طـــــاقـــــة الـــيـــديــــــن
فوق رمال الصحراء الجزائرية، جلس جمال القمر يلهوا بأنامله مداعبا حباتها الذهبية، وهو يتحسس شكلها البلوري، ولونها الجميل، ويرسل عينيه القمريتين نحو الأفق البعيد المسطح متأملا، روعة غروب الشمس في مساء كئيب شبيه بكآبة الأديبة اللبنانية الجميلة الآنسة مي زيادة. ربما هذه الكآبة مبعثها الإحساس العميق بجمال الكون. فعندما نقف حيال الجمال لا نستطيع التصرف فيه فإننا نشعر بالحزن لأننا لا نستطيع ضمه إلى صدورنا والتحسس بوجوده وبملكيته الشخصية والخاصة لنا.
وأثناء ذلك نظرت إلى يدي، وتذكرت تمرين أهدته لي صديقة كندية خبيرة في الريكي، وحصل لي الشرف التعرف عليها عندما كنت منخرطا في إحدى المنتديات الأجنبية، وحصلت بيننا تواصل عميق وطويل وحدثني عن الطاقة حينها أدركت أن كل ما ينشر في المواقع العربية عن الطاقة والريكي إن هو إلا طعام قديم وأحيانا يكون قد عفى عليه الزمن، ومع ذلك تجد بعض المختصين يبخل بهذا الطعام القديم؟؟؟!!!! وقد حصل لي شيئ من ذلك ولا أذكر الأسماء كي لا أحدث خصام ونقد في هذا المنتدى البريء؟؟؟!!!!.
تعجبني مقولة جميلة وجدتها في مؤلفات حجة الاسلام أبي حامد الغزالي حيث يقول: "خاطبوا الناس على قدر عقولهم" وأيضا توجد حكمة عربية تقول: " إذا كنت مع قوم فاحلب في إنهائهم" وعليه سنترك ما يقوله الغرب عن الريكي الحديث وأقول: إن اليدين يمكن إعتبارهما مجسات للطاقة الحيوية وهما يستقبلان ويرسلان الطاقة، ولكن كيف ذلك؟؟؟؟
أبسط تمرين وهو مشهور ويمكن أي إنسان القيام به وهو القيام بدلك يديك مع بعضهما البعض لمدة عشرة ثواني وإن كانتا مبللتين فعليك بتجفيفهما لأن الرطوبة خاصة في اليدين تعرق من سيولة الطاقة الحيوية ولا تنسى بالنسبة للسيدات نزع الخواتم وأساور لأن المعادن هي الأخرى تعرقل مسار الطاقة ثم بعد ذلك وبهدوء شديد مع تصفية الذهن من الشواغل ضع اليدين مقابل بعضها البعض لمسافة سنتمترات ثم تخيل وجود مجال مغناطيسي بينهما. وركز على هذا الخيال المجازي وطبعا عيناك مفتوحتين ثم تخيل أن هذا المجال يكبر ويقوى ويدفع يديك بعيد عن بعضهما البعض، وفعلا تبدأ يديك في الابتعاد عن بعضها البعض فجمال القمر يتخيل وجود ضوء أبيض محسوس أي صلب وعموما كل واحد له حرية التخيل.
بعد عدة أيام من هذا التمرين ستشعر أن يديك قد اكتسبتا حساسية من نوع خاص، وهذه الحساسية هي التي تجعلك تكتشف مواطن المرض في جسم الإنسان، بل وحتى بإمكانك تعيين أماكن الشكرات وحالاتها الصحية والمرضية فالنقطة الأخيرة تلزمك تطوير عالي الجودة هذا من جهة. ومن جهة أخرى حاول كل يوم تمرير يديك على طول جسد أحد زملائك بحيث تكون اليدين تمران بداية من رأسه إلى الأسفل ويجب أن يكون صديقك بين يديك المفتوحتين أمامه وأنت مركز بالإحساس التي يعتريك أثناء إمرار كفيك على جسده.
