مراحل إنجاز المشروع

نشأة المشروع
لا يولد المشروع بصفة عفوية
بل ينبع من سياقات مادية وأخرى بشرية
تتموضع في الزمان والمكان
فيتولد عن تحليل معطيات هذه السياقات
مشكل تستوجب معالجته انخراط جميع الأطراف في عقد جماعي
وتكون هذه السياقات :
ـ عارضة تجسم انشغالات الأطفال واهتماماتهم
مثال ذلك :
تهيئة منطقة خضراء قرب المدرسة
وهو حدث يعيشه المتساكنون لأول مرة
ويستقطب اهتمام الجميع وبخاصة الأطفال
مما يفسح في المجال لتقديم اقتراحات متعددة في الغرض
مثل
زيارة المنبت البلدي
تهيئة جانب من الحديقة المدرسية لإنشاء منبت
إحاطة فضاء المدرسة بجدار أخضر
ـ مثارة من قبل المربي لتحقيق غرض بيداغوجي معين يندرج ضمن تخطيط متكامل محكم التصور
مثال ذالك
يعلم المربي الأطفال بتنظيم مسابقة في النشاط التشكيلي
ويقدم لهم موضوعها وشروط المشاركة فيها
(اليوم العالمي للصحة ، اليوم الوطني للبيئة...)
يقرر الأطفال المشاركة في هذه المسابقة عبر إنجاز أعمال فردية
وأخرى فرقية
توفير المستلزمات المادية
توزيع الأدوار
تنفيذ المشروع
إقامة معرض مدرسي للمنجزات
ـ أثناء إنجاز المشروع يلتزم المربي ب
الانصات إلى الأطفال
تأمين سلامة التواصل بينهم
التخلي عن رغباته الشخصية وتفضيل رغبات الأطفال
مساعدتهم على تخطي الصعوبات التي تعوق إنجاز المشروع
توفير الوسائل الضرورية
تقديم مقترحات عند الطلب
مرافقة التلاميذ ومساعدتهم على اختيار مشروعهم وإنجازه
تنظيم عملهم وتوجيههم في البحث عن المعلومات والبيانات التي يحتاجونها
مساعدتهم على تقييم تمشياتهم خلال مختلف مراحل المشروع
ـ تنفيذ المشروع
يستوجب تنفيذ المشروع جملة من الاجراءات والمحطات والمواعيد
وحالما يتبلور المشروع ويصاغ في شكله النهائي
تصورا وإنجازا وتقييما
يدعى الأطفال إلى تقاسم المهمات الكفيلة بتحقيق المشروع
ويتدخل المربي عند الاقتضاء لتعديل ما يقدمونه من اقتراحات وانتقاء الاجرائي منها
مراحل تنفيذ المشروع
اختيار المشروع عقد جماعي
عقد فردي تخير الوسائل والمحامل
إنجاز الأشغال تقييم تكويني مرافق يحتمل التعديل
تقييم المشروع جرد شامل ، نقاش ، تثمين النتائج
ـ المرحلة الأولى
تخير المشروع
بإشراك المتعلمين والتداول في شأنه وينبغي أن يكون
متوافقا مع ميولاتهم ورغباتهم
خصبا يثير أنشطة متعددة ويمس مجلات متنوعة
قابلا للتنفيذ
ذا ارتباط مع الموضوعات المقررة ومع بقية المواد الدراسية الأخرى
مما لا شك فيه أن المشروع الذي يستثير اهتمام الأطفال ويضمن انخراطهم التلقائي
هو ذلك الذي ينبع من واقعهم المعيش
ويحمل معنى بالنسبة إليهم (عيد الشجرة ، عيد الأمهات ، الحفل المدرسي ، اليوم الوطني للبيئة ، حدث عائلي ، حدث في القرية...)
