freeman المـديـر العـــام
عدد المساهمات : 19334 تاريخ التسجيل : 05/01/2011 العمر : 64 الموقع : http://sixhats.jimdo.com/
| موضوع: تعريف التفكير الثلاثاء مارس 26, 2013 10:32 am | |
| جاء في لسان العرب الفَكر والفِكر :إعمال الخاطر في الشيء. وجاء في المعجم الوسيط فَكَر في الأمر ـ فَكراً: أعمل العقل فيه ورتب بعض ما يعلم ليصل به إلى مجهول. و(أفكَرَ) في الأمر: فكر فيه ،فهو مفكر. و(فكّرَ) في الأمر : مبالغة في فكر وهو أشيع في الاستعمال من فَكَر وـ في المشكلة : أعمل عقله فيها ليتوصل إلى حلها فهو مفكر.(موقع عجيب/ المعاجم العربية ،2003م : http://lexicons.ajeeb.com) والتفكير مفهوم غامض لا نستطيع أن نراه أو نلمسه ولو فتحنا المخ رأينا كتلة من المخ ولن نرى تلك السيالات العصبية أو الإشارات التي تنتقل من عصيبة إلى عصيبة داخل الدماغ مثل الكمبيوتر، فالتفكير خليط من عمليات نفسية وكيميائية وعصبية متداخلة مع بعضها وهذا الخليط ينتج عملية التفكير. (فخرو، 2000م) ويُعرف ديبونو (42,1989، De Bono) التفكير بأنه " استكشاف قدر ما من الخبرة من أجل الوصول إلى هدف، وقد يكون ذلك الهدف الفهم أو اتخاذ القرار، أو التخطيط ،أو حل المشكلات أو الحكم على شيء ما ". ويتألف التفكير من ثلاث مكونات هي :
1-العمليات المعرفية المعقدة مثل (حل المشكلات) والأقل تعقيداً (الملاحظة والمقارنة والتصنيف) وعمليات توجيه وتحكم فوق معرفية. 2- المعرفة الخاصة بمحتوى المادة أو الموضوع. 3- الاستعدادات والعوامل شخصية (اتجاهات، موضوعية، ميول).
وهناك حاجة للتفريق بين مفهومي (التفكير ومهارات التفكير)، ذلك أن التفكير عملية كلية نقوم عن طريقها بمعالجة عقلية للمدخلات الحسية والمعلومات المسترجعة لتكوين الأفكار أو استدلالها أو الحكم عليها وهي عملية تتضمن الإدراك والخبرة السابقة والمعالجة الواعية والاحتضان والحدس وعن طريقها تكتسب الخبرة معنى. أما مهارات التفكير: فهي عمليات محددة نمارسها ونستخدمها عن قصد في معالجة المعلومات مثل : مهارات تحديد المشكلة، إيجاد الافتراضات غير المذكورة في النص، أو تقييم قوة الدليل، أو الادعاء. والعلاقة بين التفكير ومهارات التفكير كالعلاقة بين لعبة كرة المضرب وما تتطلبه من مهارات، مثل رمية البداية، الرمية الإسقاطية....الخ ويسهم كل منها في تحديد مستوى اللعب وجودته ،وكذلك التفكير يتألف من مهارات متعددة تسهم إجادة كل منها في فاعلية عملية التفكير..(جروان : 1999م، 35) [عدل] كيف ننمي التفكير
هناك برامج عالمية تعمل على تنمية التفكير، فقد أورد فخرو (2000م) " أن فنزويلا تنبأت إلى هذا الأمر، وعملت عام 1979م وزارة في الدولة لتنمية الذكاء الإنساني، وفي عام 1999م وأجرت الولايات المتحدة الأمريكية دراسات عن مخرجات الثانوية العامة في فنزويلا لأن جميع الطلبة درسوا على مدار اثنتي عشرة سنة مقررات إجبارية في تعليم التفكير ،فوجدوا أن درجات ذكاء الطلبة مرتفعة وأن تفكيرهم عال جداً، كذلك استخدمت حكومة الكيان الإسرائيلي مقررات إجبارية لتعليم التفكير في المجال التربوي والعسكري ،فهم يعلمون التفكير لأهم شريحتين في المجتمع : الطلبة والجنود ". وقد يتم تعلم التفكير في مقررات خاصة، أو مندمجاً في المقررات الدراسية ،وفي هذا البحث تُدرس مهارات التفكير مدمجة في وحدة الدولة الأموية بمقرر التاريخ للصف الثاني المتوسط. [عدل] أهمية تعليم التفكير
