#لحظة شرود
و أنا أمعن النظر في ما يختلج الصدر...
تراني أكتشف أمرا جللا.....
سقطات... و كبوات... و خيبات...
كلها كانت دروسا....
غير أني لم أستوعب كل ذاك إلا الآن...
فالتقادم ينضج فينا حسنا ....
يرتب أوراقنا المبعثرة عبر خط الزمن...
يعزف على أوتارنا المتخاذلة ....
يحييها...
يثير فيها حنينا...
و نحن نتحرك في ثنايا أوجاعنا....
نشعر كأن يدا تربط على أكتافنا...
تقول صبرا ..
فالمسافة لم يبق منها غير بعض فدادين...
وأثناء السفر نلتقي بتوأم أرواحنا....
حينها نتبادل المحن و أهات الزمن....
و نتقاسم الطريق.....
نحمل عن بعضنا شيئا من أثقالها.....
و نخفف عنا كبوات وكبوات...
ثم تصيبنا هيستيرا من الضحك....
على غباءنا يوما ما.....
حين كنا نؤمن بشيء أسمه الصداقات....
و الآن و نحن قد نضجنا....
اصبحنا لا نحتمل كل تلك المسوخ من البشر....
أو اشباه البشر...
ونسقطها من خرائطنا .....
في الحين و في الآجال....
حتى نخفف عنا كل تلك الأحمال....
#بقلم سعدي عبد الله