عندما يُطبق هذا المبدأ في مرحلة مبكرة كمرحلة رياض الأطفال يحدث نقلة نوعية في فكر وشخصية شباب المستقبل، باعتبار أن التغيير والتطوير هو سمة إنسانية وهدف شخصي يسعى الفرد لتحقيقه في حياته العامة. والسؤال الذي يجب طرحه هو: كيف نطبق استراتيجية الكايزن في الطفولة المبكرة، باعتبارها نقطة انطلاق الأطفال إلى العالم الخارجي، ومرحلة تهيئة الطفل للتكيف الأمثل مع المستجدات المجتمعية والتطورات المستمرة ومواكبة العصر؟
والعمل بهذا المبدأ يعطي الطفل مفاتيح النجاح في الحياة، وقدرًا كبيرًا من النظام والمسؤولية والتفكير المتسلسل الإبداعي المستمر للتحسين من قدراته ومهاراته العقلية والاجتماعية والحركية. إلا أن هذا كله يعتمد على المرشد الفاعل المؤمن بهذه النظرية، والذي يسعى لتطبيقها في نفسه أولاً ليصنع من نفسه قدوة ومثالاً جيدًا للأطفال قبل أن يشرع بإظهاره لهم.
كايزن الممارسة العملية في الصفوف الدراسية:
عادةً يتطلب تنظيم البيئة الصفية إلى حسن تخطيط، بحيث يتم استغلال كل جزء من أركان الغرفة الصفية دون ملئها بأشياء لا ضرورة لها، بالإضافة إلى إدخال تحسينات مستمرة ولو كانت بسيطة، فدور المربية بمنزلة العين المُدققة لإعداد بيئة صفية بأفضل الإمكانيات وأقل هدر للمواد، فتستخدم أدوات مستهلكة من البيئة لخدمة العملية التعليمية، وإزالة ما لا تحتاجه حتى لا تُربك الأطفال بكثرة الوسائل والأدوات التي لا حاجة لها.
بالإضافة إلى أن شعور الطفل بأنه لا يوجد على الرف سوى ما يحتاجه فقط وما يتم استخدامه لخدمة أهداف تعليمية، فإن هذا سينعكس على شخصيته وفهمه الصحيح للحياة العملية السهلة التي تسمح بتنقل الأطفال بأنفسهم من مكان لآخر فيها، وتحديد احتياجاتهم، وتقنين عملية التعلم، عوضًا عن ملء الأرفف بوسائل متعددة لا تخدم أهدافًا ولا تحقق تطويرًا بل هي مجرد شكليات وبهرجة صفيّة لا تَمُت لمميزات التعليم الحديث بصلة. وتشبه تمامًا عملية حشو أدمغة الأطفال بما يهم ولا يهم عن طريق التلقين والترديد بلا وعي ولا إدراك لماهيته.
ْ
________*التــَّـوْقـْـيـعُ*_________
لا أحد يظن أن العظماء تعساء إلا العظماء أنفسهم. إدوارد ينج: شاعر إنجليزي