اهتم الإسلام اهتماماً شديداً بالعقل والتفكير، وكلما بحثنا في القرآن الكريم وجدنا أنه يحتوى على الكثير من الإشارات التي تتعلق بالفكر، يقول الله سبحانه وتعالى (لَوْ أَنزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَّرَأَيْتَهُ خَاشِعاً مُّتَصَدِّعاً مِّنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ...) البقرة ،آية 269 ،وفي تأكيد الحكمة وفضلها قوله تعالى وقوله تعالى (يُؤتِي الْحِكْمَةَ مَن يَشَاءُ وَمَن يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْراً كَثِيراً وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُواْ الأَلْبَابِ... (الحشر، آية21 . أن هذه الآيات تؤكد على أن التفكير فريضة إسلامية، وأن العقل الذي يخاطبه الإسلام هو العقل الذي يعصم الضمير ويدرك الحقائق ويميز بين الأمور ويوازن بين الأضداد ويتدبر ويحسن الإدراك والرؤية. كما أن القرآن الكريم لا يذكر العقل إلا في مقام التعظيم والتنبيه إلى وجوب العمل به والرجوع إليه، ولا تأتي الإشارة إليه عارضة ولا مقتضبة في سياق الآية، بل هي تأتي في كل موضع من مواضعها مؤكدة جازمة باللفظ والدلالة، وتتكرر في كل معرض من معارض الأمر والنهي التي يحث فيها المؤمن على تحكيم عقله أو يلام فيها المنكِر على إهمال عقله، وقبول الحَجْر عليه. (العقاد، د.ت ،17)
يقول مفكر ياباني " معظم دول العالم تعيش على ثروات تقع تحت أقدامها وتنضب بمرور الزمن، أما نحن في اليابان فنعيش على ثروة فوق أرجلنا تزداد وتعطي بقدر ما نأخذ منها ".. (واحات تربوية، 2003م : http://www.e-wahat.com) ويذكر جروان (1999م، 18، نقلاً عن:Whitehead,1967) : "إن ما تعلمته يكون عديم الفائدة لك ما لم تضع كتبك وتحرق مذكرات محاضراتك، وتنسى ما حفظته عن ظهر قلب للامتحان ". وهذا يعني أن الثمار الحقيقية للتعلم هي العمليات الفكرية الناتجة عن دراسة أي فرع من فروع المعرفة، وليست المعلومات المتراكمة نتيجة لدراسة ذلك الفرع.
وقد بلغ الاهتمام بتعليم التفكير في السنوات الأخيرة مستوى غير مسبوق، وزاد الوعي العام بموضوعه زيادة واضحة، يعلق جابر(1996م ،د.ص) على أهمية التفكير بقوله :" وإبرازاً لأهميته نجده في الأدبيات التربوية، وفي المؤتمرات، وفي تطوير المواد التعليمية، وفي تدريب المعلمين وإعدادهم، وفي تنمية أعضاء هيئة التدريس بالجامعات. فهو هدف تربوي أساسي، ومن أساسيات القرن الحادي والعشرين التي ينبغي أن تتضمن مع القراءة والكتابة، التدريب على مهارات الاتصال وحل المشكلات ومحو الأمية العلمية والتكنولوجية وأدوات التفكير التي تمكننا من فهم العالم التكنولوجي من حولنا، لقد كان تعليم النخبة يستهدف تنمية مهارات التفكير، ولكن الأولوية الآن تضمن هذه الجوانب في المنهج التعليمي الذي يتعلمه جميع الطلاب ليصبحوا مفكرين أكفاء".
