التغير بين الارتجال والعجز الفكري

السلام عليكم ورحمة الله تعالى و بركاته

تحية طيبة لكل جاد في بيت الجاد

يوم قررت النعامة ان تدفن رأسها في في الرمل لم تكن تعلم ان خوفها من مواجهة ما يعترضها من مخاطر سيجعلها عبرة و مثال لكل عاجز عن مواجهة التحديات

عندما نقلب في صفحات تاريخنا كأمة نقف وقفة ذهول امام صفحاته الخالدة التي خطت حروف ملاحمها رجال امانوا ان الحياة فوق القمم غير الحياة في اسفل الحفر على قول الشاعر ابي القاسم الشابي

فما الذي تغير لنرضى نحن اليوم ان نعيش في الحفر ...؟

فاين هي جينات الشجاعة و الاقدام و الصدق و الوفاء و التضحية و...و...و التي توارثناها من جيل إلى جيل من أولائك الرجال الصادقين

لا اعتقد ان الخوف هو الذي دفعنا ان نكون مثل تلك النعامة او مثل الخفافيش التي تخشى ضوء النهار

بل مشكلتنا اننا غرسنا رؤسنا في الماضي لنمتع أنفسنا بتلك القصص الرائعة التي حولاناها إلى اساطير

و نسينا المستقبل و ما ينتظرنا من تحديات ، ما يحدث اليوم في الامة العربية هي محاولات للخروج من تلك الحفر التي دفنا فيها انفسنا و دفنا معها كل محاولة لبلورة تصور واضح لغدا أفضل ، اكيد هي بشائر الخير التي تدفعنا للتفأل و نقول ان ما ينتظرنا سيكون افضل .

لكن هل وصلنا كشعوب إلى ذلك النضج الذي يؤهلنا لنقول هذا الكلام ، ما نعرفه ان التغير يجب ان يمس الجوهر و لا يقتصر التغير على الامور الشكلية ، ما دفع هذه الشعوب إلى رفع مطالب التغير هو حساسها الرهيب بحجم الظلم و التهميش و الاقصاء الذي عانت منه ، لكن هذه الاسباب لو وضعناها في خانة الدوافع فهل تكفي لوحدها لتحقيق مطلب التغير الشامل الذي نسعى إليه ..؟ ألا يحتاج التغير إلى ثورة على الفكر قبل ان تكون ثورة على الحاكم ..؟ الثورة الفرنسية عندما قامت قامت نتيجة نضوج الفكر التنويري بين رواد الحركة الفكرية وقتها و استغرق الامر عشر سنوات لتحقيق الاهداف و التي كانت نهايتها هو القضاء على النظام الملكي الذي كانت نهايته بمثابة إنقلاب على الفكر السائد وقتها

مشكلتنا اننا لم نصل إلى درجة الوعي الكافية التي تؤهلنا من إختراق حواجز الخوف ..الخوف من المستقبل رغم اننا نملك مخزون فكري هائل توارثناه من حقبة عصر النهضة الذي كان وقتها يتبنى فكر النهضة لكن للاسف هذا الخوف من المستقبل دفعنا إلى غرس رؤوسنا في الرمل

من خلال هذا الكلام المرتجل

- هل نحن فعلا قادرين على تحقيق التغير المنشود في ظل حالة العجز الفكري و الخوف الذي أصاب امتنا ؟

- هل ما تعرفه الامة اليوم من تحولات قادرة على خلق فكر جديد يتبنى خيار التغير و النهضة المنشودة ؟

هناك اسئلة هامشية وردت في سياق ما كتبت اتمنى التعليق عليها

و مساحة حرة لكل قلم جاد