أتحدث عن هذا بناء على تجربة قمت بها وهي أنني فتحت يدي لمسافة ثلاثون سنتمر وركزت ذهني بوجود مجال حراري قوي بينهما وبدأت بشعور مثل وخز الإبر في نهاية أصابعي وبحرارة في باطن كفي ثم ناديت أبناء أخي الصغار وطلبت منهم تمرير أيديهم بين كفي حوالي خمسة أطفال وعند انتهاء التجربة قالوا لي أنهم شعروا بحرارة بين يدي وأخر وهو الكبير أن شعر بشبه تجاذب.
قمت بتجربة طريفة وهي أنني استغليت تلاميذ قسمي وهي أنني طلبت منهم أن يحدثوني عن شعورهم وإحساسهم عندما أمرر كفي فوق رؤسهم والحقيقة أنني قسمت هذا التمرين على ثلاثة أيام لأنني بعد كل تجربة أصاب بالإجهاد والإرهاق؟؟؟!!!! ربما هذا بعود إلى نفاذ طاقتي الحيوية أثناء التجربة .
فكانت النتيجة حسب ما يلي:
المجموعة الأولى: شعرت بتدفق حراري فوق رؤسهم.
المجموعة الثانية : شعرت بتدفق هوائي فوق رؤسهم.
المجموعة الثالثة: شعرت بنفخة هواء فوق رؤسهم.
و خمسة تلاميذ لم يشعروا بأي شيء علما أن قسمي يحوي على 30 تلميذا.
أما جمال القمر فقد شعر بالحرارة في كفيه ما عدا تلميذ واحد شعرت بوخز في كفي وهو التلميذ الذكي ربما أن هالته قوية أو ان شكرته التاجية نشطة واترك التعليق لمن له خبرة أكثر في الموضوع لفيذ جمال القمر لأنه لا يدري ويدري انه لا يدري.
صديق لي هو الآخر أخضعته للتجربة ـ فلم يسلم مني أحد ـ الغريب أنني عندما أصل في أسفل ظهر في منطقة وجود العصص أشعر بتجاذب مغناطيسي قوي وهو الأخر يصرح لي أن يدي تتحول إلى مغناطيس قوي خاصة في تلك المنطقة و في أحدى المواقع الأجنبية تفسر هذه الظاهرة بوجود إنسداد في قنوات الطاقة ولست متأكد من هذه الإجابة.
قبل أن أنهي مقالي أؤكد على أن الطاقة تخرج من اليد اليمنى إلا إذا كان الشخص أعسر أي يستخدم يده اليسرى في الكتابة والأكل.
فاليد التي تعمل بها يا أخي القمري تكون موجبة وهي التي ترسل الطاقة والأخرى تبقى مستقبلة للطاقة أي عندما تشبك أصابعك وكفيك معا فاعلم أنك تغلق دائرة الطاقة لديك هذا ليس قولي وإنما قول مؤلف روسي في علم الطاقة والريكي.
إذن مارس كل يوم التمارين التي ذكرتها حسب إجتهادي القليل والضعيف وستتعجب من النتائج المذهلة التي ستصل إليها.
جمال القمر بواصل تأمله الرائع في غروب الشمس الجميل محتسيا القهوة ومتلذذا برائحة البن البرازيلي ريثما يحل الظلام الدامس لينطلق بجسده النجمي بين الكواكب والبروج فهم أصدقاؤه وخلانه المخلصين باحثا عن مساهمة جديدة متضمنة الحق والخير والجمال ويتخذا برج القوس مستقرا له في وضعية اللوتس ليفتح شكرته التاجية لإستقبال الفيوضات الإلهية والنفحات الربانية والفتوحات الملكوتية لينشرها بدافع قوي من المحبة التي تصدرها شكرته القلبية الخضراء لينشره للقراء الفضلاء.
ْ
________*التــَّـوْقـْـيـعُ*_________
لا أحد يظن أن العظماء تعساء إلا العظماء أنفسهم. إدوارد ينج: شاعر إنجليزي