ويصف فخرو (2000م) مدى حاجة مجتمعاتنا العربية والإسلامية إلى الاهتمام بالتفكير بقوله :" نحن في أمس الحاجة إلى إعمال العقل واستخراج الطاقات الإبداعية الكامنة وتفعيل دور العقل تفعيلاً أكبر مما عليه الآن، وهذا يحتاج إلى تضافر الجهود الفردية والمؤسسية في المجتمع من أجل الرقي بالإنسان ومن أجل تحقيق أهداف المجتمع.وقد تعالت صيحات المربين وأولياء الأمور، ليس في الوطن العربي فقط بل في كثير من الدول الغربية ،بشأن عدم مناسبة مخرجات التعليم مع ما يصرف عليه من الأموال الضخمة لا كماً ولا كيفاً.وهذه الصيحات نتيجة طبيعية لما يمارس في المدارس ،حيث إن أهم أهداف التعليم هو تنمية مهارات التفكير العليا ،في حين أن المعلمين يكتفون بتعليم محتوى معين فقط دون أن يرافقه نمو في التفكير ". [عدل] أسباب تعليم مهارات التفكير
التفكير نشاط طبيعي، لا يستغني عنه الإنسان في حياته اليومية ولكن قد يتساءل البعض : هل يحتاج الإنسان أن يتعلم كيف يفكر ؟ أو ليس الإنسان مفكراً بطبيعته؟ والجواب على ذلك أن الإنسان في حاجة إلى تعليم طرق التفكير، والتدريب على مهاراته كحاجته لأن يتعلم كيف يتكلم وكيف يعامل الناس. ويرى كثير من علماء النفس أن الطفل يتعلم الكثير من التفكير قبل أن يدخل المدرسة من أسرته ولكن على رجال التربية إيجاد الظروف التي تعمل على تطوير مهارات التفكير إلى أن تصل إلى حد الإتقان والتفنن والاستخدام الفعال. (فخرو ،2000م، د.ص)
يشير كنعان (2000م ،171) إلى أن التعلّم الفعال لمهارات التفكير حاجة تفرضها تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في شتى مناحي حياة الإنسان ،والنجاح في مواجهة هذه التحديات يعتمد على كيفية استخدام المعرفة وتطبيقها ،كما أن عصر التغيرات المتسارعة يفرض على المربين التعامل مع التربية والتعليم على أنهما عمليتان مستمرتان، لأنهما تستمران مع الإنسان كحاجة ضرورية لتسهيل تكيفه مع المستجدات، والتكيف معها يستدعي تعلم مهارات جديدة، واستخدام المعرفة في مواقف جديدة ،ويعدد (كنعان) الأسباب التي تحتم على المؤسسات التعليمية الاهتمام المستمر بتوفير الفرص الملائمة لتطوير مهارات التفكير لدى الطلبة بصورة منظمة وهادفة وهذه الأسباب هي :
1-إعداد الأنسان إعداداً صالحاً لمواجهة ظروف الحياة العملية ،بحيث يتاح له المجال لاكتساب المهارات التي تجعله قادراً على تخاذ القرارات أو إيجاد الحلول للمشكلات التي تطرأ على حياته.
2-حاجة المجتمعات الصناعية والمجتمعات النامية إلى تأهيل أبنائها بمهارات القدرة على التفكير في أثناء أداء المهنة، حتى يتمكنوا من إتقان أعمالهم والخدمة فيها.
3-حاجة السياسيين لمهارات التفكير المناسبة التي إذا افتقر هؤلاء السياسيون إليها، فإن قراراتهم تصبح شعارات ليس إلا، فغياب مهارة التفكير عن الوسط السياسي من شأنه أن يحمل السياسيين على إدارة الشؤون بأسلوب قائم على رفع الشعارات الجوفاء.
كما ويضيف جروان (1999م ،12_17) الأسباب التالية لتعليم التفكير :
1-التفكير ضرورة حيوية للإيمان واكتشاف نواميس الحياة.
2-التفكير الحاذق لا ينمو تلقائياً، إنما يتطلب تعليماً منظماً هادفاً، ومراناً مستمراً، ولا يتحقق هذا اللون من التفكير إلا بالمران والقدرة الطبيعية والكفاية من التفكير.
3-دور التفكير في النجاح الدراسي والحياتي، فالتعليم الواضح المباشر لعمليات التفكير اللازمة لفهم موضوع معين يمكن أن يحسن مستوى تحصيل الطالب ،ويعطيه إحساساً بالسيطرة الواعية على تفكيره.
4-التفكير قوة متجددة لبقاء الفرد والمجتمع معاً في عالم اليوم والغد، فالمناخ الصفي الآمن المتمركز حول الطالب هو التعليم النوعي الذي يوفر فرصاً للتفاعل والمشاركة ويتيح للمتعلم فرصة التفكير، لأن تعليم مهارات التفكير ويرفع من درجة الإثارة والجذب للخبرات الصفية ويجعل دور الطالب إيجابياً وفعالاً. [عدل] دور المعلم في تنمية التفكير
يذكر روزنبلم كيل(Rosenblum-Cale ,1987) أن باستطاعة كل طفل أن يكون مفكراً، التفكير مهارة ولذلك فإنه يتطور بالتدريب، وباستطاعة المعلم مساعدة الطالب على التفكير بطرق عدة :
1- يمكن للمعلم تقديم مشاريع للطلاب تتطلب خططاً ذهنية وتنفيذية.
2- باستطاعة المعلم أن يشجع الأطفال عند محاولتهم استخدام قدراتهم العقلية.
3- من الممكن إعطاء التلاميذ التغذية الراجعة بحيث يكون الفصل الدراسي حلبة يمارس فيها الطلاب النشاط والتفاعل والتقويم.
