freeman المـديـر العـــام
عدد المساهمات : 19334 تاريخ التسجيل : 05/01/2011 العمر : 64 الموقع : http://sixhats.jimdo.com/
| موضوع: نحو إدماج فعال للعب التربوي في منظومة التعليم 6 الأحد يونيو 19, 2011 3:58 pm | |
|
4) شروط توظيف اللعب التربوي:
*************************************
إن بناء الدرس وفق أسلوب التعلم باللعب يقتضي مراعاة مقاييس محددة في اللعبة التربوية المختارة:
أ) أن يكون لها هدف تعليمي محدد و في نفس الوقت مثيرة و ممتعة.
ب) قواعدها سهلة وواضحة.
ج) مناسبة لخبرات و قدرات و ميول المتعلمين.
د) مستمدة من بيئتهم و محيطهم.
وحتى تتوافر هذه المقاييس لا بد من دراية مسبقة لدى المدرس بالخطوات الواجب اتباعها لتصميم و استخدام أية لعبة تربوية, وهو ما قام به الدكتور محمد محمود الحيلة في كتابه "الألعاب التربوية و تقنيات إنتاجها" على الشكل الآتي :
1) تحديد الهدف العام للعبة:
لأن ذلك يساعد على اختيار محتوى اللعبة و أدواتها و أسلوب تقديمها بشكل يلائم استعدادات المتعلم و دوافعه و قدراته, كما يساعد على تحديد خطوات سير اللعبة مما يمكن من بلوغ الأهداف المتوخاة بأقل جهد و في أقصر وقت.
2) تحديد خصائص الفئة المستهدفة:
أي مراعاة الخصائص الفسيولوجية و الاجتماعية و التربوية/المعرفية للمتعلمين , بالإضافة إلى مراعاة خبراتهم السابقة.
3) تحليل المحتوى التعليمي الذي تنطلق منه اللعبة:
يتم تحليل المحتوى التعليمي ( الدرس) من جميع جوانبه " مفاهيم, حقائق, إجراءات, مهارات…" من أجل توضيحها في اللعبة.
4) تحديد النتائج المتوقع من المتعلمين بلوغها:
و ذلك من خلال وصف تفصيلي لما يتوقع من المتعلم تحصيله أو القيام به بعد اللعبة .
5) تحديد الاسترتيجية المستعملة في اللعب:
و يقتضي ذلك مراعاة حجم المجموعة , وتحديد عدد المشاركين , و تحديد الزمن الملائم لممارسة اللعبة في ضوء قواعد محددة.
6) وضع مخطط للعبة و تجريبه قبل المرور إلى التنفيذ:
ويتطلب ذلك إخراج اللعبة في شكل فني بحيث تكون أداة لإثارة دافعية المتعلم للعب ومن ثم للتعلم, كما يتوجب أن تكون الرسالة التي تحملها اللعبة مثيرة للتفكير و ليست ملقنة للمعلومات.
و بعد الانتهاء من الإعداد, لا بد من تجريبها على عينة من المتعلمين للحصول على تغذية راجعة فورية تفيد في تعديل قوانين اللعبة مثلا, و لتحديد التكلفة الزمنية بدقة وهو ما يخلص اللعبة من العفوية و الارتجال أثناء التنفيذ.
7) تنظيم البيئة الصفية و تنفيذ اللعبة:
و يشمل ذلك إعداد الفصل بشكل يتناسب مع استراتيجية اللعبة, ثم إجراؤها مع الحرص على الإشراف المستمر دون التدخل المباشر.
التقويم و المتابعة:
و ذلك ضمانا لفعالية اللعبة في تحقيق الهدف المحدد, وزيادة فاعلية التعلم(9) .
إن هذه المقاييس و الشروط هي ما يمنح اللعب قيمته التربوية, ويمكنه من إحداث التأثير الجيد على سلوك المتعلم, كما يعين المدرس على إدارة الموقف التعليمي إدارة ذكية تقوم على التوجيه المشوق نحو الهدف المطلوب.
5) أنواع الألعاب التربوية:
***************************
يمكن حصر أهم الألعاب التربوية في الأصناف التالية:
أ) ألعاب المجسمات: كالدمى, و أشكال الحيوانات, و العرائس, و الآلات, وأدوات الزينة…
ب) الألعاب الحركية: كألعاب الرمي, و القذف, و التركيب, و السباق, و التوازن, والتأرجح, و ألعاب الكرة…
ج) ألعاب الذكاء: كالألغاز, و حل المشكلات, و الكلمات المتقاطعة…
د) الألعاب الغنائية: كالأناشيد, و الغناء التمثيلي…
ه) الألعاب التمثيلية: كتقمص الشخصيات, و التمثيل المسرحي, و الميم, واللوحة التعبيرية.
