الحق في الانتخاب والحق في الترشيح
مقدمة: تعتبر الانتخابات وحرية المشاركة فيها ترشيحاً وتصويتاً من إحدى الحقوق الأساسية والسياسية المكفولة دستورياً لجميع المواطنين في الدول الديمقراطية ، وإبرازاً لأهميتها فقد نصت القوانين والمواثيق الدولية على هذا الحق ومنها الإعلان العالمي لحقوق الإنسان في المادة (21) فقرة (1،3) والتي نصت على أن : " لكل شخص حق المشاركة في إدارة الشئون العامة لبلده إما مباشرة وإما بواسطة ممثلين يختارون بنزاهة وحرية " . " إرادة الشعب هي مناط سلطة الحكم ، ويجب أن تتجلى هذه الإرادة من خلال انتخابات نزيهة تجري دورياً بالاقتراع العام وعلى قدم المساواة بين الناخبين، وبالتصويت السري ، أو بإجراء مكافئ من حيث ضمان حرية التصويت. فالانتخابات هي تعبير عملي يجسد مفهوم " الشعب مصدر السلطات الشرعية " وكما جاء في مقدمة قانون الانتخابات الفلسطيني لعام 1995م "الانتخابات حق وواجب يفرضه شرف المواطنة والانتماء للوطن والاحتكام لإرادة الشعب وخياره الديمقراطي ويأتي هذا القانون لبيان حقوق وواجبات للمواطنين دون أن يقيدهما بأية قيود " . كما نصت عليه المادة (2) من القانون الأساسي الفلسطيني " بأن الشعب مصدر السلطات ويمارسها عن طريق السلطات التشريعية والتنفيذية والقضائية على أساس مبدأ الفصل بين السلطات وعلى الوجه المبين في هذا القانون الأساسي " . مفهوم الانتخابات في مجتمع ديمقراطي ارتبط مفهوم الانتخابات بتطور مفهوم الحكم الديمقراطي والذي اتخذ على مر العصور أشكالاً عدة لعل أبرزها وأكثرها شيوعاً في وقتنا الحاضر: - الديمقراطية المباشرة: وهي أن يحكم الشعب نفسه مباشرة دون وجود مندوبين أو نواب عنه. - الديمقراطية الغير مباشرة أو التمثيلية: وهي أن ينتخب الشعب نواب ليحلوا محله ويفوضهم لفترة زمنية محددة ضمن إطار محدد لإدارة شئون المجتمع ووضع السياسات العامة والقوانين التي تنظم العمل. من هنا فالانتخابات الوسيلة العملية التي يمارس من خلالها المواطنون والشعب حقهم في إدارة ومساءلة وحكم مجتمعاتهم كونهم مصدر السلطات ، من خلال اختيارهم للأشخاص الذين يتم تفويضهم وإعطائهم الصلاحية والشرعية لإتخاذ القرارات ورسم السياسات العامة للدولة ، وعلى الرغم من أن الانتخابات شرط أساسي للعملية الديمقراطية والنظم الديمقراطية إلا أنها تحدث أيضاً في الدول الديكتاتورية والاستبدادية على حد سواء ، وهنا تكون شكلية فقط لتغريس سلطة الحزب الواحد في تلك الدول. مزايا الانتخابات تتسم عملية الإنتخابات بمجموعة من الميزات الإيجابية والضرورية لنجاحها تتمثل بـ : - الانتخابات هي مصدر الشرعية القانونية للسلطة المنتخبة والتي تستمدها من المواطنين. - تعتبر الانتخابات من الوسائل الفعالة لتوسيع زيادة نطاق المشاركة الشعبية وإفساح المجال لكل مواطن باستخدام حقه في التعبير عن رغبته في اختيار المسئولين الأكفاء حسب وجهة نظره والمساهمة في العملية السياسية في مجتمعه. - تعتبر الانتخابات وسيلة فعالة لتقوية الشعور بتحمل المسئولية لدى الأعضاء المنتخبين والمواطنين وأنهم ملزمين بإرضاء ناخبيهم الذين صوتوا لصالحهم في الانتخابات والذين تحكموا بمستقبلهم السياسي. - تساعد الانتخابات على تعزيز شعور المواطن بأهميته وكرامته وانتماءه للمجتمع وفرصة للتعبير عن رأيه حول ما يدور في مجتمعه. الانتخابات ضرورة شرعية : تعقد الانتخابات على مستويات عدة ، فقد تعقد في الجامعات، الأندية، الجمعيات، النقابات المهنية، الانتخابات على مستوى المجالس البلدية والقروية ، انتخابات مجالس أولياء أمور الطلبة في المدارس وحتى في الفصل الواحد ، ولكل هذه الانتخابات شروطها وقوانينها الخاصة التي تحددها وتضع الضوابط لها ، فالانتخابات العامة تتم على مستوى الدولة كإنتخاب رئيس الدولة وإنتخاب أعضاء المجالس التشريعية أو البرلمانية ، حسب ما يحددها الدستور في تلك الدول وعادة ما تكون دورية منتظمة ، هذا ما يجري عليه الحال في نظام الدولة الديمقراطي من أجل إعطاء الفرصة لأحزاب المعارضة للوصول إلى الحكم ، فغالبية الدول تجري فيها الانتخابات كل أربع أو خمس سنوات لضمان الدورية والتغيير ، وعندنا المجلس التشريعي هو السلطة التشريعية المنتخبة ويتولى مهامه التشريعية والرقابية في المرحلة الانتقالية على الوجه المبين في هذا القانون. أما في الدول ذات النظام البرلماني قد يحجب المجلس التشريعي الثقة عن الحكومة فتجرى انتخابات مبكرة وعاجلة ، وفي بلدان أخرى رئيس الدولة يكون له صلاحية حل البرلمان والدعوة لانتخابات مبكرة عن موعدها إذا احتاج الأمر ذلك. الحق في المشاركة في الانتخابات: عادة جميع مواطني الدولة ممن استوفوا الشروط القانونية لهم الحق في المشاركة في الانتخابات العامة تصويتاً وترشيحاً حسب القوانين المتفق عليها ، وقد تختلف شروط المشاركة في الانتخابات العامة من دولة لأخرى طبقاً للظروف الاقتصادية والاجتماعية والتراكمات التاريخية لتلك الممارسة ، وفي النظم الديمقراطية يشارك جميع مواطني الدولة في الانتخابات دون تمييز على أساس ديني طائفي جنسي اقتصادي أو غير ذلك من الفروق ، وغالباً ما يقوم الناخبين بالاختيار والتصويت للمرشحين وفقاً لمؤهلاتهم المهنية وليس لاعتبارات أخرى ، غير أن هناك قوانين في دول أخرى تنظم عملية الانتخابات بقيود تتعلق بالجنسية السن الأهلية والعقلية. أنواع الأنظمة الانتخابية: تتنوع النظم التي تحدد شكل الإنتخابات من دولة لأخرى ، وإختيار النظام الإنتخابي يتم بمقتضى تشريع خاص ، تقره السلطة التشريعية