4_ من الممكن أن يكون التعاون هو المدخل الأساسي، بحيث يرى الطلاب أنفسهم أنهم المتنافسون الأساسيون. [عدل] معوقات تعليم التفكير
هنالك عدد من معوقات التفكير ،وعند تأملها بعمق نجدها تتعلق بالمعلم، يقول جون هولت " ليس علينا أن نجعل البشر أذكياء، فهم يخلقون كذلك، وكل ما علينا أن نفعله هو التوقف عن ممارسة ما يجعلهم أغبياء " (واحات تربوية ،2003م: http://www.e-wahat.com)
يذكر جروان (1999م ،7) بعض السلوكيات التي تمارس من قبل المعلمين وتعيق تفكير التلاميذ الآتية :
1- المعلم هو صاحب الكلمة الأولى والأخيرة في الصف، والكتاب المدرسي المقرر هو مرجعه الوحيد في أغلب الأحيان.
2- المعلم هو مركز الفعل ويحتكر معظم وقت الحصة والطلبة خاملون.
3- نادراً ما يبتعد المعلم عن السبورة أو يستخدم التقنيات الحديثة.
4- يعتمد المعلم على عدد محدود من الطلبة، يوجه إليهم أسئلته دائما لإنقاذ الموقف والإجابة عن السؤال الصعب.
5- المعلم مغرم بإصدار الأحكام والتعليقات المحبطة لمن يجيبون بطريقة تختلف عما يفكر فيه والمعيقة للتفكير في ما هو أبعد من الإجابة الوحيدة أو الظاهرة.
6- المعلم لا يتقبل الأفكار الغريبة أو الأسئلة الخارجة عن موضوع الدرس.
7- معظم أسئلة المعلم من النوع الذي يتطلب مهارات تفكير متدنية.
8- نادرا ما يسأل المعلم أسئلة تبدأ بكيف ؟ ولماذا ؟ وماذا لو.. ؟
9- أحيانا يعاقب التلميذ على التساؤل والاكتشاف ويتعرض للسخرية.
10- تفضيل المعلم للطالب الذكي وعدم تفضيله للتلميذ المبتكر.
11- اتجاه المعلم نحو مكافأة التلاميذ الذين يبدون سلوك الطاعة والإذعان والمسايرة.
12- نادرا ما يعتمد المعلم على أساليب حديثة لتوصيل المعلومات كأسلوب البحث والاستقصاء والنقاش ومن خلال استعراض السلوكيات التي تمارس من قبل المعلمين وتعيق تنمية التفكير، يتبين أن الخطوة الأولى نحو تنمية مهارات التفكير لدى المتعلم هي إعادة تأهيل وتدريب المعلم على السلوكيات والأساليب الداعمة للتفكير، وإلا فسيكون أي جهد يبذل في هذا المجال ضائعاً لا محالة. [عدل] أساليب تعليم التفكير
ذكر كوتون(Cotton، 1991 ,أن هناك ثلاثة اتجاهات رئيسية في أساليب تعليم التفكير :
الاتجاه الأول : الأسلوب المستقل حيث يتم تعليم التفكير على شكل مهارات مستقلة عن محتوى المواد الدراسية مثل مادة تسمى "تعليم التفكير"، ويتم في بداية الحصة تحديد المهارة أو العملية المطلوبة ولا يوجد علاقة لمحتوى الدرس بالمنهاج العادي، ويراعى أن يكون محتوى الدرس بسيطاً حتى لا يتداخل أو يعقد تعلم مهارة التفكير ويتم الانتهاء من برنامج تعليم مهارات التفكير خلال فترة زمنية معينة. ومن الوثائق التي دعمت فكرة الأسلوب المستقل أو المباشر في تعليم مهارات التفكير بشكل منفصل (بوجرو 1988م فاتهيوس 1989م، فريمان 1990م، بوم 1990م)
الاتجاه الثاني :أسلوب الدمج والتكامل حيث يتم تدريس التفكير ضمن المواد الدراسية وجزءٍ من الدروس الصفّية المعتادة ولا يتم إفراد حصة مستقلة للمهارة أو عملية التفكير، ويكون محتوى الدرس الذي تعلم فيه المهارة جزءاً من المنهاج المدرسي، ويصمم المعلم الدرس وفق المنهاج المعتاد ويضمنه المهارة التي يريدها ولا يتوقف إدماج مهارات التفكير مع المحتوى الدراسي طيلة السنوات الدراسية وأما الدراسات التي أكدت فكرة دمج مهارات التفكير في مواضيع المناهج الدراسية فهي (برانسفورد 1984م، بوم 1990م، جو 1991م).