6) ألعاب الفيديو والحاسوب:
******************************
يثير الاكتساح المهول لألعاب الفيديو و الحاسوب مخاوف كثير من المهتمين بالطفولة و التربية لعدة أسباب منها:
- صدور هذه الألعاب عن بيئة تخالف بيئة الطفل المسلم دينيا و أخلاقيا و سلوكيا.
- غفلة الأسرة و الأجهزة الرقابية .
- سهولة انتشارها و تداولها بفضل القرصنة و نسخ و تعديل الأشرطة.
فهذه الألعاب التي أسرت عقول الصغار في شتى أنحاء العالم ينحصر محتواها العام في الحروب و المعارك القتالية, و الرياضات بشتى أنواعها, و تعليم الموسيقى و الرقص.
و من المفارقات في هذا الباب أن الدول المنتجة و المصدرة لهذه الألعاب أحدثت أجهزة رقابية خاصة- كهيئة تقييم البرامج الترفيهية بأمريكا - مهمتها مراقبة محتوى كل لعبة , و مدى ملاءمته للفئة العمرية المستهدفة, وسن عقوبات في حق المروجين للألعاب المحرضة على العنف و الإباحية, كما أن الرأي العام بدوره يساهم في هذه الرقابة من خلال رفع دعاوى قضائية على الشركات المنتجة لبعض الألعاب المنحرفة!.
أما في البلدان العربية و الإسلامية فإن الوضع غير مطمئن بتاتا, فقد بلغ الإدمان على هذه الألعاب حدا خطيرا , حيث خلفت آثارا صحية و نفسية تنذر بميلاد أجيال مشوهة !
وهو ما حذا بخبراء التربية إلى المناداة بضرورة تهذيب هذه الألعاب وتوجيهها لخدمة المسار التعليمي للطفل و الراشد على السواء. حيث صدر بالولايات المتحدة الأمريكية كتاب بعنوان: "كيف تساعد ألعاب الكمبيوتر في تعليم الأطفال"(2006) وهو عبارة عن دراسة مبنية على عشرسنوات من البحث في التكنولوجيا و علم الألعاب يدعو من خلالها" ديفيد شيفر"أستاذ التربية بجامعة ويسكونسن الأمريكية إلى توظيف التكنولوجيا الجديدة لإعداد الناشئة للتعلم و التفكير و الحياة في عالم متطور و معقد من خلال ما يسميه ب" الألعاب الابستيمية"-أي المعرفية- وهي عبارة عن ألعاب يدخل الطفل من خلالها في عالم افتراضي شبيه بالواقع, ويؤدي مهمات تتطلب مهارات عقلية كالتحليل و التركيب و الاستقصاء و حل المشكلات.
التي تطوعت "Initiative Serious Games"I.S.G نفس المبادرة سعت إليها منظمة لتوفير ألعاب تعنى بتقديم المعارف, و غرس القيم و الأخلاق الحميدة.
إلا أن المؤيدين لهذه البدائل يعترفون بصعوبة إدماج هذه الألعاب في المساقات التعليمية , لأن المدرسة بصيغتها الحالية غير مؤهلة لتبنيها, وهو ما يجعل التجديد القادم للتربية في عصر العولمة الرقمية يتحقق خارج أسوار المدرسة التقليدية!
خــلاصـة:
إن صمود المدرسة في عالم متغير ومعقد , و استمرارها في أداء وظيفتها كحارسة للقيم , و مسؤولة عن تشكيل هوية الطفل رهين بقدرتها على الاستقطاب و الاحتواء , و التكيف بصورة جذرية مع الطفرة التكنولوجية.
لذا فإن التغيير المنشود لا يتطلب تعديلا في المناهج و الطرائق بقدر ما يتطلب قناعة راسخة بمحورية الطفل , و بضرورة تصميم المواقف التعليمية بما يناسب حاجاته و تطلعاته.
إن الدعوة إلى الإدماج الفعال لأسلوب التعلم باللعب خطوة أولى نحو الاستثمار الجيد لقدرات و طاقات أطفالنا مما يعزز ثقتهم بجدوى التعلم في فضاء يوشك أن يتداعى تحت قصف العولمة!!
ْ
________*التــَّـوْقـْـيـعُ*_________ لا أحد يظن أن العظماء تعساء إلا العظماء أنفسهم. إدوارد ينج: شاعر إنجليزي
| |
|