وفي هذه المرحلة يتمثل دور المربي في :
توفير المحامل والمواد والأدوات اللازمة أومساعدة الأطفال على انتقاء الوظيفي منها :
تحديد مجالات الأنشطة التربوية القابلة للاستثمار دونما تكلفة ولا تكلف
ضبط الأهداف التربوية المراد تحقيقها
وضع استراتيجيات التدخل الملائمة لمقتضيات دوره التعديلي
وخلال هذه المرحلة يلتزم كل طفل ب
عقد شخصي
يربطه ببقية عناصر المجموعة التي ينتمي إليها
فيختار وفقا لتلك المهمة التي سيتعهد بإنجازها
حيث تتجلى لديه ملامح إجراءات التقييم الذاتي
خلال مختلف محطات تنفيذ هذه المهمة
ـ المرحلة الثانية :
تخطيط المشروع وتنظيمه واختيار وسائل الإنجاز
بعد تقاسم الأدوار بصفة فردية أو ضمن الأفرقة
يبحث الأطفال عن الوسائل المادية الكفيلة بتحقيق المهمة
تحديد الأهداف
كل بحسب ما تعهد بإنجازه
تقسيم المشروع إلى مراحل واضحة وخطوات محددة
بيان وسائل التنفيذ ومصادر المعلومات وأنواع الأنشطة
تحديد تكاليف المشروع ومصادر تمويله
تحديد المدة الزمنية لتنفيذه
وفي هذه المرحلة يتمثل دور المربي في
التدخل عند الاقتضاء لضمان التوازن الوظيفي بين مختلف الأدوار وحجم العمل المنوط بعهدة كل عنصر
إذكاء جذوة الحماس والتنافس النزيه بين المجموعات دون إسقاط أحكام معيارية قد تحبط عزائم البعض من الأطفال
تقديم بعض تقنيات الانجاز عند الاقتضاء مع تأمين ظروف الوقاية والسلامة اللازمتين
يتفق مع تلاميذه حول طريقة العمل
يساعدهم على التوزع في مجموعات
يساعدهم على تفهم الأعمال التي يتكلفون بإنجازها
يحدد معهم الموارد المناسبة لانجاز أعمالهم
يضبط بمعيتهم معايير التقييمومواعيده وكيفياته
ـ المرحلة الثالثة :
تنفيذ المشروع وإنجاز الأنشطة
يوجد تلازم عضوي خلال إنجاز الأنشطة
بين ما توقع الأطفال من أعمال وبين ما أنجزوه منها فعلا
بشكل تتراوح وفقه إجراءات الإنجاز والتقييم والتعديل
تحت عين المربي اليقظة
وهكذا يمارس الأطفال بصفة تلقائية تقييما تكوينيا
يسهم في تنمية قدراتهم على التعلم الذاتي
تبدأ مجموعات التلاميذ من تنفيذ جوانب المشروع
حسب ما تم الاتفاق عليه خلال مرحلتي التخطيط والتنظيم تحت إشراف المدرس
ـ المرحلة الرابعة :
تثمين النتائج في نهاية المشروع
عند انتهاء الأشغال المبرمجة
يتجمع كل الأطفال لتقدير درجة تنظيم المهمات
وكيفيات إنجازها ومدى التزامهم بتنفيذ قواعد العمل
وفق المراحل المتفق بشأنها
كما يصرح كل طفل بالفوائد التي تحصل عليها بصفة فردية وجماعية
إن هذه المرحلة تمثل جردا نهائيا يدرك الأطفال من خلاله قيمة المنتوج
ونصيب كل عنصر منهم في إنجاح المشروع
ويعبرون عن آرائهم لفظيا
وهي مناسبة سانحة لتنمية قدراتهم التواصلية
ولتحقيق هذه الغاية يتكفل المربي بإرساء قنوات التواصل بين الأطفال
وتسهيل مساراتها متجنبا إصدار أحكام ذاتية ومغالطة الأطفال
في ما يتعلق بنوعية ما أنتجوه
مقيما في ذات الحين مشروعه البيداغوجي المؤسسي مستخلصا الاستنتاجات والامتدادات الممكنة للمشروع
مزايا بيداغوجيا المشروع
ـ في المجال السيكولوجي
يقتضي المشروع من الفاعلين فيه
توقع المستقبل من خلال ضبط الأعمال التي سينجزونها لاحقا
والآجال التي يستوجبها ذلك
مما يسمح للطفل بالتدرب على التفكير في العمل
وتفاصيله قبل إنجازه الفعلي
وبالتالي
اكتساب القدرة على قياس الأثر المحتمل للأفعال التي سينجز خلال تعامله مع الوضعية
تصور كل الحلول الممكنة للوضعية وتخير ما هو إجرائي منها
اكتساب مستوى من الترشد الذاتي الذي يسمح له بتوظيف قدراته ضمن قدرات عناصر المجموعة
تقبل الوضعيات بكل ثقة بالنفس والتعامل معها إيجابيا
ـ في المجال الأخلاقي الاجتماعي
يتبنى الفاعلون في المشروع العقد الذي أرسوه ويلتزمون جماعيا إما بتطبيق جميع بنوده أو بتعديل بعضها تبعا لما قد يظهر من مستجدات في الأثناء . وتسمح هذه التجربة المشتركة للأطفال بتثمين القيم الأخلاقية
( احترام الالتزامات تجاه الذات وتجاه الآخرين)
وتنمو بفضلها لدى الطفل أحاسيس ومشاعر تتجلى في
الشعور بالارتياح لانجاز العمل ضمن مجموعة
الاحساس بالسعادة بنجاح الفريق الذي ينتمي إليه دون التقليل من أهمية مساهمته في الانتاج الجماعي
وتمثل هذه السلوكيات الاجتماعية أركان التضامن والتشارك كقيم اجتماعية سامية
ـ في المجال المعرفي
إن المشروع يستقطب النشاط الذهني للطفل ويدفعه إلى القيام بالأعمال التنظيمية المتصلة بالمشروع واكتساب التعلمات الضرورية
وفي هذا المجال يتمثل دور المربي في
تنمية استراتيجيات التعلم المعرفي
تهيئة وضعيات دينامية تستثير دافعية الطفل إلى النشاط
تأخذ أنشطة الطفل طابعا تلقائيا ينطلق من ذاته أوطابعا تعليميا ينبع من المشروع البيداغوجي للمربي
أما الوضعيات التربوية فيمكن أن تكون :
مفتوحة تنمي لدى الأطفال لذة البحث واكتشاف المعرفة
(وضعية استكشاف محامل القراءة)
مغلقة تهدف إلى التدريب ودعم المكتسبات
(تصنيف محامل القراءة وفق خاصية معينة)
آلية تسمح بنقل أثر التعلم
(إنتاج بطاقة معايدة)