الاتجاه الثالث : الجمع بين الأسلوبين حيث يتم تدريس التفكير كمادة مستقلة لها مدرسوها وحصصها واختباراتها ،وكذلك تضمين مهارات التفكير ضمن المحتوى الدراسي في مادة العلوم واللغة العربية والمواد الاجتماعية وسائر المواد الأخرى.
ولخص جروان (1999م ،28) أهم الفروق بين الاتجاه الأول والثاني في الآتي :
أهم الفروق بين الأسلوب المستقل وأسلوب الدمج في تعليم التفكيرالرقم الأسلوب المستقل أسلوب الدمج 1 تعلم مهارات التفكير يكون على شكل مهارات مستقلة عن محتوى المواد الدراسية تعليم مهارات التفكير يمثل جزءاً من الدروس الصفية المعتادة 2 يتم تحديد المهارة أو العملية ،ويعطى المصطلح في بداية الحصة لا يتم إفراد حصة، ولا يتم التركيز على المصطلح بصورة مباشرة 3 لا يوجد علاقة لمحتوى الدرس بالمنهاج العادي محتوى الدرس الذي تعلم فيه المهارة جزء من المنهاج المدرسي 4 يراعى أن يكون محتوى الدرس بسيطاً حتى لا يتداخل أو يعقد تعلم مهارة التفكير يصمم المعلم الدرس وفق المنهاج المعتاد ويضمنه المهارة التي يريدها 5 يتم الانتهاء من برنامج تعليم مهارات التفكير خلال فترة زمنية معينة لا يتوقف إدماج مهارات التفكير مع المحتوى الدراسي طيلة السنوات الدراسية
وقد لا يكون الجمع بين الأسلوبين صعباً ،بل ربما يكون مفيداً إذا وجـدت الإرادة والخبرة لدى المعلـّم.
يذكر (كرم ،1993م، 220) " أن الكثيرين من رجال التربية يفضلون تدريس وتنمية مهارات التفكير ضمن المنهج المدرسي ،وذلك حتى يستطيع أن يستخدم المتعلم هذه المهارات في مواقف الحياة المختلفة خاصة إذا كانت الموضوعات والقضايا التي يدرسها في المنهج المدرسي ذات علاقة واضحة بالمواقف الحياتية في المجتمع ". ويستلزم استخدام أسلوب الدمج من قبل المعلم أن يكون في حالة بحث دائم عن الفرص لدمج مهارات تفكير معينة في المواد الدراسية ،مثلاً في حصة الرياضيات لا تضيع فرصة مقارنة أو تصنيف الأشكال الهندسية ،وفي حصة العلوم أطلب من التلاميذ إعطاء تعميم حول خصائص مجموعات معينة من العينات ،وفي حصة التاريخ أبرز الاستنتاج والافتراضات التي تمت في التحايل التاريخي لحادثة ما وهكذا باقي المواد الدراسية.(لانغريهر :Langrehr، 2002م،26)
والخلاصة أن تدريس التفكير في مادة مستقلة أو مدمجاً في المقررات الدراسية أو الجمع بين الأسلوبين ،ما زال يتعرض إلى الجدل في الكتابات الجديدة في عصر المعلومات ،ونعرض فيما يلي بعض استراتيجيات تعليم التفكير ضمن المواد الدراسية. [عدل] استراتيجيات تعليم التفكير ضمن المواد الدراسية
تستخدم استراتيجيات عديدة لتعليم التفكير، وقد أورد النافع (2002م، 2: 24) بعضاً منها :
1ـ استراتيجية الأسئلة المفتوحة :- تتطلب الأسئلة المفتوحة النهائية. وهي أسئلة لها أكثر من إجابة. وهي أسئلة تستثير التفكير.
كيفية تطوير استراتيجية الأسئلة المفتوحة في الدرس : التفكير في الأسئلة وكتابتها قبل بداية الدرس. عرض الأسئلة في مكان بارز في الصف. مناقشة مفهوم الأسئلة المفتوحة مع الطلبة. تنويع الأسئلة لتتضمن نظاماً متدرجاً في مستوى مهارات التفكير.
2ـ استراتيجية الأسئلة الممتدة(أي الأسئلة السابرة) : وتستخدم عندما يطلب المعلم من الطالب معلومات إيضاحية عن إجاباته مستخدماً تلك العبارات : وضّح إجابتك. (أسلوب التوضيح) دعِّم إجابتك بالأدلة. (أسلوب التدعيم) اشرح أكثر وفصِّل في الإجابة. (أسلوب الاستفاضة)
أمثلة أسئلة التوضيح : ماذا تعني بــ..... إجابتك ليست واضحة، وضح أكثر ! اشرح ماذا تعني عندما تقول.......... هل هناك طريقة أخرى للتعبير عن ذلك.
