«الكايزن» كلمة مكونة من كلمتين: «كاي» وتعني التطوير والتغيير، و«زن» وتعني: الأجوَد. وهو مبدأ ابتكره رجل ياباني يدعى «تاييشي أوهونو» .. تستخدم كلمة «كايزن» عادةً في النشاطات التي تؤدي باستمرار إلى التحسين في جميع نواحي العمل: كالصناعة، والإدارة، والإنتاج، والتسويق. وتعمل «كايزن» على التخلص من الهدر بكل أنواعه عن طريق خطوات صغيرة جدًا ومتتالية. وهي إحدى الاستراتيجيات المطبقة في اليابان، والتي كانت في الأصل تمثل حاجة ملحة للشعب الياباني للنهوض بنفسه بعد قنبلة هيروشيما التي دمرت الطموح الياباني وسببت عجزًا اقتصاديًا وبشريًا كبيرًا جدًا.
وتعد تلك الفترة أزمة عظيمة وُضِع فيها الشعب الياباني، إلا أن هذا الشعب عَرِف كيف يصنع من الأزمة فرصة للنجاح والتقدم، وأن يجعل من هذه المحنة الكبيرة منحة أضافت لدولة اليابان احترامًا منقطع النظير، وتحويلها إلى ذكرى تدل على قوة صبر وبُعد في التفكير، وتخطيط أمثل لمستقبل شعب وانتشاله من فوهة الاندثار وخطر الفناء.
(الكايزن) هو فكرة مبتكرة إبداعية القصد منها التحسن التدريجي المستمر، بخطوات صغيرة جدًا، بل متناهية الصغر، بحيث إنه ينحت لنا على المدى الطويل منحوتة فنيّة هائلة الحجم، بأقل قدر ممكن من الهدر في الجهد والوقت والمال.
مؤخرًا أصبحت المؤسسات التجارية وحتى التعليمية في الوطن العربي تركز على مبدأ الجودة بكل أقسامها: الجودة المهنية للموظفين، الجودة الإنتاجية والجودة التسويقية للمنتج. ويعد الكايزن إحدى استراتيجيات الجودة الشخصية للفرد أيضًا والتي تتضمن قدرًا عاليًا من تقدير الذات، والاستقامة والإخلاص في القول والعمل، والضبط الذاتي. والقيام بتحسينات مستمرة في جميع جوانب حياته لزيادة القدرات الذاتية والمهارات الفردية وإضافة تسهيلات تنظيمية لحياته المهنية والمجتمعية.
ْ
________*التــَّـوْقـْـيـعُ*_________
لا أحد يظن أن العظماء تعساء إلا العظماء أنفسهم. إدوارد ينج: شاعر إنجليزي