد حسين 2003، عن «تربويات المخ البشري»، ودراسة ناديا السلطى 2004، عن «التعلم المستند إلى الدماغ»، ودراسة كارين د. أولسن، وسوزان ج. كوفاليك 2004، عن «تجاوز التوقعات، دليل المعلم لتطبيق أبحاث الدماغ في غرفة الصف» ودراسة إيريك جينسن 2007، عن «التعلم المبني على العقل» ودراسة إيريك جينسن 2010 أيضًا، عن «كيف توظف أبحاث الدماغ في التعليم». ودراسة عبداللطيف أبو بكر (تحت الطبع) عن «أبحاث الدماغ، رؤية مستقبلية لتطوير منظومة التعليم».
ومن أهم الدراسات التي نود أن نفرد لها مساحة من خلال هذه المقالة دراسة كارين د.أولسن وسوزان ج. كوفاليك (2004) وعنوانها: تجاوز التوقعات، دليل المعلم لتطبيق أبحاث الدماغ في غرفة الصف.
ْ
________*التــَّـوْقـْـيـعُ*_________
لا أحد يظن أن العظماء تعساء إلا العظماء أنفسهم. إدوارد ينج: شاعر إنجليزي