وأمثلة أسئلة التدعيم :
لماذا ؟ ما دليلك ؟ ما استراتيجيتك ؟ كيف قررت ذلك ؟ ما الإفادة التي لديك ؟ ما الذي جعلك تصل إلى هذه النتيجة ؟ اذكر ما يؤيد إجابتك من نصوص الكتاب ؟
وأمثلة أسئلة الاستفاضة :
كيف يكون ذلك ؟ ماذا يحدث لو.... ؟ ما الجزء المفقود ؟ اشرح أكثر. توسع في الموضوع.
المشكلات التي تواجهها عند استخدام أسلوب الأسئلة الممتدة : قد يستغرب الطلاب مع هذا النوع من الأسئلة فلا يستجيبون. الوقت المحدد في الحصة ضيق لا يسمح باستخدام المناقشة. قد يمل بعض الطلاب وخاصة الذين لم يشاركوا في الأجوبة. عدم قدرة بعض الطلاب على التعبير والإجابة.
3 ـ استراتيجية الانتظار :
ينتظر المعلم لمدة عشر ثوان أو أكثر للطالب ليجيب على السؤال ،بعد إعطاء الفرصة للتفكير، كذلك أطلب من الطلاب ألا يتعجلوا في الإجابة.
كيف تنمى هذه الإستراتيجية ؟ أخبر الطلاب بفترة الانتظار ولماذا. أطلب من كل طالب كتابة الإجابة. أجعل كل طالبين أو مجموعة صغيرة من الطلاب يناقشون الإجابة. خلال الانتظار أكتب السؤال على السبورة. انتظر حتى يرفع نصف الطلاب أو أكثر أيديَهم. أنظر إلى وجوه الطلاب للتحقق من استجابتهم للسؤال. أطلب من الطلاب بعد البدء في طلب الإجابة ألا يرفعوا أيديهم.
4 ـ استراتيجية تقبل الإجابة : يسأل المعلم أكثر من طالب واحد للإجابة على السؤال الواحد، ويتأكد من أن أكثر الطلاب لديهم الفرصة للإجابة. يميل المعلمون إلى التركيز على الطلاب المتفوقين فقط والاكتفاء بإجاباتهم ،ويهمل الطلاب البطيئين في الإجابة. يطلب المعلم إجابات متعددة ،ويتوقف عن التعليق عليها إلا بالقبول أي تعزيز الإجابة. عندما يتقبل المعلم أجوبة متنوعة فذلك يشجع زيادة في المشاركة من غالبية الطلاب. تنوع الإجابات يساهم في إثارة التفكير.
تطوير استراتيجية تقبل الإجابة:
سجل إجابات الطلاب ،إما بالمسجلة ،أو كتابتها على السبورة. حث الطلاب على المشاركة في المناقشة. أخبر الطلاب بأنك ستطلب من كل طالب الإجابة بصرف النظر عن رفع اليد. قبل استدعاء الإجابة، أطلب من الطلاب كتابة الإجابة لديهم على أوراق أو كراسات خاصة.
استخدم أساليب متنوعة لطلب الإجابة مثل :
أ- قدم حل آخر ؟ ب- قدم بديل آخر ؟ ت- اعرض طرق أخرى ؟ تحفظ على إصدار حكم على إجابة الطالب عندما يخطئ ،لأن المهم تعزيز الإجابة الصحيحة وليس السخرية من إجابة المتعلم.
5 ـ استراتيجية تشجيع الطلاب ليتحدث بعضهم مع بعض وليس مع المعلم فقط.
أحد أهم أهداف تعليم مهارات التفكير العليا تطوير التفاعل والحوار والنقاش بين الطلاب. عندما يتم ذلك فلن يكون المعلم هو الوحيد الذي لديه كل الإجابات. تفاعل الطلاب ليس بهدف التواصل الاجتماعي. لا بد أن يكون تفاعلاً فكرياً يتميز بالعمق والنوعية والنظام.
