التعليم الالكتروني والتعليم عن بعد
· د. غسان يوسف قطيط
· المرجع: الحاسوب وطرق التدريس والتقويم/ دار الثقافة للنشر والتوزيع: عمان
مقدمة:
يعتمد التعليم الالكتروني على استخدام الوسائط الالكترونية في الاتصال بين المعلمين والطلبة وبين الطلبة والمؤسسة التعليمية، وتعتمد طرق التعليم الإلكتروني على استخدام أدوات الاتصال الحديثة مثل: حاسوب وشبكاته ووسائطه المتعددة من صوت وصورة، ورسومات، ومحركات بحث، ومكتبات إلكترونية، وكذلك بوابات الإنترنت سواءً كان عن بعد أو في الصف الدراسي لإيصال المعلومة للمتعلم بأقصر وقت وأقل جهد وأكبر فائدة.
ويعتمد التعليم الالكتروني على استخدام الوسائط الالكترونية في الاتصال، واستقبال المعلومات، واكتساب المهارات، والتفاعل بين الطالب والمعلم وبين الطالب والمعلمة، ولا يحتاج هذا النوع من التعليم وجود مبان مدرسية أو صفوف دراسية، بل إنه يلغي جميع المكونات المادية للتعليم، ويرتبط هذا النوع بالوسائل الالكترونية وشبكات المعلومات والاتصالات، وأشهرها شبكة المعلومات الدولية انترنت التي أصبحت وسيطاً فاعلا للتعليم الالكتروني، ويتم التعليم عن طريق الاتصال والتواصل بين المعلم والمتعلم، وعن طريق التفاعل بين المتعلم ووسائل التعليم الالكترونية الأخرى كالدروس الالكترونية، والمكتبة الالكترونية، والكتاب الالكتروني وغيرها.
التعليم الالكتروني والتعليم عن بعد:
تتنوع بيئات التعلم الإلكتروني بحسب الاستقلالية التي توفرها للمتعلمين، إضافة إلى التفاعلية التي توفرها للمستخدم، وهناك ثلاثة أنواع من تلك بيئات التعلم الالكتروني هي:
- التعلم الشبكي المباشر (Online Learning): يتسم التعلم الشبكي المباشر في أن المادة التعليمية يتم تقديمها بالكامل بوساطة الشبكة.
- التعلم الشبكي المتمازج(Blended Learning) : تعمل البيئة فيه على تيسير التعلم بشكل متكامل مع التعليم الصفي التقليدي.
- التعلم الشبكي المساند:(Enhanced) يشير إلى استخدام الشبكة من قبل الطلبة للحصول على مصادر المعلومات المختلفة.
وتوجد العديد من فوائد التعليم الالكتروني، منها ما يختص بالمعلم، والأخرى بالطالب، إضافة إلى المدرسة والبيئة التعلمية، ويمكن حصر ذلك بالآتي:
- الملائمة Convenience: توفر الملائمة بين المعلم والطالب.
- المرونة Flexibility: يتيح للمتعلم خيار المشاركة حسب الرغبة.
- التأثير والفاعلية :Effectiveness التعليم عن بعد يوازى أو يفوق فى التأثير والفاعلية نظام التعليم التقليدي، وذلك عندما تستخدم هذه التقنيات بكفاءة.
- المقدرة Affordability: الكثير من أشكال التعليم عن بعد لا تكلف الكثير من المال.
- الإحساس المتعدد Multisensory: هناك العديد من الخيارات في طرق توصيل المادة الدراسية، منها المادة الدراسية المتلفزة والتفاعل مع برامج الحاسوب والمادة الدراسية.
وتختلف نوع المرونة في التعلم التي تقدمها تلك الأساليب تبعا لنوع التقنيات التعليمية المستخدمة، فتقل تلك المرونة المرتبطة بتفاعل الطلبة في الفعالية التعليمية في المؤتمرات السمعية البصرية ومؤتمرات الفيديو لفرضها تواجد المشاركين فيها في أماكن محددة مزودة بالتجهيزات الفنية اللازمة، بينما تزداد تلك المرونة مع زيادة توفر الحرية للمتعلم في التفاعل مع المواقف التعليمية وعندما يختار ما يريد تعلمه في الوقت الذي يريد وبالمكان الذي يرغب.
