freeman المـديـر العـــام
عدد المساهمات : 19334 تاريخ التسجيل : 05/01/2011 العمر : 64 الموقع : http://sixhats.jimdo.com/
| موضوع: فرنسا كانت تعلم أن بقاءها لن يدوم في الجزائر الثلاثاء مايو 08, 2012 11:56 pm | |
| خمسون سنة تمر على خروج المستعمر الفرنسي من الجزائر، وهو ليس بالوقت الكبير مقارنة مع الحقبة التي قضتها والتي فاقت مائة وثلاثون سنة، إلا أن بعضا من أبنيتها التي شيّدتها بولاية بجاية، انهارت ومنها من يوشك على الانهيار، بالرغم من أن هناك بنايات أقدم منها لم تحرك ساكنا لغاية الآن، ومن ذلك قصور وقلاع العثمانيين، إذ لم تعمر كتلك المنشآت الأخرى، مما يجعل المرء يتساءل، إن كانت فرنسا تعلم بأنها لن تطيل البقاء بالجزائر، رغم قناعتها بأن هذه الأخيرة فرنسية؟، أم أنها كانت تعلم نوايا الجزائريين بمقاومتها حتى النهاية.
الهندسة المعمارية الفرنسية متينة لكنها تحتاج إلى ترميم
وللإلمام بالموضوع، حدثنا السيد"ج. نبيل" وهو مهندس معماري بالمنطقة، وصرح لنا أن الهندسة المعمارية الفرنسية معروفة بمتانتها، ويتجلى ذلك بمنشآتها المتواجدة بترابها، إلا أن السبب في عدم تماسك بعضها ببجاية، يرجع إلى عدم ترميمها وهو ما جعلها عرضة للانهيار، ضف إلى ذلك العوامل الطبيعية التي تتراكم أثارها مع مرور الزمن وتتقادم، حيث أن العمر الزمني لأي منشأة منذ بنائها لغاية أول صيانة لها هو حوالي مائة سنة، باستثناء الظروف الخاصة كالكوارث الطبيعية، إلى جانب تعرضها لبعض الحوادث المنزلية كالحرائق والإنفجارات وغيرها، وهو الأمر الذي يتطلب استصلاحها في كل مرة. وأكّد محدثنا، أن معظم هذه المباني مستغلة للسكن، وهو ما يجعل تدعيمها أمرا ضروريا كي تقاوم، خصوصا وأنها بنيت في زمن لم يكن يعرف فيه البناء المقاوم للزلازل، وبما أن مدينة بجاية عرفت في الآونة الأخيرة موجات زلزالية بعضها كان عنيفا، فقد أثرت سلبا على هذه البنايات. وبخصوص المباني العثمانية التي لم تتأثر بكل هذه العوامل الطبيعية، أجاب محدثنا، أن تلك المباني غير مسكونة، ووجهت لأغراض سياحية، فمنها من حُوّل إلى متاحف وأخرى إلى معالم أثرية، تخدم السياحة بالدرجة الأولى، وكانت تحظى بالمرتبة الأولى من حيث الاهتمام والصيانة.
فرنسا لم تهمها مصلحة الجزائريين يوما
أحد شيوخ المنطقة ومجاهديها، أكد أن فرنسا كانت تضع مخططات لم تكن على المدى الطويل، بل كانت متوسطة المدى، ويتجلى ذلك من خلال طرقاتها، التي بقيت لليوم شاهدة على ذلك، حيث لا تتسع لمرور سيارتين أو شاحنتين معا، والسبب أنها كانت تفكر فقط في كيفية نقل ثروات الجزائر إلى الموانئ التي شيّدتها، لتشحن إلى المصانع المتواجدة في أراضيها، ولأنها لم تهتم للتزايد السكاني في تلك الفترة، وما كانت ترتكبه من مجازر في حق الجزائريين. كما أن أبنيتها التي شيّدتها كمحطات مؤقتة فقط، لم تكن بتلك الصلابة كتلك التي بنيت على التراب الفرنسي، كما أن معظمها كان يسكنها معمرون من جنسيات مختلفة، يبحثون عن الاسترزاق في الجزائر.
ويبقى الوجود الفرنسي في جزائرنا الحبيبة مجرد ذكرى، لا تمحى بزوال مبانيها وانهيارها، لأن الكل يحفظ ما فعلته بهذا البلد وأبنائه، حتى ولو لم يعايش تلك الفترة، لأن التاريخ يعيد نفسه، ويرونه في أشكال استعمارية أخرى وفي دول أخرى، لأن الجزائريين لن يرضوا بأي شكل من أشكال الاحتلال، لا لشيء إلا لأنهم أخذوا العبرة من المائة وثلاثين سنة، التي قضاها الاستدمار الفرنسي في الهدم والتخريب.
ْ
________*التــَّـوْقـْـيـعُ*_________ لا أحد يظن أن العظماء تعساء إلا العظماء أنفسهم. إدوارد ينج: شاعر إنجليزي
| |
|