تطوير استراتيجية الحديث مع الزملاء:
اسأل طالباً أو أكثر للتعليق على إجابة زميله، مثلا : يا صهيب ما رأيك في إجابة خالد ؟ أخبر الطلاب بأنك ترغب أن تسمع : ((أنا أوافق على ما قاله أحمد للأسباب التالية............ ((أنا لا أوافق على ما قاله أحمد للأسباب التالية....... نظم الطلاب في حلقات المناقشة. قلل من كلامك وتعليقاتك إلى الحد الأدنى. عزز سلوك الطلاب عندما يستجيب بعضهم لبعض. عود الطلاب على حسن الاستماع لبعضهم وآداب الحوار والنقاش ،وقبول الرأي الآخر. اسأل من وقت لآخر من يوافق ومن لا يوافق مع خالد. اجعل أحد الطلاب يعيد ما قاله زميله بعبارته هو. أطلب من كل طالب أن يستدعى زميله الذي بعده، مثلا يا صهيب استدع الطالب الذي بعدك
6 ـ إستراتيجية التمهل في تقويم إجابات الطلاب :
لا يعطى المعلم آراء أو أحكام تقويمية للإجابات، أي لا يخبر المعلم الطالب بأن إجابته جيدة أو سيئة. كيف تطور إستراتيجية التمهل في تقويم إجابات الطلاب صعوبة التطوير بسبب تعود المعلمين على تعزيز إجابات الطلاب. خلال النشاط الفكري للطلاب كن مستمعا جيداً وعوِّد نفسك على ذلك. اشرح للطلاب أنك لن تعطي رأيك في إجاباتهم. علق بشكل غير تقويمي بعد إجابة الطالب مثل : شكراً لك، نعم، أشر برأسك، حسناً. أشغل نفسك بكتابة الإجابة على السبورة أو على جهاز العارض فوق الرأسي. اعترف في نهاية المناقشة بمستوى التفكير الجيد للمناقشة. أجل آراءك حتى نهاية الدرس. اسأل أسئلة متابعة لتعزيز التعلم وتنميته.
7 ـاستراتيجية عدم إعطاء إجابة للطالب :
عندما يجيب أحد الطلاب فلا تُعِد إجابته، بل اذهب إلى الطالب الآخر أو اسأل سؤالاً آخر.
8 ـ استراتيجية التعليق على إجاباتهم :
يسأل المعلم الطلاب ليعلقوا على تفكيرهم، يطلب منهم ليشرحوا العملية التي من خلالها توصلوا إلى الإجابة.
طرق تطوير استراتيجية التعليق على إجاباتهم
أخبر الطلاب بمهارات التفكير التي سيستخدمونها في هذا الدرس. عند نهاية النشاط استخدم أسئلة التفكير فوق المعرفي مثل :
أ- ما الخطة التي اتبعتها في الوصول إلى هذه النتيجة ؟ ب- أي نمط استخدمت ؟ ت- كيف فكرت في.........؟ ث- كيف وصلت إلى هذا القرار ؟ ج- اشرح لنا ما دار في ذهنك خلال هذا النشاط.
9 ـ استراتيجية التغيير والتعديل :
يتطلب تطبيق هذه الاستراتيجية تغيير كثير من المفاهيم والأساليب التي تعود عليها المعلمون خلال التدريس والتعليم، فلن يحدث التغيير دفعة واحدة وفي وقت قصير، بل لابد أن يتم التغيير بالتدرج ابدأ باستراتيجية واحدة أو اثنتين يمكنك تبنيها بسهولة. أضف بعد ذلك استراتيجيات أخرى حتى تتمكن من تبني كل الإستراتيجيات. [عدل] برامج تعليم التفكير
تتنوع برامج تعليم التفكير ومهاراته بحسب الاتجاهات النظرية والتجريبية التي تناولت موضوع التفكير وقد أشار جروان (1999م، 20ـ23) إلى أن أبرز الاتجاهات النظرية التي بنيت على أساسها برامج تعليم التفكير ومهاراته ما يلي :
أ. برامج العمليات المعرفية Cognitive Operations
تركز هذه البرامج على العمليات أو المهارات المعرفية للتفكير مثل المقارنة والتصنيف والاستنتاج، نظرا لكونها أساسية في اكتساب المعرفة ومعالجة المعلومات. ومن بين البرامج المعروفة التي تمثل اتجاه العمليات المعرفية برنامج " البناء العقلي لجيلفورد " وبرنامج " فيورستين التعليمي الإغنائي، Feuerstein,1980 ".