وهناك العديد من المميزات التي جلبتها التكنولوجيا لأسلوب التعلم عن بعد والتي تزداد مع توظيف شبكة الانترنت، ومن أبرز تلك المميزات توفير خيار التعلم مدى الحياة، وقدرة المتعلم على متابعة الإنجاز الفردي، والتحديث والتوزيع السريع للمعلومات، وتوفر التنويع والثراء المعرفي في المحتوى المقدم، والاطلاع على وجهات نظر متعددة، ومراعاة الاهتمامات الفردية، وتوفر التفاعلية المباشرة(Interactivity) وميزة التحكم للمتعلم، وتوفير شبكات لمجتمعات ذات اهتمامات واحدة (Special-Interest Communities).
ويهدف التعليم الإلكتروني كصيغة حديثة للتعليم عن بعد إلى تحقيق العديد من الأهداف منها :
- زيادة فاعلية المعلمين وزيادة عدد طلاب الشعب الدراسية.
- مساعدة المعلمين في إعداد المواد التعليمية للطلبة، وتعويض نقص الخبرة لدى بعضهم.
- تقديم الحقيبة التعليمية بصورتها الإلكترونية للمعلم والطالب معاً وسهولة تحديثها مركزياً من قبل إدارة تطوير المناهج.
- إمكانية تعويض النقص في الكوادر الأكاديمية والتدريبية في بعض القطاعات التعليمية عن طريق الصفوف الافتراضية ( Virtual Classes ).
- تقديم نظام القبول في الكليات والمعاهد وكذلك الاختبارات الشاملة في التعليم عن بعد بطريقة ذات مصداقية عالية دون هدر أوقات الطلبة والموظفين كما يحدث في الطرق التقليدية.
- نشر التقنية في المجتمع وإعطاء مفهوم أوسع للتعليم المستمر.
- تقديم الخدمات المساندة في العملية التعليمة مثل:
تسجيل الطلبة.
إدارة الشعب الدراسية.
بناء الجداول الدراسية.
توزيعها على المعلمين أنظمة اختبارات وتقييم.
كما أن تطبيق برامج التعليم عن بعد من قبل مؤسسات التعليم المختلفة يعود إلى ظهور العديد من المتغيرات والعوامل منها:
- زيادة أعداد الطلبة بشكل حاد لا تستطيع المدارس المعتادة استيعابهم جميعا، وقد يرى البعض أن التعليم المعتاد ضرورة لإكساب المهارات الأساسية مثل القراءة والكتابة والحساب، إلا أن الواقع يدل على أن المدارس بدأت تعاني من الأعداد المتزايدة من الطلبة، ومثل هذا النوع من التعليم ينبغي أن يشجع في المستويات المتقدمة أما المراحل الأساسية من التعليم فإن هذا النوع من التعليم قد لا يناسبها تماما.
- يعد هذا التعليم رافدا كبيرا للتعليم المعتاد، فيمكن أن يدمج هذا الأسلوب مع التدريس المعتاد فيكون داعما له، وفي هذه الحالة فإن المعلم قد يوجه الطلبة إلى بعض الأنشطة أو الواجبات المعتمدة على الوسائط الالكترونية.
- يرى البعض مناسبة هذا النوع من التعليم للكبار الذين ارتبطوا بوظائف وأعمال وطبيعة أعمالهم لا تمكنهم من الحضور المباشر لصفوف الدراسة.
ويتم الآن تطبيق برامج التعليم عن بعد من قبل مؤسسات التعليم المختلفة لثلاثة أسباب رئيسة هي:
الاندماج الحاصل بين تقنيات الاتصالات والحواسب.
حاجة العاملين إلى اكتساب مهارات جديدة دون تعطيل حياتهم العملية لفترة طويلة من الزمن.
الحاجة إلى تخفيض كلفة التعليم.
ْ
________*التــَّـوْقـْـيـعُ*_________
لا أحد يظن أن العظماء تعساء إلا العظماء أنفسهم. إدوارد ينج: شاعر إنجليزي