'ب. برامج العمليات فوق المعرفية Metacognitive Operations'
تركز هذه البرامج على التفكير كموضوع قائم بذاته، وعلى تعليم مهارات التفكير فوق المعرفية التي تسيطر على العمليات المعرفية وتديرها، ومن أهمها التخطيط والمراقبة والتقييم. وتهدف إلى تشجيع الطلبة على التفكير حول تفكيرهم، والتعلم من الآخرين، وزيادة الوعي بعمليات التفكير الذاتية. ومن أبرز البرامج الممثلة لهذا الاتجاه برنامج " الفلسفة للأطفال " وبرنامج " المهارات فوق المعرفية ". ج. برامج المعالجة اللغوية والرمزية Language and Symbol Manipulation
تركز هذه البرامج على الأنظمة اللغوية والرمزية كوسائل للتفكير والتعبير عن نتاجات التفكير معا. وتهدف إلى تنمية مهارات التفكير في الكتابة والتحليل وبرامج الحاسوب. ومن بين هذه البرامج التعليمية برامج " الحاسب اللغوية والرياضية ". د. برامج التعلم بالاكتشاف Heuristic-Oriented Learning
تؤكد هذه البرامج على أهمية تعليم أساليب واستراتيجيات محددة للتعامل مع المشكلات، وتهدف إلى تزويد الطلبة بعدة استراتيجيات لحل المشكلات في المجالات المعرفية المختلفة، وتضم هذه الاستراتيجيات : التخطيط، إعادة بناء المشكلة، تمثيل المشكلة بالرموز أو الصور أو الرسم البياني، والبرهان على صحة الحل.ومن البرامج الممثلة لهذا الاتجاه برنامج " كورت CoRT لديبونو " وبرنامج " التفكير المنتج " لكوفنجتن ورفاقه.
هـ برامج تعليم التفكير المنهجي Formal Thinking
تتبنى هذه البرامج منحى بياجيه في التطور المعرفي. وتهدف إلى تزويد الطلبة بالخبرات والتدريبات التي تنقلهم من مرحلة العمليات المادية إلى مرحلة العمليات المجردة التي يبدأ فيها تطور التفكير المنطقي والعلمي. وتركز على الاستكشاف ومهارات التفكير والاستدلال والتعرف على العلاقات ضمن محتوى المواد الدراسية.
أوردت السرور (2002م، 373) أهم برامج تعليم التفكير العالمية التالية :
1- برنامج المواهب غير المحدودة. 2- برنامج بيرود لتنمية التفكير الإبداعي. 3- برنامج ماثيو ليبمان. 4- نظام تكنيكات التفكير. 5- برنامج التأكيد على تطور عمليات التفكير المجرد. 6- مشروع التأكيد على التفكير التحليلي. 7- نموذج التطور أثناء المسير. 8- مشروع (إمباكت) لتعليم التفكير في المدارس الابتدائية. 9- برنامج ثورة الأربعاء. 10- برنامج بارنز. 11- برنامج إرفين للتفكير. 12- برنامج تعليم التفكير عبر الروابط. 13- برنامج التفكير المنتج. 14- نموذج (Think Links) لديبونو. 15- برنامج القبعات الست لديبونو. 16- برنامج (CoRT) لديبونو. 17- برنامج الماستر ثنكر لديبونو. 18- برنامج (DATT) لديبونو.
كما قدم حبيب (2003م ،27، نقلاً عن :البهنساوي) تصنيفاً آخر لبرامج تعليم التفكير، حيث صنفتها إلى أسلوبين :
الأسلوب المستقل ـ حيث يتم تعليم التفكير بشكل مباشر من خلال محتوى حر بعيد عن المناهج الدراسية ،انظر الجدول (1) ص32 ومن تلك البرامج :
1- برنامج الكورت، لديبونو 2- برنامج الفلسفة من أجل الأطفال، تصميم ليبمان. 3- برنامج فكر حول (Think About).
أسلوب الدمج ـ تعليم مهارات التفكير من خلال محتوى المناهج الدراسية ،ومن تلك البرامج :
1- الطريقة الكشفية لبرونر. 2- استراتيجية خريطة المفاهيم لأوزبل. 3- النموذج الاستقرائي لهيلدا تابا.
يتضح من الاستعراض السابق لبرامج تعليم مهارات التفكير، أن غالبية تلك البرامج غربية وإن وجدت بعض برامج التفكير العربية مثل البرنامج الإثرائي للطلبة الموهوبين والمتفوقين الذي أعده كنعان وحسين (2004م) بعنوان : برنامج فكّر ,وكذلك البرنامج الذي أعده كلنتن وفخرو (2000م) بعنوان : تنمية مهارات التفكير المنهجي لدى طلاب المرحلة المتوسطة وبرنامج : السهل لتعليم التفكير ،الذي أعده فخرو (2000م)،إلا أن تلك البرامج تعد قليلة جداً إذا قورنت بالبرامج الغربية، مما يستدعي من المفكرين العرب والباحثين في هذا الميدان إجراء دراسات عربية تعنى بإنتاج وتصميم برامج لتعليم مهارات التفكير تنافس البرامج الغربية، وتتفوق عليها.
ْ
________*التــَّـوْقـْـيـعُ*_________ لا أحد يظن أن العظماء تعساء إلا العظماء أنفسهم. إدوارد ينج: شاعر إنجليزي
| |
|